*تم التحديث بتفاصيل 

رفضت السعودية دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من مدينة غزة، فيما حذرت مصر من أن إجلاء سكان مدينة غزة نحو الجنوب- وفقا لطلب إسرائيل- سيضع أكثر من مليون فلسطيني في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، بينما يتواصل القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان ما أدى لمقتل صحفي وإصابة آخرين.

وصباح الجمعة، دعا الجيش الإسرائيلي الذي يشن غارات مكثفة على قطاع غزة ردا على هجوم لحركة حماس قبل سبعة أيام، سكان مدينة غزة - البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة وهي جزء من قطاع غزة - إلى مغادرتها والتوجه جنوبا خلال 24 ساعة، في إشارة إلى احتمال وقوع اجتياح بري، بحسب وسائل إعلام.

وقطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون شخص على مساحة 365 كيلو متر مربع، يحيطه البحر من الغرب ومصر من الجهة الجنوبية الغربية وإسرائيل من الشرق والشمال، ما يجعل معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر، منفذ مهم ورئيسي لمواطني القطاع.

ورفضت السعودية بشكل قاطع ما وصفته الخارجية السعودية في بيان الجمعة بـ "دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة،" كما أدانت استمرار "استهداف المدنيين العزّل هناك".

ونقلت رويترز عن مصدرين مطلعين، أن السعودية جمدت خطط مدعومة من الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على خلفية الصراع في فلسطين.

وقبل اشتعال الأزمة، كان مسؤولون سعوديون وإسرائيليون يقولون إن الطرفان يتحركان بثبات نحو الاتفاق، لكن بسبب التوترات الأخيرة "سيكون هناك تأخير في المحادثات" لأن أي مقاربة تؤدي إلى تهميش الفلسطينيين من شأنها أن تخاطر بإثارة غضب العرب في جميع أنحاء المنطقة، وفق رويترز.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال في مقابلة لشبكة فوكس نيوز الشهر الماضي، إن المملكة تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه أضاف أن القضية الفلسطينية تظل نقطة مهمة للمفاوضات "نحن بحاجة لحلها".

وحسب بيان الخارجية السعودية، جددت المملكة مطالبتها للمجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف كافة أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين، كما طالبت بـ "رفع الحصار عن الأشقاء في غزة، وإجلاء المصابين المدنيين، والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني".

كما طالبت السعودية بالدفع بعملية السلام الرامية لإيجاد حل عادل وشامل، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.

تحذير مصري

 حذرت الخارجية المصرية في بيان الجمعة من أن طلب مغادرة السكان منازلهم "سوف يعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلا عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها".

واعتبرت الأمم المتحدة أن تنقل السكان بهذا الشكل لن يحصل من دون أن يخلف عواقب إنسانية مدمرة، وفقا لرويترز.

وطالبت مصر - التي قالت الخميس إن معبر رفح مفتوح للعمل ولكنه لا يعمل بشكل طبيعي بسبب تعرض مرافقه الأساسية على الجانب الفلسطيني للتدمير نتيجة القصف الإسرائيلي - مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته لوقف الإجراء الذي وصفته بأنه يعد "مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني".

ومن غير المعلوم حتى الآن إلى أين سيذهب سكان غزة وإذا كانوا سيستجيبون لما تدعو إليه إسرائيل أو سيستطيعون دخول مصر من معبر رفح إذا اضطروا لذلك.

ضحايا من الصحفيين

وعلى الحدود الجنوبية للبنان، استهدفت إسرائيل برج مراقبة غير مشغول تابع للجيش اللبناني ببلدة علما الشعب - وهي منطقة حدودية بين البلدين - وتسبب القصف على المنطقة في مقتل الصحفي عصام عبدالله من وكالة رويترز، وإصابة كل من كارمن جوخدار وإيلي براخيا من قناة الجزيرة جراء استهداف سيارتهم حسبما نقلت الوكالة الرسمية اللبنانية، فيما قدرت وسائل إعلام محلية المصابين من الصحفيين بـ 5 مصابين.

وأكدت رويترز مقتل مصور فيديو للوكالة في جنوب لبنان، وقالت إنها تعمل مع السلطات في المنطقة وتسعى بشكل عاجل لمعرفة مزيد من المعلومات.

ونقلت وسائل إعلام عن المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة، قوله إنه من المبكر جدا تحديد ما حدث في جنوب لبنان، وأنه سيتم التحقيق في ذلك.

ووفقا للوكالة الوطنية للإعلام فإن رئيس حكومة تصريف الأعمال بلبنان نجيب ميقاتي استنكر "استهداف إسرائيل لطواقم الصحافيين في بلدة علما الشعب الجنوبية".

وقُتل 15 فرنسي في الهجمات على إسرائيل، فيما غادرت أول طائرة لنقل أمريكيين من إسرائيل دون الكشف عن وجهتها حسب وسائل إعلام دولية.

تصعيد مستمر

ورغم الكثير من المطالبات بوقف التصعيد في غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، عن مسار محدد يسمح للفلسطينيين بالتحرك جنوبا من بيت حانون إلى خان يونس، وأنه لن يتعرض لهذا المسار حتى الساعة 20:00 حسبما كتبه المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي افيخاي ادرعي عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، مضيفا أنه سيتم نشر طرق آمنة إضافية لاحقا.

وحذر الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة من الاقتراب من منطقة السياج الأمني الفاصل مع إسرائيل، بحسب بيان لقوات الدفاع الإسرائيلية على موقع إكس.

وأضاف في بيانه إن مقاتلي حماس- ويسميهم الجيش الإسرائيلي بالـ"إرهابيين"- "يختبئون في مدينة غزة داخل الأنفاق، تحت البيوت وداخل مباني مكتظة بسكان غزة الأبرياء". 

ومع توجه الجيش الإسرائيلي إلى التصعيد، تظاهر آلاف الأشخاص في منطقة الشرق الأوسط يوم الجمعة لدعم الفلسطينيين وللتنديد بالغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق ما أوردته وسائل إعلام.

وفي مصر، انتشرت صور على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي لتظاهرات ضمت عشرات الداعمين للقضية الفلسطينية خرجوا بعد صلاة الجمعة بالأزهر.

وأظهرت قناة العربية السعودية في وقت سابق من اليوم، لقطات من تعزيزات عسكرية لدبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة.

وإعلان الجيش الاسرائيلي أجبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) إلى نقل مقر عملياتها المركزي وموظفيها الدوليين من مدينة غزة إلى الجنوب. 

وقالت الأونروا على حسابها في موقع إكس (تويتر سابقا) إن نقل مقر عملياتها المركزي يأتي لاستمرار عملياتها الإنسانية ودعم موظفيها واللاجئين الفلسطينيين.

وأضافت "نحث السلطات الإسرائيلية على حماية المدنيين في ملاجئ الأونروا بما في ذلك المدارس".

وفقدت الأونروا 11 من موظفيها والعاملين فيها الذين قتلوا في قطاع غزة بسبب  النزاع الحالي.

وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل حوالي 1,300 إسرائيلي، فيما قال الجيش إن 120 شخص على الأقل محتجزين لدى حماس.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى الفلسطينيين برصاص قوات إسرائيلية في الضفة الغربية وغزة ارتفع إلى 1843 إضافة لـ 7138 مصاب.

ونزح ما لا يقل عن 340 ألف شخص داخل قطاع غزة جراء القصف من بينهم ما يقارب 220 ألف شخص يحتمون في 92 مدرسة تابعة للأونروا.

مخاوف من اتساع رقعة الصراع

في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن الذي وصل إلى تل أبيب يوم الجمعة لتأكيد الدعم الأمريكي "الراسخ" لإسرائيل، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، حماس بأنها جزء من "محور الشر".

وأضاف أنه لا يهم إذا كانت إيران قد وافقت على الهجوم على غزة أم لا، لأن "الفكرة هي فكرة إيرانية"، وذلك في رده على سؤال ما إذا كانت طهران وافقت على الهجوم الذي شنته حماس يوم السبت.

وتابع "الحرب ستكون طويلة وقاسية ..ولكننا سننتصر".

وقال أوستن في المؤتمر الصحفي إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مستعدة لإرسال المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل "للدفاع عن نفسها".

وصدر عن وزارة الخارجية الصينية بيان قالت فيه إنها قلقة للغاية من احتمال تصعيد الصراع فيما أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن "خيبة أمل عميقة" من الصين "التي لم تندد بشكل واضح ما ارتكبته حركة حماس ضد المدنيين الإسرائيليين"، بحسب رويترز.

وتتوسع الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالمي - والمنافس الرئيسي لأمريكا - في علاقاتها مع دول الشرق الأوسط على المستويين السياسي والاقتصادي، حيث قادت مباحثات للاتفاق بين إيران والسعودية.

وفي مؤتمر صحفي، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بعد محادثات مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن السبب الجذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي "يكمن في التأخير الطويل في تحقيق تطلعات فلسطين في إقامة دولة مستقلة والتقاعس عن معالجة الظلم التاريخي الذي تعرض له الفلسطينيون".

ومن بيروت، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "من امتداد الأحداث الجارية في غزة الى مناطق أخرى في المنطقة، اذا لم يوقف نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) حربه المدمّرة ضد القطاع"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية يوم الجمعة.

وقال الوزير الإيراني في مؤتمر صحفي من بيروت إنه التقى أيضا بزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله. وحزب الله اللبناني هو العدو اللدود لإسرائيل.

وفي المؤتمر الصحفي الذي نشرت بعض مما جاء فيه وكالة الأنباء الإيرانية، قال الوزير الإيراني "لقد بعث الطرف الأمريكي رسائل عديدة إلى جهات مختلفة بالمنطقة، داعيا فيها الى الالتزام بضبط النفس والحؤول دون توسع رقعة الحرب".

وتابع "لا يحق للأمريكيين أن يرسلوا السلاح والقنابل بهدف قتل الفلسطينيين من جانب، ويدعون كافة الأطراف للتهدئة وضبط النفس، من جانب آخر".

ودعوات لوقف الصراع

التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الجمعة، في العاصمة الأردنية عمان، بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي زار إسرائيل وسيلتقي قادة عرب آخرين في الأيام القليلة المقبلة. 

ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية، شدد عباس على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي و"الرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا، وضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة لقطاع غزة، وتوفير المستلزمات الطبية، وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك".

كما التقى بلينكن بملك الأردن عبدالله الثاني في عمان وخلال اللقاء، أكد الملك الأردني على ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات إلى غزة، حسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا) وحذر من أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية.

وأعلنت سوريا، عودة مطار حلب الدولي إلى الخدمة بداية من يوم السبت، "بعد إصلاح أضرار العدوان الإسرائيلي عليه" والذي تسبب في خروجه عن الخدمة.

(إعداد: جيهان لغماري وأحمد حسن وشيماء حفظي، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا