*تم التحديث بتفاصيل

مع دخول الجولة الحالية من الصراع المسلح بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل يومها الـ 25، استهدف الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، مع توسعه في العملية البرية، وتواصل المساعي والمخاوف الدولية بشأن الصراع، مع حديث عن استقبال مصر لجرحى فلسطينيين لتلقي العلاج.

التطورات في غزة

أوردت وسائل إعلام دولية عصر يوم الثلاثاء، أن 50 فلسطيني قُتلوا وأُصيب العشرات إثر استهداف الجيش الإسرائيلي لمخيم جباليا، وهو -وفق وكالة الأونروا الأممية- من أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة.

وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن نحو 20 منزل دمرت وسط مخيم جباليا -شمال قطاع غزة- جراء القصف، حيث مسح القصف مربع سكني بالكامل.

وعقب استهداف المخيم، دعت حركة حماس الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ "موقف تاريخي وحاسم لوقف مجازر الاحتلال الإرهابي والإبادة الجماعية التي يرتكبها"، وفق بيان للحركة عبر قناتها على تليغرام.

وحملت الحركة مسؤولية ما حدث في مخيم جباليا لـ "كل الدول والحكومات والمنظمات الداعمة لهذا الكيان الصهيوني الإرهابي…وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية".

وقال متحدث عسكري إسرائيلي، مساء الثلاثاء، إن قصف مخيم جباليا كان استهدافا لقيادي في حركة حماس، وفق ما نقلته وسائل إعلام. 

فيما قال حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس إن حديث إسرائيل عن "وجود أحد قيادات حركة حماس في مخيم جباليا...هو حديث كاذب ولا أساس له من الصحة".

وأدانت السعودية "بأشد العبارات الاستهداف اللا إنساني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا"، وفق بيان لوزارة الخارجية السعودية.

وعبرت المملكة عن رفضها التام لقيام القوات الإسرائيلية بالاستهداف المتكرر لمواقع مكتظة بالمدنيين، "في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن الضغط على حكومة الاحتلال للقبول بالوقف الفوري لإطلاق النار"، بحسب البيان.

وقررت حكومة بوليفيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، قائلة إن تل أبيب ترتكب جرائم ضد الإنسانية في هجماتها على قطاع غزة، وفق ما نقلته رويترز عن بيان لوزارة الخارجية البوليفية الثلاثاء. وسبق أن قطعت بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل للسبب نفسه في عام 2009.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أوردت وكالة وفا أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت منازل في عدة أحياء بمدينة غزة، ما أدى لانهيارها وسقوط قتلى ومصابين، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية.

ومع توسع القوات الإسرائيلية في التوغلات البرية في قطاع غزة، قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن اثنين من جنوده قُتلا أثناء العملية البرية في غزة، بحسب ما أوردته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية.

وحسب ما نقلته وكالة وفا، قصفت طائرات حربية إسرائيلية محيط مستشفى غزة  الأوروبي جنوب القطاع، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المواطنين.

وقُتل 8,610 فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية منذ بدء هذه الجولة من الصراع، وأصيب أكثر من 23 ألف، وفق إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء.

وحذرت منظمة الصحة العالمية، من كارثة صحية عامة وشيكة في غزة.

فتح معبر رفح 

قالت مصادر أمنية مصرية لزاوية عربي وكذلك أوردت قناة القاهرة الإخبارية الفضائية المصرية الموالية للدولة، مساء الثلاثاء، إن معبر رفح البري -الفاصل بين قطاع غزة ومصر- سيتم فتحه الأربعاء لإدخال بعض الجرحى الفلسطينيين لعلاجهم.

وحاليا، يتم إدخال شاحنات مساعدات إنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح، لكن منذ اندلاع حلقة الصراع الحالية بين حماس وإسرائيل لم يدخل جرحى من غزة عبر المعبر لتلقي العلاج في مصر. 

وقالت الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة، في منشور عبر صفحتها على فيسبوك مساء الثلاثاء، إن الجانب المصري أبلغها يوم الأربعاء بأن 81 جريح من الإصابات الخطيرة سيغادرون للعلاج في مستشفيات مصر.

ولاحقا، نقلت وكالة رويترز عن ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن واشنطن تركز بشدة على فتح معبر رفح أمام الأمريكيين والأجانب لمغادرة قطاع غزة، وإنها أحرزت تقدم جيد في هذا الأمر الساعات القليلة الماضية.

تنمية سيناء والدعوة لمنظور عادل

في مؤتمر من سيناء - المتاخمة للحدود مع إسرائيل - بثته فضائية القاهرة الإخبارية، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الثلاثاء، إن الحكومة تعتزم تنفيذ مشروعات تنموية في شمال سيناء بقيمة 363 مليار جنيه خلال الخمس سنوات المقبلة.

وتم تنفيذ مشروعات في سيناء بقيمة 600 مليار جنيه خلال العشر سنوات الماضية، حسبما قاله مدبولي.

وبعدها، دعا رئيس الوزراء المصري، خلال مؤتمر صحفي عند معبر رفح الثلاثاء، العالم إلى انتهاج منظور عادل إزاء الصراع الدائر حاليا والأزمة في قطاع غزة، وفق بث مباشر للمؤتمر نقلته قناة إكسترا نيوز الفضائية المصرية.

وقال مدبولي: "مع هذه الأزمة الغير مسبوقة اللي بتحصل النهاردة في قطاع غزة…أحنا بندعو العالم وكل دول العالم إن المنظور يبقى منظور عادل يعني يدين سقوط الضحايا من كل الجوانب، لا يوجد ميزة لجانب أو أفضلية لجانب على الجانب الآخر". 

وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حسابها أو على حساب غيرها، وقال: "ديه رسالة لازم تبقى واضحة للعالم كله". 

وفي أعقاب اندلاع الجولة الحالية من الصراع، دأب المسؤولون المصريون، في مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، على التأكيد على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حسابها.

وقال مدبولي: "لن تحل هذه القضية…إلا بالحل الدائم اللي العالم كله أقر بيه (وهو) حل الدولتين، ولن يكون هناك استقرار في هذه المنطقة بدون أن يتبنى العالم كله هذا الحل".

 يأتي هذا بعد أن أكدت مصر، رفضها لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، فيما قال الرئيس المصري السيسي، إن نقل الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعني تصفية القضية الفلسطينية، ويهدد بتحول سيناء لمنطقة تنطلق منها عمليات إرهابية ضد إسرائيل "ونتحمل أحنا في مصر مسؤولية ذلك ويبقى السلام اللي أحنا عملناه كله بيتلاشى بين ايدينا في إطار فكرة لتصفية القضية الفلسطينية".

الرهائن

قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام - الجناح العسكري لحماس- في خطاب مساء الثلاثاء إن الحركة أبلغت وسطاء أنها ستفرج عن عدد من الأجانب في الأيام المقبلة.

ونفى الناطق، وفق تصريحات خلال الخطاب أوردتها قناة حماس على تليغرام، أن تكون المجندة التي أعلنت إسرائيل تحريرها يوم الاثنين كانت محتجزة لدى كتائب القسام.

وقال: "هذه الرواية إن حدثت تكون قد حدثت مع الجهات المنفردة التي لديها أسرى للعدو، وقد قلنا في بداية المعركة يوجد عدد من المحتجزين موجودين لدى أفراد من شعبنا".

وتابع أنه إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي احتاج شهر منذ بداية الصراع لتحرير أسيرة واحدة فإنه "يحتاج إلى 20 عام أخرى ليحرر باقي أسراه بنفس الطريقة".

وقال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الثلاثاء، إن عدد الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة -الذين أخذتهم أثناء هجوم 7 أكتوبر- يبلغ 240 شخص.   

المساعدات ووقف إطلاق النار

مع تزايد الدعوات والحاجة إلى إدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الثلاثاء للصحفيين وفق رويترز، إنه من المتوقع السماح لعشرات الشاحنات بالدخول إلى غزة.

يأتي هذا فيما كانت مصر قالت سابقا إن "العراقيل الإسرائيلية هي التي تعيق نفاذ المساعدات" الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.

قال الهلال الأحمر الفلسطيني، عبر حسابه على فيسبوك، إن طواقمه تسلمت الثلاثاء 59 شاحنة محملة بالمساعدات عبر معبر رفح، ليصل عدد الشاحنات المستلمة حتى الآن إلى 217 شاحنة، مشيرا إلى أنه لم يتم إلى الآن السماح بإدخال الوقود.

وأكد ملك الأردن عبدالله الثاني، في اتصال هاتفي الثلاثاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى القطاع ووقف إطلاق النار والعمل نحو هدنة إنسانية فورية في غزة، وفق الديوان الملكي الأردني.

وفي مصر، قال محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري -وهو مؤسسة مصرية خيرية تعمل على مكافحة الجوع- إن البنك تلقى تبرعات نقدية لدعم أهل غزة بلغت 100 مليون جنيه مصري (نحو 3.2 مليون دولار).

 وأضاف سرحان، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء بمقر بنك الطعام في القاهرة، أن البنك نجح في تمرير 41 شاحنة مواد غذائية وطبية إلى غزة، وأنه يتم حاليا إعداد 100 شاحنة أخرى.

طالب وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي بإجراء تحقيق مستقل حول "العدوان الإسرائيلي ومحاكمته على استهدافه المتعمد للمدنيين في قطاع غزة ومنشآتهم وحرمانهم من احتياجاتهم الإنسانية وتجويعهم وإخضاعهم للحصار والعقاب الجماعي،" وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العُمانية.

كما طالب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، بضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لوقف "الكارثة الإنسانية التي تسببها الحرب الإسرائيلية على غزة،" مشددا خلال لقائه المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في المملكة شيري ريتسيما أندرسون، على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافي إلى غزة وأهلها.

وطالب ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بوقف إطلاق النار في غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وذلك في كلمة نيابة عن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الثلاثاء، عن ولي العهد قوله إن الكويت تتابع باهتمام ما يجري في فلسطين "مستنكرة العدوان الإسرائيلي الغاشم وما يقوم به من قصف وحصار وانتهاكات وحشية ودمار ومحاولات التهجير القسري التي تجاوزت القيم والأعراف الإنسانية والقوانين والمواثيق الدولية".

وناقش وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي، أهمية قيام المجتمع الدولي بدوره لوقف إطلاق النار بشكل فوري بما يحقق الحماية الكاملة للمدنيين، وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).

إسرائيل

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر إكس (تويتر سابقا)، إحباط تهديد جوي بمنطقة البحر الأحمر، حيث تم "اعتراض صاروخ أرض أرض أطلق باتجاه أراضي دولة إسرائيل من منطقة البحر الأحمر".

وقال إنه "تم استنفار طائرات جيش الدفاع في ساعات الصباح عقب رصد تهديد جوي في منطقة البحر الأحمر حيث اعترضت أهداف معادية حلقت في المنطقة".

وعصر الثلاثاء، قال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين اليمنية -المدعومة من إيران عدو إسرائيل- إن الجماعة قامت "بإطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة".

وأضاف المتحدث، عبر منصة إكس، أن ذلك يأتي "انتصارا للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني" حيث يتعرض قطاع غزة إلى "عدوان إسرائيلي أمريكي غاشم حيث المجازر اليومية والإبادة الجماعية والدمار الشامل، والحصار الخانق".

يأتي هذا بعد أيام من إعلان الجيش المصري، أن طائرتين موجهتين بدون طيار كانتا متجهتان من جنوب البحر الأحمر إلى الشمال، وتم استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصري بمنطقة خليج العقبة ما أسفر عن سقوط بعض حطامها بمنطقة غير مأهولة بالسكان بنويبع، إضافة إلى سقوط الأخرى بطابا بشبه جزيرة سيناء.

ويقع خليج العقبة بين إسرائيل وشبه جزيرة سيناء المصرية وهو متفرع من البحر الأحمر الذي يبدأ جنوبا من اليمن ويمر بالسعودية ثم مصر.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، صباح الثلاثاء، تصفية قائد كتيبة بيت لاهيا في حركة حماس نسيم أبو عجينة، والذي شغل في الماضي منصب قائد القوة الجوية في حماس ولعب دور في تطوير القدرات المسيرة والطيران الشراعي في حماس.

بدورها أعلنت كتائب القسام قصف قاعدة نيفاتيم الجوية برشقة صاروخية، وقالت وفقا لما نقلته وسائل إعلام دولية إن ذلك ردا على "المجازر بحق المدنيين"، كما أعلنت تفجير عبوة في آلية متوغلة شمال غرب غزة وقتل طاقمها.

وأصيب 4 أشخاص في إسرائيل الثلاثاء إثر سقوط صاروخين أُطلقا من غزة على مدينة أسدود الساحلية الإسرائيلية، وفق ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر طبية.

وقالت كتائب القسام، عبر قناة حماس على تليغرام، إنها قصفت أسدود بصواريخ، وأرفقت مقطع فيديو قالت إنه يُظهر اشتعال النيران في مكان بأسدود بفعل صواريخها.

التحضير لقمة في الرياض 

وبينما تتواصل الغارات، تلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية طلبين من فلسطين والسعودية لعقد قمة طارئة يوم 11 نوفمبر المقبل بالرياض لبحث وقف الحرب على غزة، فيما تجري المناقشات بشأن القمة، حسبما نقلت وسائل إعلام عن الأمين العام المساعد للجامعة حسام الدين زكي الاثنين.

وكانت مصر استضافت قمة دولية يوم 21 أكتوبر، باسم "قمة السلام 2023" -لم تسفر عن أي توصيات ولم يصدر عنها بيان ختامي- لكن اقترح خلالها السيسي خارطة طريق لحل الأزمة الفلسطينية.

(إعداد: جيهان لغماري وأحمد حسن وصفية منير، تحرير: شيماء حفظي ومريم عبد الغني، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا