*تم التحديث بتفاصيل 

تتزايد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وفصائل بجنوب لبنان، الخميس، مع تصاعد الصراع في غزة المستمر لليوم الـ 27 على التوالي وتطويق الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة بالكامل، فيما سيجري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة للشرق الأوسط مجددا تتضمن إسرائيل والأردن.

ومن المنتظر أن يلقي الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كلمة الجمعة، هي الأولى علنا منذ انطلاق النزاع، وسط ترقب لما يمكن أن تشير إليه تصريحاته بشأن توسيع رقعة الصراع.

ومساء الخميس، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان على منصة تليغرام نقلته وسائل إعلام، إن جناحها العسكري كتائب القسام في لبنان، قصف مستوطنة كريات شمونة ومحيطها في شمال إسرائيل باستخدام 12 صاروخ. ما أسفر عن سقوط جريحين.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه شن غارات واسعة النطاق لتدمير أهداف عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني، ردا على إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية. واستهدف بنى تحتية ومقرات قيادة عسكرية، ومواقع إطلاق القذائف الصاروخية، ومستودعات لتخزين الوسائل القتالية ومجمعات عسكرية تابعة لحزب الله.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، بتعرض أطراف بلدة رميش جنوب لبنان لقصف عنيف، فيما أدى قصف على وادي السلوقي جنوب لبنان لمقتل 4 أفراد.

وفي وقت سابق، نقلت الوكالة، عن حزب الله اللبناني - المدعوم من إيران المعادية لإسرائيل- قوله إنه شن هجوم على قيادة كتيبة إسرائيلية ‏في ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية بمسيرتين انقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجرات و"أصابت أهدافهما بدقة عالية".

فيما نقلت الوكالة أن إسرائيل أطلقت 10 قذائف على أطراف مزرعة المجيدية جنوب لبنان، في قصف رد على إطلاق صاروخين.

وأعلن حزب الله اللبناني مقتل 3 من عناصره مساء الخميس، ما يرفع عدد قتلى عناصره إلى أكثر من 50 عنصر.

كما أعلنت كتائب القسام في بيان تنفيذ هجوم أدى لتدمير 6 دبابات وناقلتي جند وجرافة، واستهداف جنود تحصنوا داخل أحد المباني بقذيفة "TBG"، ما تسبب في "خسائر فادحة".

مساع أمريكية

وفي جولة ثانية منذ بدء الصراع في 7 أكتوبر الماضي، سيزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الشرق الأوسط، بينما يتواصل إجلاء الرعايا الأجانب من غزة، حيث يبدأ من تل أبيب الجمعة ثم سيتوجه للأردن.

ومع مغادرته واشنطن، قال بلينكن إنه سيضغط من أجل دخول المزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطنيين، وسيبحث سبل اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية النساء والأطفال في غزة، وأن هناك حاجة إلى تهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم ومستدام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

وقال سفيان القضاة المتحدث باسم الخارجية الأردنية في بيان عبر حساب الوزارة على إكس (تويتر سابقا)، إن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي سيلتقي يوم السبت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمّان.

وسيبحث الطرفان "الأوضاع الكارثية في غزة" وفق البيان، كما سيؤكد الوزير الأردني على ضرورة التحرك الفوري لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة والفورية إلى غزة، وحماية المدنيين.

فيما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن البيت الأبيض يبحث فكرة فترات هدنة بين الطرفين "قد تكون ضرورية لمواصلة إدخال المساعدات ومواصلة العمل لإخراج الناس بأمان، بما في ذلك الرهائن".

إجلاء الأجانب عبر معبر رفح

ومساء الخميس، نقلت وسائل إعلام دولية عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن أمريكا تمكنت من إخراج 74 مواطن من مزدوجي الجنسية من قطاع غزة.

وتتواصل عمليات إجلاء المواطنين الأجانب من غزة عبر معبر رفح إلى جانب الجرحى بعد فتحه يوم الأربعاء في أعقاب اتفاق لم يتضمن هدنة إنسانية أو تبادل للأسرى.

واستعرضت وزارة الخارجية المصرية استعدادات القاهرة لاستقبال وإجلاء نحو 7000 مواطن أجنبي من 60 جنسية من غزة، وفقا لبيان نشرته الوزارة على حسابها في فيسبوك يوم الخميس.

وقال مصدران أمنيان مصريان لزاوية عربي يوم الخميس إن دفعة جديدة من مزدوجي الجنسية ستعبر خلال ساعات من معبر رفح.

كما سيتم نقل عدد آخر من المصابين الفلسطينيين إلى سيناء لتلقي العلاج، وفقا لما قاله المصدران.

وبحسب 3 مصادر أمنية، أحدها متواجد في معبر رفح، وصل 400 شخص من مزدوجي الجنسية إلى الجانب المصري وجاري فحص جوازاتهم وخروجهم تباعا.

وأكدت المصادر الثلاثة نقل 35 جريح فلسطيني آخرين اليوم إلى مستشفيات في شمال سيناء كما دخلت 20 شاحنة مساعدات في الصباح ومن المتوقع دخول أعداد أخرى من الشاحنات اليوم.

وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان نشرته في 1 نوفمبر عن تمكن جميع موظفيها الدوليين البالغ عددهم 22 من اجتياز الحدود المصرية عبر معبر رفح إلى مصر بعد السماح بمرور حملة جوازات السفر الأجنبية وعمال الإغاثة الدوليين وعدد من الجرحى بمغادرة غزة.

وأضافت في بيانها أنه "لا يزال هنالك أكثر من 20 ألف جريح في غزة يعد وصولهم إلى الرعاية الصحية محدودا بفعل الحصار".

وقالت المنظمة التي تقدم المساعدة الطبية لمتضرري النزاعات والأوبئة إنها اختارت فريق جديد من الموظفين الدوليين ومنهم فريق طبي متخصص وهم جاهزون لدخول غزة عندما تسمح الظروف بذلك لدعم الاستجابة الإنسانية والطبية.

وتعاني مستشفيات غزة وتضرر بعضها نتيجة القصف ونقص المستلزمات الطبية والوقود بفعل الحصار الذي أطبقته إسرائيل منذ هجوم حركة حماس عليها في 7 أكتوبر.

ولجأ عدد من السكان إلى بعض المستشفيات في غزة بحثا عن مكان آمن بعد أن دمرت منازلهم بفعل القصف.

 معارك ضارية

أعلن الجيش الإسرائيلي تطويق مدينة غزة من كل الجهات، في نهاية يوم شنت فيه القوات الإسرائيلية غارات، بالطائرات، والمدفعية، والزوارق الحربية، في أنحاء متفرقة من قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قواته تخوض معارك وجها لوجه في كل مكان بغزة، وأن الجيش نشر قوات تحسبا لأي طارئ في الضفة الغربية.

وكانت قناة العربية قد بثت صور متداولة من استهداف مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم الشاطئ في غزة يضم عدد كبير من النازحين بحصيلة أولية 5 ضحايا.

ووفقا لما أعلنته وفا، نقلا عن مراسلها، قُتل خمسة مواطنين إثر استهداف المدرسة.  

وكان الجيش الإسرائيلي قال إنه يخوض معارك ضارية في قطاع غزة وبأنه تمكن من قتل عشرات من المسلحين، فيما أعلن المتحدث باسمه أنه تم إبلاغ عائلات 335 جندي بمقتلهم.

ووفق رويترز، يبدو أن استراتيجية القوات الإسرائيلية إلى حد الآن هي تركيز عدد كبير من القوات في شمال القطاع بدلا من شن عملية برية على كامل أراضي القطاع.

وبثت قناة العربية كلمة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم الخميس في حديث للإعلام عن العمليات العسكرية قال فيها، بحسب الترجمة، إن عدد المحتجزين في غزة وصل إلى 242، بارتفاع عن عدد الرهائن المحتجزين لدى حماس المعلن  يوم الاثنين

وقال مراسل العربية إن "الزملاء يفيدوا أنهم سمعوا دوي انفجار على سطح هذا البرج وأعمدة الدخان تتصاعد وهو برج يقع إلى الغرب من مدينة غزة وهو برج معروف وبداخله عدد من المكاتب الصحفية التي لازالت تنقل الصورة من برج الغفري".

وبثت قناة الجزيرة مشاهد حية من قصف منزل في مخيم البريج وسط قطاع غزة الذي قالت إن طائرات إسرائيلية استهدفته وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى.   

وأدى القصف الإسرائيلي المكثف على حي الزيتون بمدينة غزة يوم الخميس إلى مقتل طفل، وإصابة شخصان آخران على الأقل، بحسب وفا.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر يوم الخميس غارات على منطقة تل الهوا جنوب غزة، وتحديدا في محيط مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر، وفقا لوفا.

ونشر علي جادالله وهو مصور فلسطيني من غزة على حسابه في انستغرام صباح يوم الخميس، مقطع فيديو قال فيه "لم ننم طوال الليل، تبادل إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي لم يتوقف".

ونقلت قناة العربية السعودية يوم الخميس عن مراسلها أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مستشفى القدس وفي تل الهوا.

وأوردت العربية في شريط عاجل صباح يوم الخميس أن الزوارق البحرية الإسرائيلية تطلق عدة قذائف على طول ساحل بحر مدينة غزة.

وقالت القناة إن القوات الإسرائيلية تواصل توغلها شمال رام الله في الضفة الغربية وإنها قامت باعتقال نحو 40 فلسطيني.

ونقلت رويترز يوم الخميس عن المكتب الإعلامي لحكومة حركة حماس مقتل 195 فلسطيني على الأقل في الهجمات الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة يومي الثلاثاء والأربعاء وأن نحو 120 آخرين هم بعداد المفقودين لأنهم تحت الأنقاض، كما أصيب 777 على الأقل.

وأفاد مراسل وكالة وفا في خبر نشرته يوم الخميس عند الساعة 1:20 مساء بالتوقيت المحلي أن الطيران الإسرائيلي قصف مدرسة في مخيم جباليا، ما أدى إلى سقوط 27 قتيل، ووقوع عشرات الجرحى، نقلوا إلى المستشفى الإندونيسي في غزة.

وأعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - على حسابها على تليغرام يوم الخميس أنها استهدفت آليتين إسرائيليتين في محور شمال غرب غزة بقذيفتي محلية الصنع "الياسين 105" نسبة إلى الزعيم الروحي ومؤسس الحركة أحمد ياسين.

وأضافت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا أيضا دبابة إسرائيلية حولها عدد من الجنود الإسرائيليين في منطقة جحر الديك جنوب القطاع، بقذيفة "الياسين 105".

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل مقدم في الجيش خلال اشتباكات مع "إرهابيي حماس في شمال غزة"، وفق ما أوردته تايمز أوف إسرائيل يوم الخميس ليرتفع بذلك عدد القتلى في صفوف الجيش منذ البدء بالعملية البرية إلى 18.  

وقُتل 9,159 فلسطيني، منذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر، وأصيب أكثر من 24 ألف، في القطاع والضفة، وفق آخر تحديث صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية.

البحرين وإسرائيل

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان نقلته رويترز مساء الخميس، إنها لم تتلق أي إشعار بشأن وقف العلاقات مع البحرين وإن العلاقات مستقرة، وذلك في أعقاب بيان من مجلس النواب البحريني قال فيه إن السفير الإسرائيلي غادر البلاد و"قررت مملكة البحرين عودة السفير البحريني من إسرائيل إلى البلاد، كما تم وقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل".

وتربط البلدان علاقات دبلوماسية بعد أن وقعا اتفاق لتطبيع العلاقات في 2020 عرف باتفاق أبراهام، وتضمن دول عربية أخرى بينها الإمارات.

ولم يوضح بيان مجلس النواب البحريني جهة إصدار القرار، ومن غير الواضح إذا كان هذا قرار نهائي أم مجرد توصية. وعادة ما تصدر وزارات خارجية الدول قرارات سحب السفراء. 

ولاحقا، قال مركز الاتصال الوطني - وهو جهة حكومية منوط بها توحيد الخطاب الإعلامي الحكومي - في بيان نقلته وكالة أنباء البحرين الرسمية، إن "سفير مملكة البحرين في تل أبيب قد عاد إلى المملكة منذ فترة، وأن سفير إسرائيل لدى مملكة البحرين قد غادر المملكة أيضا منذ فترة،" وأن الطيران المباشر بين مطار البحرين الدولي ومطار تل أبيب قد توقف منذ عدة أسابيع. لكنه لم يوضح إن كانت هذه الإجراءات تتعلق بالأزمة الفلسطينية.

بعض التأثير 

ويوم الخميس، قالت شركة أمريكانا التي لديها علامات امتياز لمطاعم كي إف سي  وبيتزا هت وهارديز وكرسبي كريم وتي جي آي فرايديز وكوستا كوفي وبيتس كوفي وباسكن روبنز إنها تتوقع أن يكون للتطورات الجيوسياسية الأخيرة "بعض التأثير على المدى القصير" من دون أن تذكر تفاصيل.

ويتزامن هذا الإعلان مع دعوات البعض في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الأمريكية بسبب دعم أمريكا لإسرائيل.

(إعداد: جيهان لغماري وأحمد حسن وشيماء حفظي، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا