*تم التحديث بتفاصيل

لا تزال تطورات الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتوالى، مع تجديد الرئيس الأمريكي دعمه لتل أبيب، وتأكيد مصر على رفضها لتهجير الفلسطينيين، فيما أُعلن عن اتفاق مصري أمريكي لإدخال المساعدات لقطاع غزة المحاصر. 

وتفرض إسرائيل حصار على قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون شخص على مساحة 365 كيلو متر مربع، ويحيطه البحر من الغرب ومصر من الجهة الجنوبية الغربية وإسرائيل من الشرق والشمال، ما يجعل معبر رفح الحدودي -بين القطاع ومصر- منفذ مهم ورئيسي لمواطني القطاع.

وتطالب إسرائيل منذ أيام، سكان مدينة غزة - البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة وهي جزء من قطاع غزة - بمغادرتها والتوجه جنوبا، في إشارة إلى احتمال وقوع اجتياح بري.

والأربعاء، جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التأكيد على رفض مصر لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، محذرا من أن نقل الفلسطينيين إلى سيناء يهدد السلام مع إسرائيل.

وأدى الصراع المستمر لليوم الـ 12 على التوالي إلى مقتل 3478 شخص في قطاع غزة، وإصابة أكثر من 12 ألف آخرين، حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

وازدادت حدة الانتقادات العربية لإسرائيل منذ مساء الثلاثاء مع استهداف مستشفى فلسطيني في غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين. لكن إسرائيل أنكرت تنفيذها الهجوم الصاروخي على المستشفى واتهمت فصيل فلسطيني هو حركة الجهاد الإسلامي بالتسبب فيه، فيما نفت الحركة ذلك.

بايدن يدعم إسرائيل

وخلال زيارته لإسرائيل يوم الأربعاء، أيد الرئيس الأمريكي جو بايدن رواية تل أبيب التي تنكر استهداف المستشفى. 

ووفق ما نقلته وسائل إعلام دولية، قال بايدن متحدثا إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لقد شعرت بحزن عميق وغضب شديد بسبب انفجار المستشفى في غزة أمس، وبناء على ما رأيته، يبدو كما لو أن ذلك قد تم من قبل الفريق الآخر، وليس أنتم".

وأكد بايدن على تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل، وأنها ستواصل دعمها في الدفاع عن شعبها.

واستهداف المستشفى صُنف بأنه أكبر هجوم منذ بدء الجولة الحالية من الصراع، التي انطلقت يوم السبت 7 أكتوبر الجاري بعملية مسلحة مفاجئة تحمل اسم "طوفان الأقصى" من قبل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ضد إسرائيل، وردت تل أبيب بعملية مضادة تحت اسم "السيوف الحديدية".

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان الأربعاء، فرض عقوبات تستهدف مصادر تمويل لحماس، وذلك على خلفية هجوم الحركة الذي نفذته على إسرائيل.

وتسببت تداعيات استهداف المستشفى في إلغاء قمة رباعية كانت مقررة الأربعاء، بين بايدن ونظيريه المصري والفلسطيني وملك الأردن في العاصمة الأردنية عمّان.

وفي أعقاب الهجوم الصاروخي على المستشفى، تصاعدت المطالبات الدولية بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتي تتكدس على حدود  القطاع مع مصر على الجانب المصري منذ أيام.

دخول المساعدات

اتفق الرئيسان المصري والأمريكي، خلال اتصال هاتفي الأربعاء، على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام، وفق بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية.

وذكر البيان أن الاتفاق تضمن قيام الجهات المعنية في الدولتين بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات.

جاء البيان بعدما قال الرئيس الأمريكي، الأربعاء للصحفيين وفق وكالة رويترز، إن نظيره المصري وافق على فتح معبر رفح للسماح بدخول نحو 20 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة.

وقال البيت الأبيض، في بيان مساء الأربعاء أيضا، إن الرئيسين ناقشا التنسيق المستمر لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة وآليات ضمان توزيع المساعدات لصالح السكان المدنيين. 

بيانات الرئاسة المصرية والبيت الأبيض أتت في أعقاب بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفق وكالة رويترز، ذكر أن إسرائيل لن تمنع مصر من تقديم الغذاء والماء والأدوية للمدنيين في جنوب قطاع غزة، طالما أنها لا تصل إلى حماس.

