18 09 2018

خلال مؤتمر صحفي في الرياض:

حافظ: أعباء ومخاطر الاحتيال المالي على الاقتصاد العالمي يستدعي حلولاً استباقية جوهرها "وعي العميل"

الحريقي: حملات البنوك التوعوية استثمار معرفي للحد من الخسائر ودرء المخاطر

"شاشات العرض السينمائي" تنضم إلى باقة قنوات الحملة لتعزيز نطاقها بين فئات المجتمع

أزاحت البنوك السعودية ممثلة بلجنة الإعلام والتوعية المصرفية الستار عن النسخة العاشرة من سلسلة حملاتها التوعوية بعمليات الاحتيال المالي "لا تِفشيها"، والتي أطلقتها هذا الموسم تحت شعار "#اسحب_عليهم قبل ما يسحبون منك".

وكشفت اللجنة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته بهذه المناسبة يوم أمس الاثنين في الرياض، عن أبعاد ومحاور المحطّة الحالية من الحملة التي تستهدف بشكل رئيس تعزيز الوعي المالي والمصرفي لدى مختلف شرائح المجتمع، وعملاء البنوك الحاليين والمُحتملين، على النحو الذي يمكّنهم من مواجهة التحديات المرتبطة بمخاطر الاحتيال المالي والمصرفي.

وقال أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية والمتحدث الرسمي باسم البنوك السعودية طلعت زكي حافظ أن استئناف البنوك السعودية ومن خلال اللجنة لحملاتها التوعوية في مجال مكافحة الاحتيال المالي يأتي ضمن إطار إدراك المخاطر المترتبة على تلك العمليات وأثرها السلبي سواء بالنسبة للاقتصاد الوطني أو بالنسبة للأفراد والعملاء، معتبراً أنه وعلى الرغم مما حققته المراحل السابقة من الحملة من نتائج إيجابية إلا أن الاستمرار بها يعتبر ضرورة لا سيما في ظل التطور المتنامي في التقنيات المصرفية والذي يواكبه بطبيعة الحال تطور مماثل في وسائل التحايل.

وأشار حافظ إلى أنه وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسات المصرفية والحكومية حول العالم لمكافحة العمليات المرتبطة بالاحتيال المالي إلا أن تلك العمليات آخذة بالتزايد، وباتت تمثل عبئاً ثقيلاً على الاقتصاد العالمي، وتكبده خسائر مالية سنوية كبيرة، حيث على سبيل المثال يقدر صندوق النقد الدولي IMF  حجم عمليات غسل الأموال (والتي هي في أساسها حصيلة عمليات احتيال ونصب مالي) بنسبة 2 إلى 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ما يعادل حوالي 1.5 إلى 4 تريليون دولار أمريكي، مما يجعل من مكافحة ظاهرة الاحتيال المالي بما في ذلك عمليات غسل الأموال مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود البلد الواحد.

وعلى المستوى المحلي، أوضح حافظ أن المملكة لا زالت تحافظ على موقعها كواحدة من أقل دول العالم تسجيلاً لعمليات الاحتيال المالي والمصرفي، مستندةً في ذلك إلى صلابة البنية التشريعية للقطاع المصرفي وكفاءته الفنية المتقدّمة، إلى جانب حزمة الإجراءات والحلول الاستباقية التي تتبناها البنوك السعودية وبتوجيهات من مؤسسة النقد العربي السعودية ومن بينها التوعية المستمرة لمواجهة تلك العمليات.

وجدد حافظ التأكيد على أن المرحلة الحالية من الحملة ستبني على ما تحقق في المراحل السابقة للتعريف بالأسس والمحاذير الواجب اتباعها في تنفيذ العمليات المالية والمصرفية، ورفع مستوى الوعي المجتمعي، بما يسهم في الحد من محاولات التحايل أو الاستغلال التي قد يتعرض لها العملاء، مشدداً على أن الرهان سيبقى دائماً بأن "وعي العميل" هو الركيزة الأساسية لصد تلك العمليات.

وحول الأثر الذي حققته الحملة في مراحلها السابقة، أشار المتحدث الرسمي باسم البنوك السعودية إلى النتائج الإيجابية التي أثمرتها الحملة من خلال نسخها المتعاقبة، وعلى مستوى التفاعل المتنامي من قبل العملاء مع الرسائل التوعوية الموجهة عبر مختلف القنوات، لافتاً إلى أن اللجنة حريصة على تطوير وتنويع قنوات تواصلها مع الجمهور وعلى توسيع نطاق الحملة بشكل مضطرد لتصل إلى كافة شرائح المجتمع دون استثناء.

من ناحيته أعرب سعد صالح الحريقي عضو فريق العمل الإعلامي والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية عن اعتزاز البنوك السعودية بدورها التوعوي الريادي والذي تمثل الحملة أحد أوجهه وميادينه، وتعبّر عن التزام البنوك بمسؤوليتها تجاه صناعة وعي مجتمعي مستنير، ويتمتع بالثقافة المصرفية اللازمة التي توفر له الحصانة الكافية للتصدّي لمحاولات التحايل والاستغلال التي تستهدف إيقاعه في مصيدتها.

وأضاف الحريقي أن حملة "لا تِفشيها" تقوم على استراتيجية طويلة الأمد تستهدف تنقية بيئة التعاملات المصرفية من محاولات التحايل المالي وحصرها ضمن الحدود الدنيا، وتحصين أفراد المجتمع وعملاء البنوك بالمعرفة والوعي الكافي لتنفيذ تعاملات المصرفية والمالية والتي تزداد يوماً بعد يوم بأمان عالٍ، مؤكداً على أن ذلك يعد استثماراً معرفياً بامتياز لما يترتب عليه من درء للمخاطر والخسائر التي تنطوي على محاولات التحايل.

وقدّم تركي ابراهيم السياري مدير برامج التوعية المصرفية باللجنة عرضاً مرئياً استعرض خلاله أبرز ملامح الحملة وتطبيقاتها، والتي تعالج خلال الموسم الحالي أربعة محاور رئيسة تشمل: الاستثمارات الوهمية، والإدلاء بالبيانات البنكية عبر الهاتف، واستخدام البطاقات الائتمانية في المحال التجارية والمواقع الإلكترونية المشبوهة وغير الموثوقة، إلى جانب التجاوب مع حملات الجوائز الوهمية. حيث تعتبر هذه المحاور من بين أكثر المداخل التي يلجأ إليها المحتالون للإيقاع بضحاياهم وإيهامهم بغرض الاستيلاء على بياناتهم الشخصية والبنكية.

وفيما يخص وسائل وتطبيقات حملة "#اسحب_عليهم قبل ما يسحبون منك"، أوضح السياري أنه قد روعي خلال الموسم الحالي انتقاء الوسائل الأكثر متابعة من قبل الجمهور بما يُسهم في إيصال الرسالة لأكبر شريحة ممكنة، كلوحات الطرق والشاشات المتحرّكة، وشاشات العرض في دور السينما، والمواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب مجموعة من القنوات التلفزيونية والإذاعية ذات المتابعة العالية.

ولفت "السياري" إلى أن اختيار شعار "#اسحب_عليهم قبل ما يسحبون منك" للنسخة الحالية من الحملة، جاء ليعبّر عن رسالة مضمونها أن الطريقة المثلى لتفويت الفرصة عن المحتالين يكون بالوعي الاستباقي بمخاطر تلك المحاولات، والالتزام بالمعايير والمحاذير التي تضعها البنوك السعودية عن تنفيذ العمليات المصرفية أو استخدام المنتجات البنكية يوفر الوقاية اللازمة للعميل من الوقوع كضحية لتلك المحاولات.

يشار إلى أن حملة التوعية بعمليات الاحتيال المالي "لا تِفشيها" تعد من سلسلة الحملات والبرامج التوعوية التي تتبناها البنوك السعودية عبر لجنة الإعلام والتوعية المصرفية. وأطلقت اللجنة أولى مراحلها في عام 2006م ضمن دورها الرامي لتحفيز الوعي والثقافة المصرفية لدى مختلف شرائح المجتمع.

© Press Release 2018