سلطنة عمان : ساهم عاملا الرياح والأمطار على مدى آلاف السنين في حتّ مجموعة كبيرة ومميزة من الصخور على مقربة من الساحل العُماني المركزي على بحر العرب. ويتوضّع العديد من هذه التكوينات الصخرية الضخمة بتوازنٍ مطلق على قواعد حجرية صغيرة، فيما تحاكي بعض التكوينات الأخرى أشكال الطيور، والرؤوس البشرية، وأرغفة الخبز، أو حبات الفطر.

ويستقطب هذا المكان الرائع اليوم أعداداً قليلة فقط من الزوار بسبب موقعه على بعد أكثر من 500 كيلومتر جنوب العاصمة العُمانية مسقط، في محافظة الوسطى ذات المناظر الآسرة والكثافة السكانية المنخفضة.

ومع ذلك، تشهد حديقة الصخور بولاية الدقم نمواً في أعداد زوارها، ويُعزى ذلك جزئياً إلى ما يتمّ إنشاؤه في مكان قريب، على امتداد 2,000 كيلومتر مربع من الصحراء الساحلية.

تُعنى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهي واحدة من أكبر المناطق الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بتقديم مجموعة واسعة من الخدمات والميزات، بما في ذلك الميناء متعدد الأغراض، ومجمّع الحوض الجاف لخدمات إصلاح السفن، وميناء الصيد البحري، والمطار الدولي، والمنطقة السياحية على امتداد 18 كيلومتراً على الشريط الساحلي، والمنطقة اللوجستية، ومناطق الصناعات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.

وتشرف المنطقة على تقاطع طرق بحرية حديثة تصل ما بين آسيا وأفريقيا وأوروبا والعالم، وتسجل إقبالاً متزايداً من مستأجرين جدد، وتشهد المزيد من المشاريع الصناعية الجديدة وقائمة متنامية من عمليات التصنيع. ويتطلب تشغيل هذه المنطقة سريعة النمو، والتي جعلت من الاستدامة ركيزةً أساسية لها، توافر مصدر موثوق من الكهرباء يلبي احتياجات القطاع والمقيمين والسياح على حدٍّ سواء، ويساهم في الوقت نفسه في حماية البيئة الطبيعية المجاورة.

ونظراً لبُعد موقعها، لم يتم توصيل الدقم بشبكة توزيع الكهرباء الوطنية بعد. واعتمدت المنطقة في البداية على مولدات الديزل لتوفير الطاقة اللازمة للتشغيل. وفي عام 2021، وقعت المنطقة مع "جنرال إلكتريك" اتفاقية لإنشاء وتملّك وتشغيل محطة للطاقة الكهربائية مزوّدة بأربعة توربينات متنقلة ذات عنفات غازية من طراز TM2500 لتوفير ما يصل إلى 80 ميجاواط من الطاقة الكهربائية.

وقامت "جنرال إلكتريك" بإنشاء محطة الطاقة الكهربائية لصالح شركة المرافق المركزية "مرافق"، والتي بدورها ستبيع الطاقة الكهربائية لشركة كهرباء المناطق الريفية "تنوير"، لتقوم الأخيرة بتوفير الطاقة الكهربائية للمستهلكين الإقليميين، بما في ذلك المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

وبهذا الصدد، قال فيكتور أوغ، المدير العام لتطوير وتسليم المشاريع في "مرافق": "مع التقدم السريع الذي نحرزه في تطوير المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وعدم توصيلها بالشبكة الكهربائية إلا بعد عدة سنوات، فإن السرعة التي نفذت بها ’جنرال إلكتريك‘ هذا المشروع للطاقة السريعة كانت حاسمة في تمكيننا من تخديم المنطقة الاقتصادية بمصدر موثوق ودائم من الطاقة الكهربائية اللازمة لتسهيل توسعها ونموها المستمر".

في غضون أقل من 200 يوم، بدأت "جنرال إلكتريك" توريد الطاقة الكهربائية، مما مكّن "مرافق" و"تنوير" والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من الانتقال بسرعة وسهولة إلى مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات.

وتعليقاً على ذلك، قال أحمد السيد، مدير أول للمشاريع لدى "جنرال إلكتريك لطاقة الغاز": "قامت ’جنرال إلكتريك‘، بالتعاون مع شركتي ’مرافق‘ و’تنوير‘، بنقل أربع عنفات غازية من طراز TM2500 إلى الدقم، وتجهيز محطة الطاقة المتنقلة بقدرة 80 ميجاواط، وتوصيلها بشبكة ’تنوير‘ المستقلة خلال فترة قياسية، وذلك برغم العوائق اللوجستية والقيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19".

كما أن الأثر الإيجابي للمحطة على البيئة لا يقل أهميةً عن السرعة التي تم تركيبها فيها؛ إذ ساهمت المنشأة بتخفيض انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون بنحو 90,000 طن سنوياً من خلال استبدال مولدات الديزل بتوربينات الغاز الطبيعي الأنظف بيئياً، وهو ما يعادل الانبعاثات الناجمة عن 20,000 سيارة على الطرق العمانية.

من جانبه، قال إدريس شيخ، مدير إدارة المشاريع لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا لدى "جنرال إلكتريك للطاقة": "من خلال دعم شركة ’مرافق‘ في مساعيها لاستبدال وقود الديزل وغيره من أنواع الوقود السائل بالغاز لتوليد الطاقة، تساهم ’جنرال إلكتريك‘ في توفير مصدر موثوق وأكثر استدامة ومرونة ومعقول التكلفة من الطاقة الكهربائية، الأمر الذي يعد عاملاً حاسماً في نجاح توسيع المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم".

ومن المقرر أن يتم تشغيل المحطة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وذلك حتى يتم توصيل المنطقة بشبكة الكهرباء الرئيسية بقدرة 400 كيلوفولط.

ومن المؤكد أن عدد زوار حديقة الصخور سيزداد بشكل ملحوظ، وذلك بسبب عوامل الجذب المتنوعة، ولا سيما الوصول الموثوق إلى الكهرباء التي تولدها توربينات "جنرال إلكتريك" ذات العنفات الغازية، والتي تعكس بشكل حقيقي اللقب الذي يطلق على هذه التكنولوجيا "محطات طاقة على عجلات".

#بياناتشركات

- انتهى -

للمزيد من المعلومات، الرجاء الاتصال بـ:

نيفين وليم / نيشا سلينا 

أصداء بي سي دبليو  nivine.william@bcw-global.com / nisha.celina@bcw-global.com