وقال المكتب إنه لن يتم إدخال مساعدات إنسانية من إسرائيل لغزة دون عودة الرهائن المحتجزين لدى فصائل فلسطينية. وكانت حركة حماس أخذت خلال عملية "طوفان الأقصى" أسرى من إسرائيل.

واتفق الرئيسان المصري والأمريكي، وفق بيان البيت الأبيض، على العمل سويا على نحو وثيق لتشجيع استجابة دولية عاجلة وقوية لنداء إنساني أطلقته الأمم المتحدة بشأن الصراع الدائر.

وكان مصدر سيادي قال لفضائية "القاهرة الإخبارية" الحكومية، في وقت سابق، إن القاهرة لن تسمح بإجلاء الأجانب في قطاع غزة وإن "التصعيد سيقابل بتصعيد"، وقالت إن ذلك يأتي ردا على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الأربعاء، قال فيها إنه لن يسمح بفتح معبر رفح ودخول المساعدات للفلسطينيين.

وكانت مصر رفضت عبور الأجانب مزدوجي الجنسية من معبر رفح من دون تمرير مساعدات إلى غزة، فيما عرقلت إسرائيل دخول المساعدات - التي تتلقاها مصر من دول مانحة ومنظمات دولية إضافة لمساهمات محلية - إلى قطاع غزة عبر معبر رفح،  الذي أعلنت مصر أنه مفتوح للعمل ولكنه لا يعمل بشكل طبيعي بسبب تعرض مرافقه الأساسية على الجانب الفلسطيني للتدمير نتيجة القصف الإسرائيلي.

وقرر مجلس النواب المصري، عقد جلسة طارئة يوم الخميس، للنظر في تداعيات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

ولا تزال عمليات القصف الإسرائيلي مستمرة على قطاع غزة.

وأعلنت مصر حالة الحداد 3 أيام على أرواح "الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق،" حسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، الأربعاء.

استنكار ساخر

انتقد الإعلامي المصري باسم يوسف -الذي يعيش في الولايات المتحدة- بشكل ساخر في مقابلة مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان في برنامج على قناة "Talk TV" يوم الثلاثاء القصف الإسرائيلي لغزة وتناول الإعلام الغربي لما يحدث في القطاع.

وحول حجم العملية العسكرية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس، تساءل يوسف بشكل استنكاري ساخر، في المقابلة، عن عدد القتلى الفلسطينيين نسبة إلى القتلى من الإسرائيليين الذي يرضي الجانب الإسرائيلي.

وعند تطرق مورغان إلى هجوم حماس باعتباره شرارة التصعيد الحالي، قال يوسف: "لنتخيل عالم بلا حماس… ولنطلق على هذا العالم اسم الضفة الغربية، حماس ليس لديها أي سيطرة مطلقا على الضفة الغربية ومنذ بداية هذا العام وحتى أغسطس فقط قُتل 37 طفل فلسطيني"، في إشارة إلى أن الأزمة ليست في وجود حركة حماس.

تطورات خارجية

شهد محيطا السفارة الإسرائيلية في الأردن والسفارة الأمريكية في لبنان، الأربعاء، مظاهرات دعما للفلسطينيين، تخللتها توترات مع قوات الأمن التي حاولت تفريق المتظاهرين، وفق وسائل إعلام.

وحثت الولايات المتحدة والسعودية رعاياهما في لبنان على مغادرة البلد، في ظل الاحتجاجات المحلية والتوترات المتصاعدة في جنوبه على حدوده مع إسرائيل.

وعلى صعيد آخر، قالت شركة ميتا المالكة لفيسبوك إنها  ستغير الإعدادات المتعلقة بمن يمكنه التعليق على المنشورات العامة الجديدة على فيسبوك المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وحماس التي ينشرها مستخدمون "في المنطقة" -دون توضيح لماهية هذه المنطقة- ليقتصر على أصدقائهم ومتابعيهم فقط، بهدف الحد من التعليقات التي ربما تكون "غير مرغوبة"، وفق وكالة رويترز. 


(إعداد: جيهان لغماري، تحرير: شيماء حفظي ومريم عبد الغني، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا