البورصات والسيولة

الوضع العالمي – خلفية سريعة

15 أكتوبر: أغلقت مؤشرات وول ستريت تداولاتها على أداء متباين، حيث قيم المستثمرون نتائج أرباح فصلية إيجابية لمعظم البنوك الأمريكية الكبرى، في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن التجارة العالمية.

هذا بالإضافة لتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في 14 أكتوبر، الذي شدد  من خلالها على أن السياسة النقدية ستظل قائمة على البيانات الاقتصادية، مشيراً إلى أن الاقتصاد ما زال قوي رغم بوادر ضعف في سوق العمل، فيما لا يزال التضخم أعلى من الهدف البالغ 2%، ما يجعل خفض الفائدة أمر مرجح ولكنه غير محسوم بعد.

واستمر هذا الأداء الإيجابي بين 14 و17 أكتوبر بعد الأداء القوي لكل من مورغان ستانلي وبنك أوف أمريكا بعد صدور نتائج ربع سنوية قوية.

17 أكتوبر: استهلت مؤشرات وول ستريت الرئيسية تداولات الأسبوع المنتهي في هذا اليوم على ارتفاع كبير، مدفوعة بمكاسب قوية لأسهم شركة برودكوم وغيرها من شركات أشباه الموصلات، بعد أن تبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نبرة أكثر تصالحية بشأن العلاقات التجارية مع الصين، مما ساهم في تهدئة مخاوف المستثمرين. وبناءً على ذلك، أنهت وول ستريت الأسبوع في المنطقة الإيجابية، حيث سجل كل من مؤشر داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك مكاسب أسبوعية بلغت 1.6% و1.7% و2.1% على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر.

24 أكتوبر: استمر هذا الأداء القوي خلال الأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر، بموجة صعود دفعت الأسهم الأميركية إلى مشارف مستويات قياسية. وجاء هذا بدفع من نتائج أرباح كبرى قوية لعدة شركات أميركية مثل جنرال موتورز وكوكاكولا وجنرال إلكتريك، و قاد مؤشر داو جونز الصناعي المكاسب.

 وتخلل الأسبوع فترة هدوء بين 22 و23 أكتوبر مع ظهور مؤشرات على إرهاق المشترين،  وتزامن هذا مع تصاعد المخاوف بشأن صحة قطاع البنوك الصغيرة الأمريكية.

خلفية سريعة عن ما حدث في هذه البنوك

أعلن بنك  Zions الأمريكي عن خسائر بأكثر من 50 مليون دولار من قروض سيئة ولكنه أظهر نتائج أعمال جيدة فاقت توقعات المحللين، كما أعلن بنك  Western Alliance  الأمريكي، الذي أظهر أيضا نتائج أعمال جيدة، رفع دعوى قضائية ضد نفس مقترضي  Zions   بتهمة الاحتيال، جنب على أثرها البنك 30  مليون دولار لتغطية خسائر محتملة لقروض بلغت 98 مليون دولار.

وسجل المؤشر الرئيسي للتقلبات في سوق الأسهم الأمريكية "فيكس"، المعروف باسم "مؤشر الخوف في وول ستريت"، ارتفاع بنسبة 15.4% خلال تعاملات الأربعاء 22 أكتوبر.

الأسواق العربية وطرح دوبيزل

قررت مجموعة دوبيزل للإعلانات المبوبة والتي مقرها دبي في بيان مفاجئ مساء الأربعاء الماضي تأجيل طرحها العام الأولي في سوق دبي المالي والذي كان من المقرر أن يبدأ الخميس.

التفاصيل والأسباب في تحليل سريع لزاوية عربي.

وفي المجمل شهدت أسواق الأسهم العربية أداء ضعيف أو شبه راكد خلال الأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر، حيث تحركت غالبية المؤشرات في نطاقات ضيقة دون تسجيل زخم صاعد واضح. وذلك في ظل شح للسيولة مع ضبابية كبيرة حول التطورات التجارية والجيوسياسية.

هذا بالإضافة لعامل الحذر إذ يبدو أن المستثمرين ينتظرون إشارات أو بيانات تُعيد وضوح الرؤية قبل اتخاذ خطوات أوسع، خاصة مع اعتماد البورصات العربية على محفزات خارجية مثل أسعار الطاقة والتي شهدت ارتفاعات في أعقاب فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على النفط الروسي.

وكان هذا بعد أسبوع آخر سابق من التباين في الأداء على صعيد الأسهم العربية.

الذهب

بالإضافة للعوامل السوقية، كان للأداء الجيد للذهب، برغم من بعض التصحيحات، تداعيات على سحب السيولة من البورصات العالمية والإقليمية، وذلك بسبب اقبال صناديق الاستثمار والأفراد على شراء الذهب الذي لايزال تتصدر ارتفاعاته عناوين النشرات الاقتصادية للشهر الثاني على التوالي.

 وبعد خرقه مستويات قياسية جديدة خلال الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر، مغلقاً عند مستوى 4,268 دولار للأونصة، ومحققاً مكاسب أسبوعية بنسبة 5.8%، سجل قفزة قياسية إلى نحو 4,382 دولار للأونصة في جلسة الاثنين 20 أكتوبر.

وهذا قبل أن يتراجع يوم الثلاثاء 21 أكتوبر، مسجلاً انخفاض بأكثر من 5% في يوم واحد، في أكبر هبوط يومي منذ العام 2020، وذلك إلى نحو4,082  دولار للأونصة.

ولكن بقيت أسعار الذهب ضمن نطاق 4,080 و4,150 دولار للأونصة بين 22 و24 أكتوبر وهي الأعلى منذ ما يقارب الأسبوعين.

أسباب التراجعات

  • تعد حركة تصحيحية طبيعية بعد الصعود القوي، بسبب عمليات جني الأرباح.
  • الدولار الأميركي تعافى بشكل أفضل، ما قلل قليلا من جاذبية الذهب لمالكي العملات الأخرى.
  • تحسن نسبي في المخاطر الجيوسياسية أو الأوضاع التي كانت تدعم الذهب كملاذ آمن، أو على الأقل توقف تزايد تلك المخاطر بنفس السرعة السابقة.

ما ينبغي متابعته خلال المرحلة المقبلة

  • الدولار الأميركي: إذا استمر في القوة، فقد يضغط مجدداً على الذهب.
  • الأجواء الجيوسياسية: أي تصعيد جديد أو تهدئة في النزاعات أو التجارة قد تدفع الطلب من جديد على الذهب كملاذ آمن.
  • ما إذا كان هذا الانخفاض مجرد تصحيح مؤقت أو بداية لتراجع أكبر.

ولكن بطبيعة الحال، فإن التوقعات على المدى المتوسط تميل إلى أن أسعار الذهب ما زالت في مسار صاعد، مع احتمالات قوية ببعض التصحيح أو التثبيت قبل مواصلة موجة جديدة من الصعود.

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: ياسمين صالح)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية، سجل هنا