29 03 2020

تقرير نفط الهلال الأسبوعي

تزايد عمليات تخزين النفط سيعطي مؤشرات غير دقيقة عن الطلب الحقيقي

الأسعار المتدنية للنفط ستساهم في التخفيف من تداعيات الركود الاقتصادي للمستوردين

باتت التطورات المتسارعة التي تشهدها أسواق النفط العالمية ومستويات الفائض لديها - سواء كانت نتيجة لانخفاض الطلب أو عدم وجود سقوف إنتاج متفق عليه من قبل كبار المنتجين ومن أعضاء منظمة "أوبك" حالياً - باتت تشجع أسواق الاستهلاك إلى تكثيف عمليات التخزين لديها بالأسعار السائدة، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الأخيرة، إلا أنه سيعطي دلالات غير دقيقة عن مؤشرات الطلب الحقيقي الإنتاجي، لاسيما في الفترة الآنية، ما سيؤدي إلى يفاقم التحديات لدول الإنتاج.

وأكد تقرير شركة نفط الهلال الأسبوعي ارتفاع وتيرة التخزين لدى أسواق الطلب على النفط، حيث تعمل العديد من اقتصادات الاستهلاك وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على رفع مخزونها إلى 30 مليون برميل من النفط الخام الاستراتيجي مع نهاية النصف الأول من العام الجاري، وذلك بهدف مساعدة منتجي الخام المحليين أيضاً، إذ يحتوي احتياطي النفط الاستراتيجي لدى الولايات المتحدة على 645 مليون برميل، وهو الأكبر على مستوى العالم.

وأوضح التقرير أن تعارض أهداف الموردين وخطط أسواق المستهلكين قد جاء نتيجة لتفاقم حالة الفوضى الناتجة عن انتشار كورونا، إذ تشهد أسعار الخام هبوطاً حراً انحدر بها إلى أدنى سعر لها منذ 18 عاماً. ويتوقع أن تعم التأثيرات السلبية لهذه الاتجاهات على قطاع الطاقة الأمريكي بشكل خاص، حيث تتجه شركات النفط لخفض النفقات والاستعداد لخفض العمالة، في محاولة لتلافي المزيد من الخسائر والديون، وبالتالي الدفع بالكثير من الشركات الأمريكية للتخارج من الاستثمارات القائمة.

في المقابل، أشار تقرير نفط الهلال إلى أن الهند التي تستورد 80% من احتياجاتها النفطية، تتجه لرفع مخزوناتها من النفط السعودي والإماراتي لتعزيز احتياطاتها البترولية الاستراتيجية والاستفادة من الهبوط الحاد في أسعار النفط التي وصلت إلى مستوى 30 دولار للبرميل الواحد، حيث تواجه أسواق النفط والأسعار السائدة الكثير من الضغوط على الطلب بسبب تأثير وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، وتسجل المخزونات المزيد من الارتفاع منذ رفض موسكو دعم خطط تعميق التخفيض على الإنتاج في إطار منظمة "أوبك+".

وأتبع التقرير أنه مع استعداد كبار المنتجين لدى أوبك وخارجها لرفع الإنتاج دون قيود بالرغم من تراجع الأسعار بشكل حاد خلال الأيام الماضية، هناك فرصة كبيرة أمام أسواق الاستهلاك لملء المخزونات بأقل الأسعار. وفي حال استمرت حالة التقلبات الحادة وبقيت الأسعار دون 50 دولار للبرميل الواحد، ستتجه العديد من الدول نحو الاستثمار في التخزين، لأن الحصول على مشتقات الطاقة بأسعار متدنية ربما سيعمل على التخفيف من التأثيرات الاقتصادية التي يفرضها انتشار الفيروس على الأداء الاقتصادي لدول الاستهلاك.

وأضاف التقرير أن اقتصادات المنتجين هي المتضرر الأكبر إذ أن الأسعار ليست في صالح خطط واستراتيجيات دعم التحفيز الاقتصادي أو مواجهة التداعيات اللامحدودة لانتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) على الطلب على النفط، وعلى الأداء ومعدلات النمو الاقتصادي المستهدفة.

ودعا التقرير إلى ضرورة وجود سياسات واستراتيجيات واتفاقيات موحدة ومدروسة للحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية، والخروج من غمة انتشار كورونا بأقل الخسائر والتداعيات وحتى التأثيرات السلبية على الفترة المقبلة، بجانب ضبط المعروض في الأسواق لكيلا تغرق في الفوضى.

أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع (في منطقة الخليج)

الإمارات

أعلنت شركة دانة غاز أن جميع عملياتها في إقليم كردستان العراق ومصر تعمل بكامل طاقتها ولم تتأثر معدلات الإنتاج بانتشار الفيروس الوبائي العالمي "كورونا". وقالت الشركة في بيان إن الغاز الطبيعي يشكل 75% من إنتاجها ويتم بيعه بموجب عقود طويلة الأجل مع الحكومات المضيفة، مشيرة إلى أن هذه العقود تساهم في 50% من دخلها السنوي وبذلك فإنها لا تتأثر في تقلبات أسعار النفط. وأكدت الشركة أنها تتمتع بوضع مالي قوي حيث بلغ رصيدها النقدي 425 مليون دولار في نهاية العام 2019، ولا يتطلب منها تقديم تمويل رأسمالي مباشر لخطط نموها في إقليم كردستان العراق حيث يبلغ معدل الإنتاج الحالي 400 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا.

الكويت

قالت مصادر نفطية إن شركة نفط الكويت قامت بتأهيل 6 شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع مرافق الإنتاج الجوراسي رقم 4 و5 شمال الكويت الذي طال انتظاره بطاقة 160 مليون قدم مكعبة من الغاز الحر ونحو 50 ألف برميل من النفط الخفيف يوميا لكل منهما. وذكرت المصادر أن الشركات الــ6 التي تم تأهيلها هي، شركة المنافع للتجارة العامة والمقاولات الوكيل المحلي لشركة سينوبك للهندسة، وشركة المنافع للتجارة العامة والمقاولات، الوكيل المحلي لشركة سينوبك Luoyang للهندسة، وشركة القط الأسود للهندسة والإنشاءات، وشركة تحالف المشاريع الوطنية، وشركة ناصر محمد البداح وشريكه للتجارة العامة والمقاولات، وشركة خدمات حقول الغاز والنفط (جوفسكو). وقالت إن طرح المشروع سيكون عبر نظام التأجير بنظام البناء والتملك والتشغيل الجديد ليصل الإنتاج الفعلي للشركة فيما بعد إلى 820 مليون قدم مكعبة من الغاز الحر و280 ألف برميل من النفط الخفيف يومياً. وأكدت أنه تم الحصول على الموافقات اللازمة على طرح المشروعين من الإدارة العليا واللجان المعنية سواء في شركة نفط الكويت أو بمؤسسة البترول الكويتية في أسرع وقت ممكن بعد النجاح في عملية التأهل. وشددت على أن النظام الجديد المتبع في العقود في المنشأتين «جيه بي اف 4» و«جيه بي اف 5» حقق نجاحا كبيرا وأكد صوابية الشركة في سعيها الدائم إلى تطوير نظم العقود والاستفادة من الدروس والتجارب السابقة. في حين تم استبعاد 4 شركات من التأهيل.

العراق

فازت الشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية "CPECC"، بعقد هندسي بقيمة 203.5 مليون دولار لمعالجة الغاز عالي الكبريت في حقل مجنون النفطي في العراق. ويهدف المشروع، المقرر اكتماله في غضون 29 شهرا، إلى بناء منشأة لمعالجة الغاز العالي الكبريت بطاقة يومية 4.39 مليون متر مكعب، وفقا لبيان صادر عن مؤسسة البترول الوطنية الصينية وهي الشركة الأم للشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية. وينتج حقل مجنون العراقي، الذي تشغله شركة نفط البصرة التي تديرها الحكومة، حاليا نحو 240 ألف برميل يوميا، ويعتزم تعزيز الإنتاج إلى 450 ألف برميل يوميا في 2021.

© Press Release 2020