من التأثيرات الناجمة عن معرض إكسبو دبي العالمي الذي سيبدأ في الأول من أكتوبر هو ارتفاع أسعار وإيجارات عدد كبير من العقارات وخصوصا الفيلات والتاون هاوس في كافة انحاء الامارة بدرجات متفاوتة، وهو ما بدأ بالفعل ويتوقع أن يستمر لفترة، وفقا لمحللين. ويهدف المسؤولون عن المعرض إلى جذب 25 مليون زائر، وهو نفس الرقم المستهدف قبل تأجيله العام الماضي بسبب كورونا. ومن المتوقع أن يتوافد مستثمرون من نحو 190 دولة خلال فترة المعرض التي ستنتهي في اخر شهر مارس 2022، وهو ما ينتظر أن يعطي دفعة قوية للقطاع العقاري الذي يعد أحد المحركات الاقتصادية الرئيسية في دبي. ونقلت تقارير اخبارية في شهر يوليو الماضي أن وفقا للنسخة السادسة عشر من المؤشر الرسمي لأسعار البيع في دبي، الذي أطلقته الحكومة بالتعاون مع "بروبرتي فايندر"، سجلت قيمة المبيعات العقارية في الامارة 14.79 مليار درهم (4 مليار دولار) خلال شهر يونيو 2021، وكانت هي القيمة الأعلى للمبيعات منذ ديسمبر 2013. واستمر تعافي السوق العقاري في دبي في الشهور اللاحقة. تحدث موقع زاوية عربي مع لينيت ساكيتو، مديرة البحوث والبيانات بشركة بروبرتى فايندر المتخصصة في الاستشارات العقارية والتي تعمل في عدة دول في الشرق الأوسط والخليج، من بينها الإمارات، وشاجاي جاكوب، المدير التنفيذي لدول مجلس التعاون الخليجي في مجموعة ANAROCK للاستشارات العقارية الهندية، والتي تعمل في الأسواق الكبرى في الخليج. وفيما يلي أهم ما قاله كل من المحللان عن تأثير إكسبو على السوق العقاري في دبي. زيادة الأسعار "خلال فترة الاستعداد" قال جاكوب إن الزيادات في أسعار العقارات والإيجارات بدأت بالفعل "خلال فترة الاستعداد للحدث"، بالإضافة إلى ارتفاع مبيعات الشقق الجديدة على أساس شهري. وتتوقع لينيت أن تستمر زيادة أسعار وإيجارات الفيلات ووحدات التاون هاوس، حيث كان عليهم طلب عالي في أماكن مختلفة منذ بداية الجائحة في أوائل 2020 وهو ما استمر حتى موعد انطلاق الإكسبو، وذلك "لأن المستهلكون يبحثون عن مساحة معيشة أكبر ومساحات ووسائل ترفيه في أماكن خارجية". وأشارت إلى أن في شهر أغسطس الماضي، سجلت إيجارات الفيلات ووحدات التاون هاوس زيادة بنسبة 12.36% على أساس سنوي. وأضافت "يوجد أيضا طلب عالي على الإيجارات قصيرة المدى" مع اقتراب بداية الإكسبو، مشيرة إلى أن هذه الشريحة بدأت تقترب من التشبع. ولذلك يجب أن يكون هناك زيادة في المعروض لتحقيق توازن بين العرض والطلب في ال6 أشهر القادمة، وفقا للمحللة. وقال جاكوب إن معظم الحجوزات العديدة التي تقع في نطاق مكان استضافة الإكسبو هي قصيرة الأمد وتتضمن حجوزات فندقية. الأماكن المشهورة يوضح جاكوب من مجموعة ANAROCK أن معظم زوار الإكسبو "يحبون السكن حول المعالم المشهورة في دبي". وقال "نحن نشهد طلب عالي في مناطق مثل داون تاون والمارينا. جزر النخيل والجميرا أيضا يشهدان ارتفاع في طلبات الايجار". من جانبها، قالت لينيت من بروبرتى فايندر "لقد شاهدنا زيادات بارزة في أسعار إيجارات المناطق الفارهة والباهظة الثمن مثل جزر النخيل والإمارات ليفنج والجميرا. أي مشروع جديد لمجتمعات فيلات ووحدات التاون هاوس منذ النصف الثاني لعام 2020 تم بيعها بالكامل خلال ساعات". الوحدات التجارية يعتقد جاكوب أن الإكسبو سيؤثر بالإيجاب على عدد كبير من العقارات بدبي وليس فقط الوحدات السكنية، مشيرا إلى أن إيجارات الوحدات التجارية ارتفعت ايضا. وقال "مع استمرار الإكسبو في زيادة الطلب، نتوقع زيادة في أسعار جميع المنتجات العقارية بكافة أنواعها بالإضافة إلى الإيجارات". من جانبها، أشارت لينيت أن المبادرات والسياسات الحكومية لتشجيع إقامة الأجانب في دبي، مثل إعطائهم الحق في تملك 100% من شركاتهم، كان لها مردود ايجابي على السوق العقاري، حيث "بدأ المستثمرون في إرسال أموالهم إلى دبي مرة أخرى وشراء ممتلكات سكنية وتجارية". وأضافت "تأثرت الشريحة المرفهة بنسبة كبيرة حيث وجه العديد من أصحاب الثروات اهتمامهم نحو دبي" نظرا لان المعيشة فيها أرخص من أوطانهم ولسهولة تأسيس مشاريع وأعمال في الإمارة. من أين يأتي المستثمرون؟ يقول جاكوب من مجموعة ANAROCK إن أبرز المستثمرين في القطاع العقاري في دبي من خارج مجلس التعاون الخليجي وهم من الهند وبريطانيا وباكستان والصين. ومن المجلس، يستثمر الإماراتيون والسعوديون بقوة في القطاع العقاري في الإمارة. وأشار أن مع بداية الإكسبو، "نتوقع استمرار أنماط مشابهة، لكن يعتمد الأمر على مدى مشاركة كل دولة". ومن جانبها، تشير لينيت من بروبرتى فايندر أن وفقا لإحصائيات دائرة الأراضي والأملاك التابعة لحكومة دبي، أكبر عدد من المستثمرين الأجانب في قطاع العقارات في الامارة هم من البلدان التالية (من الأكثر إلى الأقل): الهند بريطانيا الصين فرنسا باكستان روسيا ايران كندا السعودية واضافت "ما رأيناه منذ 2020 أن المزيد من الجنسيات التي لم تعتاد الاستثمار في دبي بدأت في شراء عقارات، وخاصة البالغة الرفاهية منها". ويأتي هؤلاء المستثمرون الجدد من سويسرا وألمانيا وأمريكا الجنوبية، وفقا للمحللة. رواج الoff-plan وتوضح لينيت أيضا أن البيع بنموذج الoff-plan، أي بيع الوحدات قبل بنائها بأسعار أقل من الوحدات المماثلة الجاهزة، أصبح رائج مرة أخرى حيث يمثل حوالي 50% من إجمالي المبيعات العقارية في دبي في الوقت الحالي. وقالت "شهر أغسطس 2021 شهد أعلى حجم مبيعات للoff-plan منذ ديسمبر 2013". وأضافت أنه على أساس شهري، شهد شهر أغسطس زيادة بنسبة 44% و46% في قيمة وحجم مشاريع الoff-plan على التوالي. وتعتقد لينيت أن هذا يعد "اشارة واضحة بأن المستثمرين، وخاصة المستثمرين الأجانب، لديهم ثقة في مستقبل دبي وسوقها العقاري". وسنتحدث عن أسعار إيجارات الشقق ومعدل التوظيف بالتفصيل في الجزء الثاني من التقرير، فانتظرونا. (إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايمز) (تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com) © ZAWYA 2021 بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام
