*تم التحديث بتفاصيل

شهد اليوم التاسع عشر من أحدث جولات الصراع بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل توترات سياسية إقليمية ودولية على خلفية الصراع، مع استمرار الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، وارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين.

فضلا عن هذا، فقد فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، في تمرير مشروعي قرارات بشأن إسرائيل وغزة.

توترات تركية إسرائيلية

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأربعاء، إلغاء زيارة كانت مزمعة إلى إسرائيل، مؤكدا أن حماس ليست تنظيم إرهابي، في أحدث ردود الأفعال على تصاعد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 19 يوم.

وقال إردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية، "كان لدينا خطة لزيارة إسرائيل، تم الإلغاء، لن نذهب"، وإن حركة حماس "ليست تنظيم إرهابي وإنما مجموعة تحرر ومجاهدين تناضل لحماية مواطنيها وأراضيها".

وشنت حركة حماس في 7 أكتوبر الجاري عملية تسلل وهجوم مباغتة ضد الجيش الإسرائيلي باسم "طوفان الأقصى" وردت إسرائيل بعملية مضادة "السيوف الحديدية" قبل أن تصعد إلى غارات مكثفة أسقطت آلاف الضحايا مع التحضير لعملية اجتياح بري.

وقال إردوغان، إن الهجمات الإسرائيلية على غزة تدل على "إجرام وخلل عقلي لدى من ينفذونها ويدعمونها" مشيرا إلى أن نحو نصف قتلى الهجمات الإسرائيلية على غزة من الأطفال، وأن الهدف من هذا المشهد إظهار "وحشية بقصد ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

فيما نقلت وكالة الأناضول، تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قال فيها إن أي عملية برية في غزة "ستحول هذه الوحشية إلى مجزرة بكل معنى الكلمة".

وتعليقا على تصريحات الرئيس التركي عن حركة حماس، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، في وقت لاحق، إن إسرائيل ترفض بشدة تلك التصريحات، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وأضاف المتحدث: "حماس منظمة إرهابية دنيئة أسوأ من داعش".

وبعدها، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأربعاء، إن حماس لا تمثل الغالبية العظمى للشعب الفلسطيني وتختبئ وراء المدنيين، بحسب قناة العربية السعودية.

تأتي هذه التصريحات، بالتزامن مع جولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الشرق الأوسط تضمنت إسرائيل - لتأكيد دعم تل أبيب - والأردن ومصر.

والتقى ماكرون بالملك الأردني عبدالله الثاني الذي أكد على أن وقف الحرب على غزة ضرورة قصوى، وعلى العالم أن يتحرك فورا بهذا الاتجاه.

وحسبما نقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، حذر الملك من استمرار الحرب على قطاع غزة، مما "قد يدفع إلى انفجار الأوضاع بالمنطقة"، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك فورا للضغط على إسرائيل لوقف الحرب.

وتتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة واستهداف مواقع في جنوب لبنان وسوريا.

السيسي يتحدث عن أمن الحدود

جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حديثه عن تأمين الحدود المصرية، في خضم التوترات بالمنطقة، وقال خلال فعالية للقوات المسلحة الأربعاء، إن الجيش المصري "بقوته وبمكانته وبقدرته وبكفائته" هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز.

وأضاف في كلمة - قال إنها موجهة للعسكريين والمدنيين - أنه في ظل الظروف الحالية في المنطقة من المهم استخدام القوة بتعقل وحكمة، "أنت عندك علشان تدافع عن نفسك، عندك علشان تحمي بلدك، وعندك علشان تتعامل مع الظروف بعقل ورشد وأيضا بصبر".

يأتي ذلك بعد أيام من إصابة أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية، قال الجيش الإسرائيلي إنه "عن طريق الخطأ" وأيد الجيش المصري رواية إسرائيل مضيفا أن الحادث نتج عنه إصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية.

وسبق أن أكد السيسي، رفضه محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، محذرا من أن نقل الفلسطينيين إلى سيناء يهدد السلام مع إسرائيل.

ولاحقا، قال الرئيس المصري، في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي في القاهرة الأربعاء، إن نزوح الفلسطينيين من قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية أمر "شديد الخطورة".

وأضاف السيسي أن مسألة النزوح هذه هي أمر "أحنا في مصر مش هنسمح بيه"، وقال: "خروج الفلسطينيين ده مش حل لأنه إذا كان حل الدولتين لم ينجح والفلسطينيين موجودين على أراضيهم يبقى مش معقول أنه هو ممكن ينجح وهما مش موجودين على أراضيهم".

وتابع أن الهدف المعلن -للعملية العسكرية الإسرائيلية- هو تصفية حماس والفصائل الموجودة في القطاع وهذا أمر يتطلب سنوات طويلة جدا، مضيفا أنه لأجل ذلك "تحدثنا على أهمية أن أحنا نسعى من أجل عدم الاجتياح البري للقطاع".

وأشار إلى أنه اتفق مع نظيره الفرنسي على أهمية منع اتساع نطاق الأزمة الحالية لتشمل عناصر أو مناطق أخرى، وأن يقتصر الجهد الحالي على احتواء التطورات في قطاع غزة، وقال: "ده معناه أن أحنا ببساطة ننظر بخطورة شديدة جدا" إلى مسألة اتساع دائرة العنف. 

وأعلن الرئيس الفرنسي، خلال المؤتمر الصحفي، إرسال سفينة من البحرية الفرنسية من أجل مساعدة المستشفيات في غزة، وفق ترجمة فورية لقناة القاهرة الإخبارية الفضائية المصرية.

أزمة بسبب تصريحات غوتيريش

أثارت تصريحات أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن، يوم الثلاثاء حول التطورات في الشرق الأوسط وفلسطين، استياء إسرائيل التي طالبته بالاستقالة، فيما أعرب غوتيريش عن صدمته لتحريف بعض خطابه.

وفي خطابه أمام مجلس الأمن، قال غوتيريش إن هجمات حماس لم تأت "من فراغ"، وإن الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عام للاحتلال الخانق. 

وانتقدت إسرائيل تلك التصريحات معتبرة أنها بدت وكأنها تبرر هجوم حركة حماس على إسرائيل.

 ووصف مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان تصريحات غوتيريش بـ"الصادمة"، وطالبه بالاستقالة، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

كما ألغى وزير الخارجية الإسرائيلي اجتماع له مع أمين عام الأمم المتحدة، وأوقفت إسرائيل، الأربعاء، إصدار تأشيرات دخول لمسؤولي الأمم المتحدة، بحسب وسائل إعلام.

لكن الأمين العام للأمم المتحدة أعرب، الأربعاء، عن صدمته "لتحريف البعض" لخطابه ليبدو كما لو كان يبرر الأعمال التي ارتكبتها حركة حماس، بحسب ما نشرته الأمم المتحدة على موقعها.

وجاء خطاب غوتيريش أمام مجلس الأمن، فيما يصف مراقبون ومحللون قطاع غزة بأنه أصبح "أكبر سجن في العالم" في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع من سنوات برا وبحرا وجوا.

كما يصف منتقدون أفعال إسرائيل بقطع الكهرباء والمياه عن القطاع في الجولة الحالية من الصراع بأنها "عقاب جماعي".

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه لا يوجد أي مبرر "للهجوم الإرهابي الوحشي لحماس الذي كان مدفوع بالكراهية والأيديولوجية"، بحسب ما أوردته بي بي سي الأربعاء.

مجلس الأمن

رغم تصاعد حدة الأزمة في غزة، طغت الصراعات السياسية العالمية على مصير مشروعي قرارات في مجلس الأمن بشأن إسرائيل وغزة.

وفشل المشروعان، وأحدهما أمريكي والآخر روسي، في الحصول على عدد الأصوات الكافي لتمريرهما بمجلس الأمن يوم الأربعاء، بعدما استخدمت روسيا والصين حق الفيتو ضد المشروع الأمريكي، فيما استخدمت أمريكا وبريطانيا الفيتو ضد المشروع الروسي.

وسبق أن فشل مشروع قرار برازيلي بشأن الصراع في الحصول على الدعم الكافي بمجلس الأمن لتمريره.

تطبيع

وخلال مشاركته بمنتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" المقام في الرياض خلال الفترة 24 - 26 أكتوبر، قال جاريد كوشنر - صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأحد مهندسي اتفاق التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية - إن هجوم حماس في 7 أكتوبر كان هدفه عرقلة جهود تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك محادثات التطبيع بين السعودية وإسرائيل.

وفي 2020، وقعت الإمارات والبحرين اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل فيما عرف بـ اتفاق أبراهام، فيما تطمح إسرائيل للتوصل لتطبيع مع السعودية، وكانت النقاشات حول ذلك تسير بشكل جيد قبل الهجوم الذي تسبب في تعليق المفاوضات.

قطر

حذر المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، من أن أي اجتياح بري لغزة سيعقد جهود إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، حسب وسائل إعلام. وتتوسط قطر في محادثات بين حماس وإسرائيل لإطلاق سراح أولئك الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر.

وارتباطا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قالت شبكة "الجزيرة" الإعلامية القطرية إنها ترحب بنتائج تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، بشأن مقتل مراسلتها في فلسطين الصحفية شيرين أبو عاقلة في مايو 2022 خلال تغطية ميدانية.

وحسبما نقلت وكالة الأنباء القطرية عن بيان للشبكة، فإن التقرير الأممي أفاد بأن القوات الإسرائيلية "استخدمت القوة المميتة دون مبرر". وطالبت الجزيرة، باتخاذ إجراءات سريعة لضمان تحقيق العدالة لها و"محاسبة قتلتها".

ومساء الأربعاء، استهدف قصف إسرائيلي منزل يأوي عائلة مراسل شبكة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح أثناء تغطيته للغارات على القطاع، ما أسفر عن مقتل عدد من أفراد أسرته بينهم زوجته وابنه وابنته، وفق ما أعلنته الجزيرة.

وكانت عائلة مراسل الجزيرة نزحت إلى جنوب قطاع غزة فرارا من الغارات الإسرائيلية في الشمال، حيث كان الجيش الإسرائيلي وجه سابقا سكان شمال القطاع بالتوجه جنوبا.

وقال الدحدوح، في تعليقه على استهداف منزل عائلته: "هذه هي المنطقة الآمنة التي تحدث عنها جيش الاحتلال"، وفق مقطع فيديو بثته الجزيرة.

وفي أعقاب الحادث، حثت شبكة الجزيرة "المجتمع الدولي على التدخل العاجل لوضع حد للهجمات الهمجية وحماية أرواح الأبرياء"، معبرة عن قلقها على سلامة مراسليها وطواقمها في غزة، وفق ما نشرته عبر حسابها على منصة إكس (تويتر سابقا).

استهداف في سوريا

نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري، أن 8 عسكريين قتلوا فيما أصيب 7 آخرين، جراء هجوم إسرائيلي استهدف عدة نقاط عسكرية بريف درعا، فجر الأربعاء.

ووفقا لتصريحات المصدر العسكري لـ (سانا)، فقد "نفذ العدو الإسرائيلي عدوان جوي من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفا عدد من نقاطنا العسكرية في ريف درعا" ما أدى لخسائر بشرية ومادية.

حزب الله اللبناني

أعلن حزب الله اللبناني، صباح الأربعاء، مقتل اثنين من عناصره، في وقت تتصاعد فيه التوترات في الجنوب اللبناني مع تبادل قصف بين الجماعة المدعومة من إيران وإسرائيل.

وفي وقت سابق الأربعاء، استقبل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كلا من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، حسبما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.

واستعرض اللقاء التطورات في غزة وعلى الحدود اللبنانية و"ما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحساسة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين.. وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق والمتابعة الدائمة للتطورات بشكل يومي ودائم".

الأوضاع في غزة

وسط ترقب فلسطيني ودولي لعملية برية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريحات مساء الأربعاء، إن إسرائيل تستعد لعملية برية في القطاع، وإن توقيت العملية تم تحديده، لكنه لم يعط مزيد من التفاصيل عن العملية أو توقيتها، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

جاءت تصريحات نتنياهو بعدما كانت وسائل إعلام نقلت سابقا عن مسؤولين أن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن نصحت إسرائيل بتأجيل العملية البرية.

يأتي هذا فيما استمرت الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في قطاع غزة الأربعاء، ما أدى لسقوط قتلى ومصابين، وفق نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، إن ما يقرب من 600 ألف نازح داخلي يعيش في مرافق الأونروا في 150 منطقة، وإن الكثير من الناس ينامون في الشوارع لأن المرافق مكتظة.

وارتفع عدد القتلى من الفلسطينيين (في غزة والضفة الغربية) منذ بدء هذه الجولة من الصراع في 7 أكتوبر، إلى أكثر من 6504 فلسطيني غالبيتهم في غزة، وفق إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية عصر الأربعاء.

كما أصيب أكثر من 18 ألف آخرين بجروح متفاوتة، وما زال نحو 1500 من المواطنين تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف، منهم 630 طفل، حسب وفا.

وقالت الأونروا، مساء الأربعاء عبر منصة إكس، إن مدرسة تابعة لها في رفح تأوي 4600 شخص تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة قصف حدث على مقربة منها.

ورغم الحاجة للرعاية الطبية للمصابين، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء، إن 12 مستشفى خرج عن العمل بشكل كامل في قطاع غزة من أصل 35 مستشفى في القطاع، جراء القصف الإسرائيلي ونفاذ الوقود.

وقالت الوزيرة إن المشافي تتعرض للتهديد بالإخلاء وقصف محيطها.

وطالت الغارات الضفة الغربية كذلك، وقتل 103 فلسطيني خلال الصراع، وفق بيانات وزارة الصحة.

(إعداد: جيهان لغماري ومريم عبد الغني، تحرير: شيماء حفظي، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا