24 04 2018

دبي: تزايدت أهمية الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في إدارة الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد وأصبح جزءاً حيوياً منها، كما أنه من المتوقع أن يعيد تشكيل هذه الصناعة في المستقبل. وهذا التحول ليس بالأمر السهل، فالاعتماد على الذكاء الاصطناعي يتطلب استثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا وكذلك الاستعانة بخدمات أفراد محترفين ومتخصصين في مجالي الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.

وأكد متخصصون في مجال الذكاء الاصطناعي أن الاهتمام الحالي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي يرجع في الأساس إلى عدة عوامل رئيسية مثل: التقدمات التكنولوجية الأخيرة، والاستثمارات الكبيرة في البيانات من قبل كبار مستثمري الذكاء الاصطناعي، والطلب المتزايد عليه من قبل الشاحنين.

ولفترات طويلة قبل استخدام الذكاء الاصطناعي، اعتمد كبار مقدمي الخدمات اللوجستية في أعمالهم على أفراد متخصصين في التحليل والبحث للقيام بتحليل الكميات الضخمة من البيانات التي تنشأ من العمليات اليومية في الأعمال اللوجستية. بعد ذلك، بدأ الاعتماد التدريجي على الذكاء الاصطناعي، وعندها ظهرت فائدته المتمثلة في قدرته على تبسيط العديد من عمليات سلاسل التوريد والأعمال اللوجستية، وبالتالي إعطاء ميزة تنافسية لهؤلاء مَن بادروا بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي عن طريق تقليل وقت الشحن وخفض التكاليف.

وفي تصريح له، قال شايلش داش، رئيس مجلس الإدارة لشركة جلف بيناكل لوجيستكس (Gulf Pinnacle Logistics) التي تعمل من دبي: " دور الذكاء الاصطناعي في إدارة الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد هو موضوع نوقش كثيراً، وهذا أمر منطقي بشكل كبير، لأن الجمع بين الذكاء الاصطناعي والخدمات اللوجستية يعتبر أساس الشركات التي تسعى للتمتع بميزة تنافسية وتأمل في الازدهار والتقدم بقوة في المستقبل. نحن في شركة جلف بيناكل لوجيستكس نؤمن أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يقدم فائدة عظيمة لمديري سلاسل التوريد، بشرط أن يعتمد على أسس راسخة تأخذ في عين الاعتبار الطبيعة المتنوعة والمتغيرة لسلاسل التوريد الحديثة الموجودة اليوم".

وأضاف داش: "ظل التقدم التكنولوجي في مجال الخدمات اللوجستية متأخراً عن الصناعات الأخرى لسنوات عديدة. أما اليوم، فإنني أرى العديد من الفوائد التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في عمليات سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية، ومن هذه الفوائد تقليل التكاليف وتسريع عمليات التسليم وتحسين التنبؤات وبالتالي خدمة العملاء".

وفي دراسة أجرتها شركة ماكنزي الرائدة على عدد من الصناعات حول الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، أظهرت الدراسة أن أوائل المعتمدين على الذكاء الاصطناعي حظوا باستراتيجية استباقية في قطاع النقل والخدمات اللوجستية كما استفادوا من هوامش ربح تزيد على 5%.

ومن شركات النقل والخدمات اللوجستية التي شملتها الدراسة، فقط 21% منها تجاوزت مرحلة الاختبار الأولية وتبنت حلولاً مبنية على الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع أو في أجزاء رئيسية في أعمالها. تتنوع تحديات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مجال سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية وكذلك تتطلب استثمارات رأسمالية كبيرة وتغييرات تنظيمية بهدف التمكّن من تخطي هذه التحديات.

وفي تصريح له، قال رودني فييجاس، المدير العام لمؤسسة عبد المحسن للشحن: "من وجهة نظري، المؤسسات الكبيرة هي أوائل من يمكنهم استخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب الاستثمارات الكبيرة التي تحتاجها عمليات تثبيت أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة وتحليل القواعد الضخمة للبيانات، بالإضافة إلى الاستعانة بخدمات خبراء في تكنولوجيا المعلومات للتحسين من العمليات".

وأضاف فييجاس: "لا أرى انخفاضاً كبيراً في عدد الأيدي العاملة بعد وقت قصير من اللجوء للذكاء الاصطناعي، ويرجع ذلك إلى حاجة الشركات إلى تطوير أطر عمل تبين كيف تتغير أدوار العمال نتيجة الاتجاه للذكاء الاصطناعي والتشغيل الآلي".

وتحقق الشركات تقدماً ملحوظاً في استخدام الذكاء الاصطناعي والدمج بين العمل البشري وعمل الآلات والتعاون في الخدمات اللوجستية، كما أن التقدمات التكنولوجية التي تتحقق في أعمال الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتشغيل الآلي ستسهم بشكل كبير في تحسين قطاع الخدمات اللوجستية. كذلك كانت جهات التصنيع قد أبدت اهتمامها بخدمات الروبوتات الصناعية منذ وقت طويل، لكن العمليات المعقدة في الخدمات اللوجستية والتكاليف المرتفعة للروبوتات شكلا عائقاً كبيراً أمام الاعتماد على الروبوتات. أما اليوم، فالتكاليف اتجهت للانخفاض وأصبحت عملية برمجة الروبوتات أيسر وأكثر شمولاً ومرونة، مما يجعل الروبوتات موفرة في التكلفة في الأعمال اللوجستية المتكررة والشاقة بدنياً.

- انتهى -

© Press Release 2018