الأسهم

خلفية سريعة

ارتفعت المؤشرات الأمريكية الثلاثة الرئيسية إلى مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي المنتهي في 24 أكتوبر، مدعومة ببيانات التضخم التي جاءت أقل من توقعات المحللين وترقب صدور سلسلة من تقارير أرباح الشركات الإيجابية، ما جذب اهتمام المستثمرين بقطاعي الصناعات والسلع الرأسمالية.

هذا بالرغم من بعض التراجعات في منتصف الأسبوع الماضي بعد صدور تقارير أفادت بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تفرض قيود على تصدير البرمجيات الأمريكية إلى الصين  +  مخاوف بشأن صحة قطاع البنوك الصغيرة الأمريكية والتي ناقشناها بالتفصيل في تقرير نشر الأسبوع الماضي  .

الأداء بعد قرار الفيدرالي

أعلن الفيدرالي الأمريكي الأربعاء عن خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقع، زادت من زخم سوق الأسهم الأمريكية التي سجلت مؤشراتها الرئيسية في وول ستريت ارتفاعات قياسية خلال الأسبوع الحالي، حتى قبل يوم الأربعاء.

وجاء الأداء الجيد خلال الأسبوع ككل مدفوع بتوقعات هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين ومع أخبار إيجابية لشركات التكنولوجيا العالمية حيث تجاوزت القيمة السوقية لشركة أبل خمس تريليونات دولار لأول مرة بدعم من الطلب القوي على أحدث هواتف آيفون وتردد أنباء أنها ستصنع أجهزة كمبيوتر عملاقة تعمل بالذكاء الاصطناعي لوزارة الطاقة الأمريكية.

 

 

الأسواق العربية

خلفية عن الأسبوع الماضي

شهدت أسواق الأسهم العربية أداء ضعيف خلال الأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر، بحيث طغى اللون الأخضر وإن بوتيرة معتدلة نسبياً، بحيث سجل مؤشرS&P  العربي المركب مراوحة نسبية، حيث تحركت غالبية المؤشرات في نطاقات ضيقة دون تسجيل زخم صاعد واضح.

وجاء ذلك في ظل حالة من الترقب والحذر تسود أوساط المستثمرين حول العالم بشكل عام. ارتفعت القيمة السوقية لأسواق الأسهم في المنطقة العربية بنسبة 0.9% لتبلغ 4,425.9 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر، في حين تراجعت قيمة التداول بنسبة 7.0% إلى 20.1 مليار دولار، بالتوازي مع تراجع في أحجام التداول بنسبة 17.0% إلى 30.6 مليار سهم.

هذا الأسبوع

استمر هذا الأداء الواهن خلال الأسبوع الحالي والذي سينتهي في 31 أكتوبر، دون تحركات سعرية تذكر في معظم البورصات العربية وسط سيولة محدودة ومزاج استثماري حذر.

ويعكس هذا الأداء الفاتر مزيج من الحذر العالمي تجاه توجهات الفيدرالي الأمريكي من جهة، وتراجع النشاط الاستثماري المحلي في ظل ترقب نتائج الشركات والبيانات الاقتصادية في المنطقة من جهة أخرى.

كما ساهمت ضبابية المشهد الجيوسياسي وتذبذب أسعار النفط في إبقاء المستثمرين في موقف الانتظار لمحفزات جديدة تعيد النشاط إلى التداولات، مع ترجيح أن يستمر هذا الأداء في المدى القريب ما لم تظهر عوامل دعم جوهرية كتحسن في أسعار الطاقة أو إعلان إصلاحات اقتصادية محفزة في بعض البورصات العربية.

الذهب

استمرت عملية التصحيح خلال الأسبوع الحالي والذي سينتهي في 31 أكتوبر، ولكن بوتيرة أكثر حدة عن الأسبوع الماضي.

وقد شهدت أسعار الذهب العالمية انخفاض حاد خلال تعاملات 28 أكتوبر، لتهبط الأسعار دون المستوى النفسي المهم والبالغ 4 آلاف دولار للأونصة، لتقترب من 3,915 دولار للأونصة، وسط موجة بيع قوية من جانب المستثمرين وتزايد التوقعات ببقاء السياسة النقدية الأمريكية المتشددة لفترة أطول من المتوقع.

وهذا قبل أن تعاود الأسعار الارتفاع بعض الشيء إلى حدود نطاق 3,980 – 4,000 دولار للأونصة، في أعقاب قرار الفيدرالي بخفص الفائدة ونبرة تصريحات رئيس الفيدرالي التي جاءت أقل اندفاعاً نحو مزيد من التخفيضات، ما من شأن ذلك أن يبقي الذهب ضمن نطاق هامشي ضيق في المدى المنظور وإن لا تزال معظم العوامل الداعمة لموجات صعود جديدة قائمة في المدى المتوسط.

سريعا: تفاعلات الدولار والسندات + العملات الرقمية بعد قرار الفيدرالي

ولكي نفهم أكثر أداء أسواق الأسهم والذهب، نستعرض سريعا تطورات هذا الأداء قبل وبعد قرار الفائدة

الدولار والسندات

حافظ مؤشر الدولار خلال الأسبوع الحالي على شبه مراوحة بين يومي 27 و28 أكتوبر، قبل أن يرتفع بحدود 0.4% في 29 أكتوبر عقب إعلان قرار الفيدرالي خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

رغم أن خفض الفائدة عادة يُضعف الدولار، لكن تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول في 29 أكتوبر عقب انتهاء اجتماع الفيدرالي والذي أشار فيها إلى أن التوقعات لتخفيضات إضافية هذا العام قد تكون أقل مما يعتقد السوق ساهمت في ارتفاعات الدولار.

وجعل هذا السوق يعيد تقييم التوقعات المستقبلية مما عزز الميل نحو الدولار. وبالتالي من المتوقع أن يبقى الدولار في دائرة التجاذب ما بين الأوضاع الاقتصادية الأمريكية واستمرار الإغلاق الحكومي والتوترات التجارية من جهة، والتوقعات الجديدة بتخفيضات الفائدة من جهة أخرى.

هذا فيما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية في 29 أكتوبر من 3.98% إلى حدود 4.10%، بعد أن خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، في حركة تعكس مزيج من إعادة تسعير التوقعات وتحوط المستثمرين بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي.

ورغم أن خفض الفائدة عادة ما يدفع العوائد نحو الانخفاض، إلا أن الأسواق قرأت في تصريحات باول إشارة إلى أن دورة التيسير النقدي ستكون أكثر حذراً وأبطأ من المتوقع، ما دعم ارتفاع العوائد قصيرة الأجل.

العملات الرقمية

استقرت أسعار العملات الرقمية نسبيا خلال الأسبوع الحالي والذي سينتهي في 31 أكتوبر.

وتضمن الأسبوع تسجيل خسائر في الفترة بين 29 و30 أكتوبر، بعدما قلصت تصريحات باول التي تميل للتشديد النقدي توقعات إجراء خفض إضافي على أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام.

 في حين تسارعت وتيرة هذا التراجع عقب لقاء ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في 30 أكتوبر، قبل أن تهدأ موجة البيع سريعاً، إذ أسفر اللقاء عن اتفاق تجاري يقضي بخفض الولايات المتحدة الرسوم المفروضة على السلع الصينية المرتبطة بمادة الفنتانيل إلى النصف، على أن يُطبق القرار فوراً.

ومن المتوقع أن يستمر المسار المتقلب على صعيد العملات الرقمية في المدى القريب.

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: ياسمين صالح، مراجعة قبل النشر: شيماء حفظي)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية، سجل هنا