PHOTO
سبائك ذهب ودولارات أمريكية، رويترز
خلال الأسبوع المنتهي في 30 مايو، شهدت الأسواق المالية حول العالم تقلب في الأداء، مع تعزز التفاؤل في مستهل الأسبوع والمتأتي عن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وجاء هذا مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو، وذلك استجابة لطلب من رئيسة المفوضية الأوروبية، لكن الأسواق عادت لتتفاعل من جديد مع محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي انعقد في 6-7 مايو والذي أشار إلى اتباع نهج حذر في السياسة النقدية كخيار هو الأنسب في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي، مع وجود مقايضات صعبة يواجهها الفيدرالي إذا ارتفعت نسب التضخم.
عليه، شهد الدولار الأمريكي بدوره تقلبات نسبية خلال الأسبوع المنتهي في 30 مايو، بعدما تلقى بعض الدعم في مستهل نفس الأسبوع من تحسن بيانات ثقة المستهلك الأمريكي، ومع تعرض اليورو لبعض الضغوط بعد صدور بيانات أظهرت تراجع معدل التضخم في فرنسا خلال مايو إلى أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2020، ليتراجع بعض الشيء مع نهاية الأسبوع.
وهذا بعدما أوقفت محكمة فيدرالية أمريكية مجموعة منفصلة من الرسوم الجمركية، التي فرضها ترامب على الصين والمكسيك وكندا.
ونتيجة لذلك، أغلق مؤشر الدولار الأمريكي الأسبوع المنتهي في 30 مايو على ارتفاع طفيف بنسبة 0.2%، بينما تراجع اليورو والجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% و0.6% على التوالي.
غير أن مؤشر الدولار الأمريكي شهد تراجع حاد يوم الاثنين 2 يونيو مسجلاً أدنى مستوى له منذ يوليو 2023 بعد أن قال ترامب إنه يعتزم مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% بدءاً من الرابع من يونيو.
وهذا قبل أن يرتد يوم الثلاثاء في ظل حالة من الترقب تسود الأسواق لاسيما في ضوء صدور بيانات سوق العمل الأمريكي، وبالتحديد تقرير الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل (JOLTS) لشهر أبريل، متجاوزاً كل التوقعات وكانعكاس لصلابة سوق العمل الأمريكي.
ومن المتوقع أن يشهد الدولار الأمريكي خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو مراوحة نسبية مع بعض الوهن في ظل هذا التقلب اللافت بين يومي 2 و3 يونيو.


البورصة
عالميا
في موازاة ذلك، سجلت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت ارتفاعات جيدة خلال الأسبوع المنتهي في 30 مايو، بعدما قفزت الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء 27 مايو، مدفوعة بارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين نتيجة تأجيل ترامب لبعض الرسوم الجمركية.
جاء هذا بالإضافة إلى الارتفاع المفاجئ في ثقة المستهلك.
كما واصلت الأسهم الأمريكية ارتفاعها يوم الخميس 29 مايو بعد أن ارتفعت أسهم شركة إنفيديا عقب إعلان نتائجها الفصلية، قبل أن تشهد الأسهم الأمريكية بعض التقلبات يوم الجمعة 30 مايو بعد أن وجه ترامب انتقادات حادة للصين.
وسجل كل من مؤشر داو جونز وS&P 500 وناسداك مكاسب أسبوعية بنسبة 1.6%، 1.9%، و2.0% على التوالي، في حين سجل مؤشر S&P 500 أكبر مكاسبه الشهرية منذ نوفمبر 2023.
كما حقق مؤشر ناسداك أكبر مكسب شهري له تاريخيا.
في المقابل، ارتفع مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 2.2% خلال الأسبوع المنتهي في 30 مايو، في حين تراجع مؤشر MSCI لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.2%.


يونيو حتى الآن
استمرت مؤشرات الأسهم الأمريكية في الارتفاع بين 2 و3 يونيو، بعدما أظهرت البيانات أن سوق العمل لا تزال متينة رغم المخاوف المتأتية عن حرب الرسوم الجمركية، ومدعومة بمكاسب أسهم إنفيديا وشركات أخرى لتصنيع الرقائق.
وجاء هذا بالترافق مع إعلان البيت الأبيض يوم الاثنين 2 يونيو أن ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ سيتحدثان خلال الأسبوع الجاري.
وبالتالي من المتوقع أن تبقى مؤشرات الأسهم الأمريكية قرب مستويات مرتفعة إلى حد ما خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو.
بالتوازي، لا بد من الإشارة إلى أن معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية صعدت أيضاً بين 2 و3 يونيو، وتحديداً الصينية وذلك على الرغم من صدور تقرير أظهر تباطؤ النشاط الصناعي في البلاد خلال شهر مايو، فيما شهدت مؤشرات الأسهم الأوروبية بعض الضغوط في مستهل الأسبوع المنتهي في 6 يونيو متخلية عن بعض مكاسبها التي حققتها في وقت سابق.
البورصات العربية
بقيت خلال الأسبوع المنتهي في 30 مايو في دائرة المراوحة بحيث سجل مؤشرS&P العربي المركب تراجع أسبوعي طفيف بنسبة 0.9%، لاسيما في ضوء تراجع مؤشر سوق تداول السعودية بنسبة 1.8%، في حين سجلت قيمة التداول ارتفاع أسبوعي بنسبة 11.8% إلى 19.8 مليار دولار.
هذا بالتوازي مع ارتفاع في أحجام التداول بنسبة 20.3% إلى 31 مليار سهم.
تجدر الإشارة إلى أن الأسبوع المنتهي في 6 يونيو لم يشهد أي تحركات تذكر على مستوى الأسواق العربية وتحديداً بين 1 و3 يونيو، بحيث تراوح مؤشرS&P العربي المركب بين +0.1% و-1.0%، لاسيما في ظل تصاعد وتيرة التطورات الجيوسياسية في المنطقة وهو مسار من المتوقع أن يستمر في المدى القريب.


الذهب
بدورها، سجلت أسعار الذهب تقلبات خلال الأسبوع المنتهي في 30 مايو، حيث شهدت بعض التراجعات في مستهل الأسبوع بعد ارتفاع منسوب التفاؤل ما كبح الإقبال نوعاً ما على المعدن الثمين كملاذ آمن عقب قرار ترامب تأجيل فرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي.
وجاء هذا قبل أن تعاود أسعار الذهب ارتفاعها بين 28 و29 مايو مع تقييم المستثمرين لمحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمايو، والذي أشار إلى تصاعد مخاطر التضخم والانكماش، مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل بيئة اقتصادية عالمية متقلبة، ومع تفاعل المستثمرين مع الحكم القضائي الذي جمد مؤقتا بعض الرسوم الجمركية التي اقترحها ترامب.
عليه، سجلت أسعار الذهب 3,313.1 دولار للأونصة خلال الأسبوع المنتهي في 30 مايو، بتراجع أسبوعي بنسبة 1.3%.
غير أن أسعار الذهب قفزت يوم 2 يونيو لتتجاوز عتبة 3,400 دولار للأونصة، وقفزت معها أسعار الفضة إلى حدود 35 دولار للأونصة، مع عودة السجال بين واشنطن وبكين والاتهامات المتبادلة بانتهاك الاتفاق التجاري بين البلدين.
هذا بالإضافة إلى تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، وتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته.
ومن المتوقع أن يحافظ الذهب على زخمه خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو مع زيادة الطلب على الملاذ الآمن في ضوء الضبابية التي تلف العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والمخاوف الاقتصادية العالمية السائدة.


العملات المشفرة
استهلت العملات المشفرة الأسبوع المنتهي في 30 مايو بأداء قوي والتفاصيل كالآتي:
البتكوين
واصلت البتكوين تصدرها للعناوين والأداء في الأسواق.
وتم تداول البتكوين عند نحو 109,788 دولار يوم الاثنين 26 مايو، قبل أن تشهد بعض عمليات جني الأرباح وتراجع بين 27 و28 مايو لتصل إلى 106,500 دولار.
شهدت أسواق العملات المشفرة بعض الاضطرابات يوم 30 مايو في ضوء التطورات الأخيرة وحالة عدم اليقين. عليه، أنهت البتكوين الأسبوع عند 104,564 دولار، مسجلة تراجع أسبوعي بنسبة 3.4%.
الإيثريوم
أنهت الإيثريوم الأسبوع الأخير من مايو على ارتفاع، لتنهي الأسبوع عند 2,577 دولار، بمكاسب أسبوعية بنسبة 1.3%.
هذا الأسبوع
استأنفت العملات المشفرة اتجاهها الصاعد بين 2 و3 يونيو، ولكن باعتدال، بحيث بقيت البتكوين ضمن هامش 106,000 دولار دون تحركات كبيرة وهو مسار من المتوقع أن يستمر خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو مع ترقب لأي تطورات جديدة على صعيد الاتفاقات التجارية المحتملة.


(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: ياسمين صالح، مراجعة قبل النشر: شيماء حفظي)
#تحليلسريع
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا