22 05 2019

خلال أمسية شارك فيها أصغر ناشر إماراتي وخليجي

نظم موقع "ناشر" - أول موقع مهني للناشرين في العالم العربي، مساء أمس الثلاثاء أمسية حوارية تحت عنوان "شباب الإمارات والاستثمار في قطاع النشر"، وذلك في مقهى "الراوي" بواجهة المجاز المائية في الشارقة، أدارها محمد العطار، مدير الموقع، وتحدث فيها كل من سالم عمر مدير "مدينة الشارقة للنشر"، وجمال الشحي مؤسس "دار كتاب" للنشر، وعلي المرزوقي مؤسس "دار مدار" للنشر والتوزيع.

تناولت الجلسة، التي حضرها عدد من الكتّاب والناشرين والإعلاميين والمهتمين بالعمل الثقافي وصناعة النشر؛ عدداً من المسائل المتعلقة بدوافع توجه الشباب في الإمارات إلى تأسيس وافتتاح دور للنشر، وهل هي الرغبة في الاستثمار وتحقيق الربح فقط، أم أن هناك دوافع ثقافية مختلفة تساهم في هذه الحركة التي بدأت تظهر في السوق الإماراتية في الأعوام الأخيرة.

وأكد سالم عمر أن اهتمام الشباب في الإمارات بقطاع النشر، يعد ثمرة لاهتمام الجهات الحكومية المختصة بهذا القطاع، والنشاط الثقافي المتزايد، حيث بدأ مشروع الشارقة الثقافي قبل 40 عاماً، وتتوّج بإعلان الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، وذلك بفضل جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، إضافة إلى التسهيلات التي تقدمها هذه الجهات، وفي مقدمتها "مدينة الشارقة للنشر"، التي تقوم بدور حاضنة لإبداعاتهم، والترويج لها.

أما علي المرزوقي، والذي يعد أصغر ناشر إماراتي وخليجي، فأشار إلى أنه أسس داراً للنشر، بسبب رفض دور النشر المعروفة والكبيرة طباعة أعمال شباب المؤلفين، بذريعة صعوبة تسويق أعمالهم، لافتاً إلى أن توجه الشباب في الإمارات إلى الاستثمار في هذا القطاع، ليس لأغراض مادية بالدرجة الأولى، ولكنه استثمار ثقافي ومعرفي وفكري.

من ناحيته قال جمال الشحي إن البعض قد لا يعجبه مصطلح "صناعة النشر"، بوصف النشر والثقافة مجالاً غير تجاري، ولكنه في الواقع مجال يتضمن الجانب الإبداعي والفكري وأيضاً المادي، فحتى تكون لديك ثقافة حديثة ومميزة لابد أن تكون صناعة متكاملة الأركان. وأضاف: "تتوفر في الإمارات عوامل وجود صناعة نشر ناجحة، من ناحية الأمن والاستقرار والتطور، فضلاً عن أن الدولة تشهد تطوراً ثقافياً ملحوظاً، وتقوم إمارة الشارقة بدور كبير على المستوى المحلي والإقليمي لإنتاج "ثقافة تشبهنا"، وأحد مظاهر ذلك هو استثمار الشباب في الإمارات في قطاع النشر، و"إن كنا لا نزال في أول الطريق"، كما قال.

وشجع الشحي الشباب بقوة على الدخول إلى هذا القطاع؛ لزيادة عدد دور النشر وبالتالي تسهيل وصول الكتب إلى كافة أفراد المجتمع والاستفادة من الفرص المجزية لهذا القطاع، خصوصاً أن حجم سوق النشر العالمي سنوياً، بلغ قبل نحو ثلاث سنوات أكثر من 100 مليار دولار أمريكي. وأكد أن الناشر الذكي يستطيع أن يجد له موطء قدم في قطاع النشر الإماراتي، الذي يعد قطاعاً جديداً، إذ لا تزال هناك فرص كبيرة فيه، لاسيما في نشر الكتب المتخصصة وكتب الأطفال، حيث تسيطر الكتب الأجنبية على 70 بالمئة من سوق النشر في الدولة، والنسبة الباقية للكتب العربية.

وتطرق الشحي إلى أهمية قطاع النشر وتأثيره في صناعات أخرى، مشيراً إلى أن هوليوود، التي يبلغ حجم إنتاجها نحو 140 مليار دولار سنوياً، تستفيد من قطاع النشر، وكمثال على هذا المسلسل التلفزيوني الأشهر عالمياً حالياً "صراع العروش"، والذي يعتمد في الأساس على كتاب نشر بالاسم نفسه في التسعينيات، وتحول بعد ذلك إلى المسلسل متعدد الأجزاء الأكثر تسويقاً وأرباحاً في العالم.

وعن التسهيلات الحكومية المقدمة للناشرين، وخصوصاً الشباب، والتي تجعل استثمارهم في هذا القطاع مجدياً من الناحية المادية، أكد سالم عمر أن "مدينة الشارقة للنشر" تقدم تسهيلات كثيرة لدعم الناشر الإماراتي والعربي، حيث تهدف إلى إقامة العلاقات بين الناشرين وجمعهم في مكان واحد، من خلال 650 مكتباً متاحة للإيجار، فضلاً عن التسهيلات الجمركية، والمساعدة في توزيع الكتب، وإعفاء الناشرين من كثير من الرسوم، كما تقدم لهم الدعم الإعلامي، وكذلك القانوني لحفظ حقوقهم، ومن شأن هذه التسهيلات المساهمة بالوصول بحجم قطاع النشر الإماراتي في العام 2030 إلى أكثر من 650 مليون دولار أمريكي.

بدوره قال جمال الشحي إنه في ظل تأثر قطاع النشر في الإمارات وغيرها بالأوضاع في المنطقة، تمثل المبادرات الحكومية "قبلة الحياة" لقطاع النشر الإماراتي، ومن بينها "مدينة الشارقة للنشر" و"جمعية الناشرين الإماراتيين"، إلى جانب الدعم الحكومي المتمثل في شراء إصدارات الناشرين، وتخفيض رسوم مشاركاتهم في المعارض والمهرجانات داخلياً وخارجياً، وتخفيض تكاليف الطباعة، وهو ما يشجع الشباب على الدخول إلى هذا القطاع.

وفي الختام شدد الشحي على أن نجاح الشباب في الاستثمار بقطاع النشر، لابد أن تتوافر له عدة عوامل، في مقدمتها المهنية، والفكر الاستراتيجي المتمثل في الاستفادة من التطورات التقنية التي تشهدها الصناعة، بما يعود على الناشر بالنفع المادي؛ مثل استخدام المطبعة الرقمية لطباعة الكتب حسب الطلب وبأعداد محدودة، وهي تجربة حققت له نجاحاً شخصياً، وكذلك عدم الانحصار بالسوق المحلية، وأخيراً الحظ!.

© Press Release 2019