21 02 2018

ضمن سعي الدولة لتعزيز أمنها الغذائي الاستراتيجي والمساهمة بمعالجة أزمة الغذاء في العالم

بمشاركة وزراء ومسؤولين من روسيا الاتحادية ودول أفريقية

دبي : افتتحت معالي مريم المهيري وزيرة دولة للأمن الغذائي المستقبلي، فعاليات "منتدى الأمن الغذائي الروسي - الإماراتي - الأفريقي"، الحدث الأول من نوعه الذي تستضيفه الدولة في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز أمنها الغذائي الاستراتيجي والإسهام في معالجة أزمة الغذاء في العالم من منطلق مبدأ الحق في الغذاء للجميع.

وأكدت معالي مريم بنت محمد المهيري في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي يُقام على مدى يومين في مركز دبي التجاري العالمي بدعم رسمي من معاليها"في عصر العولمة والتجارة الدولية، والتغيرات المتسارعة التي تفرض ثقلها على المشهد العالمي بأكمله، تقدم الامارات وبفضل الرؤية الحكيمة لقيادتها الرشيدة- مثالاً نموذجياً رائداً في أهمية مد جسور التعاون مع كافة دول العالم للوقوف على احتياجات الأمن الغذائي المستقبلي للاجيال القادمة، وتفعيل المقاربات العملية للوقوف على الاحتياجات الغذائية العالمية، فالامارات اليوم لا تمثل مركزاً للتبادل التجاري فحسب، بل منارة لنشر المعرفة وتبادل الخبرات وقصص النجاح واستعراض أفضل الممارسات ومعادلات الابتكار الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي المستقبلي، وتوحيد الجهود الدولية الهادفة إلى  تأمين غذاء صحي ومستدام للأجيال القادمة."

وأضافت معاليها: "إن تحدياً عالمياً كقضية الأمن الغذائي المستقبلي، يحتاج إلى حلول تقوم على التعاون المثمر بين الدول للارتقاء بالقطاعات الغذائية التي تساهم مخرجاتها في تحسين معادلة أمن الغذاء، كالزراعة والتجارة والقطاعات الإنتاجية غير التقليدية كاستزراع الأحياء المائية، وتفعيل دور البحث العلمي وتوظيف مخرجاته في الارتقاء بالمنظومة الانتاجية المتكاملة، التي تقوم على تعاون الحكومات وجهات التطوير والبحث والقطاع الخاص، وذلك لربط مختلف المجالات ذات الصلة بتحقيق الأمن الغذائي، الذي يشكل ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة، وفق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الامارات 2021، ومئوية الامارات 2071.".

وحضر افتتاح المنتدى الذي تنظمه "دبي للاستشارات" وتقام فعالياته بالشراكة مع المركز الروسي للتصدير والوكالة الروسية للتأمين على القروض والاستثمارات الخاصة بالتصدير، وغرف التجارة والصناعة بالدولة وأهم الفاعلين الاقتصاديين بالتجارة الزراعية ، حيث حضر معالي الكسندر تكاتشوف وزير الزراعة الروسي، ومعالي هنري أوريم أوكيلو وزير دولة للشؤون الخارجية في أوغندة، وسعادة عبدالله سلطان العويس نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعدد كبير من ممثلي القطاع الخاص ورجال أعمال ووسائل الاعلام.

ويهدف المنتدى الذي تتزامن فعالياته مع الدورة الثالثة والعشرين لمعرض الخليج للأغذية "غلفود 2018" ويُعتبر أحدث إضافة نوعية له، إلى تحفيز التحول الذي يقوده قطاع الزراعة من أجل تعزيز الأمن الغذائي وإغناء الثروة الزراعية والنهوض بمستوى الابتكار في هذا القطاع الحيوي وتنمية العلاقات التجارية.

اتجاهات التعاون

وتحدث في الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي عقدت على شكل ندوة حوارية وزارية رفيعة المستوى لتعزيز الأعمال الزراعية بين الأطراف الثلاثة المشاركة، معالي الكسندر تكاتشوف وزير الزراعة الروسي، الذي أكد في كلمة له تحت عنوان "اتجاهات التعاون بين روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول أفريقيا الى ان روسيا تمتلك امكانيات زراعية ضخمة، حيث تحتل المركز الثاني عالمياً في مساحة الاراضي الصالحة للزراعة وكمية المياه العذبة، فالانتاج الزراعي الروسي قد نما خلال السنوات العشر الماضية بنسبة 41% وذلك بفضل السياسات التي اتبعتها الحكومة الروسية في تشجيع هذا قطاع الزراعة والقطاعات الاخرى الداعمة لهذا القطاع الحيوي,

من جهته، أكد سعادة عبدالله سلطان العويس نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن الإمارات تعتبر من الدول النموذجية التي تمكّنت من تحقيق خطوات رائدة في مجال تعزيز أمنها الغذائي كمشروع متواصل ومستدام، معتبراً أن هذا الإنجاز يرجع إلى عدة عوامل من أبزرها النجاح الباهر في مجال الخدمات اللوجستية في ظل توفر بنية تحتية متطورة جداً، والحرص على إشراك القطاع الخاص في تعزيز الأمن الغذائي والتخزين، وبناء تحالفات استراتيجية مع العديد من الدول لحماية الإمدادات الغذائية المستقبلية، إلى جانب تضافر جهود جميع الجهات من وزارات وهيئات وشركات قابضة وخاصة من أجل ضمان استدامة احتياطيات الأغذية في الدولة، وتحوّل الدولة إلى مركز حيوي لاستيراد وإعادة تصدير الأغذية إلى البلدان التي دمرتها الحروب ومناطق الكوارث، بالإضافة إلى دعم الدولة البنية التحتية للأمن الغذائي وآلياته اللوجستية، وهو ما رفع مدى جهوزية الإمارات لمواجهة التباينات الجيوسياسية في عالمنا المعاصر واستعداداتها للتعامل مع الكوارث الطبيعية، ومكّنها من امتلاك مخزون احتياطي وسلسلة إمدادات غذائية قيّمة ومهمة تشكل سنداً لها لعدة سنوات.

وقال العويس: "نجتمع تحت مظلة هذا المنتدى المهم لبحث ومناقشة أولوية من أبرز أولويات دولنا، والتي تتمثل في تعزيز الأمن الغذائي لشعوبنا وللأجيال القادمة، منطلقين من السعي والحرص والمصالح المشتركة نحو إيجاد أنجع الحلول لهذا التحدي، ومستندين إلى تاريخ طويل من علاقات التعاون والصداقة والأخوة التي تشهد مزيداً من النمو والازدهار والتطور".

وأوضح العويس أن مشاركة غرفة تجارة وصناعة الشارقة في المنتدى، تأتي تماشياً مع رؤية دولة الإمارات الاستشرافية وسياستها الرامية إلى تعزيز أمنها الغذائي الوطني على المدى الاستراتيجي، فكانت من الدول السبّاقة في إنشاء وزارة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، مضيفاً أن مشاركة الغرفة في المنتدى كشريك استراتيجي جاءت انطلاقاً من حرصها على دعم جهود الدولة وتشجيع مجتمع الأعمال الخاص فيها على لعب دور فاعل في تعزيز الأمن الغذائي العالمي بكافة السبل المتاحة، عبر بناء الشراكات مع الدول الواعدة في هذا المجال، ومن خلال زيادة الاستثمارات الهادفة إلى تنمية قطاع الثروة الزراعية والحيوانية، وإطلاق المبادرات المشجعة على إقامة مشاريع إنتاجية حيوية، والتي كان من أبرزها مشاركة "غرفة الشارقة" في شهر نوفمبر الماضي كداعم استراتيجي في "الملتقى الاستثماري للثروة الحيوانية" الذي عقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط.

واعتبر العويس "أن المنتدى يُشكّل فرصة سانحة للدول المشاركة فيه من أجل العمل المشترك للارتقاء بواقع القطاع الزراعي وبحث سبل إغناء الثروة الزراعية والحيوانية، من خلال تحسين واقع المنتجين والمصنّعين الزراعيين وتمكينهم من الوصول إلى الأسواق المحليّة والإقليمية والدولية، والنهوض بمستوى الابتكار في هذا القطاع الحيوي، وزيادة فرص الاستثمار عن طريق توفير الحوافز والمزايا التي تساعد على جذب رجال ورواد الأعمال والمستثمرين وبالتالي تنمية العلاقات التجارية وصولاً إلى تحقيق الهدف الذي نصبو إليه جميعاً، وهو تعزيز الأمن الغذائي لأوطاننا".

وأعرب العويس عن أمله بأن يخرج المنتدى بتوصيات وحلول مُثلى تساعد على احتواء التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي بشكل كامل والتصدي لها، بما يُعزّز حركة التجارة الزراعية ويُشجع على التنمية الزراعية المستدامة وتضافر جهود الجهات الحكومية والخاصة لدعم هذا القطاع، بما يُسهم في تحقيق الوفرة الغذائية في مختلف الدول المشاركة في هذا المنتدى لتظل واحة للاستقرار ووجهة للاستثمار ويعم الخير والرخاء والازدهار فيها ربوعها.

ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت تسعى فيه دولة الإمارات العربية المتحدة إلى وضع أسس متينة ومستقرة لنظام غذائي مستقبلي مستدام، يضمن توفير الغذاء للأجيال القادمة، وتتضافر فيه جهود الحكومات وجهات القطاع الخاص والمجتمعات لتوفير الأمن الغذائي المستقبلي وضمان استدامته.

ويتزامن المنتدى مع فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمعرض الخليج للأغذية "جلفود 2018"، أكبر معرض تجاري للأغذية والضيافة على مستوى العالم، الذي يقام خلال الفترة 18-22 فبراير الجاري بمشاركة أكثر من 5 آلاف شركة عارضة من 97 دولة ويمتد على مساحة مليون قدم مربعة ويضم 120 جناحاً ويتوقع أن يستقطب 90 ألف زائر.

وناقشت جلسة العمل الأولى من المنتدى "عوامل تمكين التجارة والخدمات اللوجستيّة لدعم قطاع الأعمال الزراعية المستدامة"، حيث قدّمت شركة موانئ دبي العالميّة المنطقة الحرة في جبل علي ورقة عمل بعنوان موضوع "تمكين التجارة العالمية من خلال سلاسل التوريد المتكاملة"، فيما قدم ميناء خليفة ورقة عمل بعنوان "إرساء بنية تحتية عالمية الطراز للأعمال الزراعية المستدامة". كما قدّمت مؤسسة دبي لتنمية الصادرات "لمحة عامّة عن فرص الاستثمار في دبي"، في حين قدّمت مجموعة الظهرة ورقة عمل حول "تفعيل مشاركة الأعمال الزراعية في القطاع الخاص".

ويواصل المنتدى فعالياته (الخميس) حيث يشهد عدداً من الندوات الحوارية الوزارية رفيعة المستوى والجلسات النقاشية لتعزيز الأعمال الزراعية بين الأطراف الثلاثة المشاركة، التي يتحدث فيها عدد من الوزراء والمسؤولين من الإمارات وروسيا ووزراء الزراعة في عدد من الدول الأفريقية أبرزها أثيوبيا وكينيا وأوغندا ونيجيريا والمغرب وجنوب السودان.

- انتهى -

© Press Release 2018