دبي، الإمارات العربية المتحدة: نظّمت مكتبة محمد بن راشد، بالتّعاون مع صالون المنتدى، جلسةً حواريّةً، بعنوان «مدارس السرد في الرواية الإماراتية»، بمشاركة الدكتور الكاتب سلطان العميمي والدكتورة القاصّة بديعة الهاشمي، وأدارت الجلسة الكاتبة والإعلامية عائشة سلطان.

وبدأت الجلسة بتسليط الضوء على بداية ظهور الأشكال السردية «القصة والرواية» في الأدب الإماراتي والتي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي مع نشر رواية شاهندة للكاتب راشد عبد الله النعيمي ومجموعة «الخشبة» القصصية وغيرها، والتي كانت محاولات تراوحت بين الشكل الحكائي التقليدي البسيط والاتجاه التجريبي.

كما تم التطرق إلى حقبة الثمانينيات، حيث شهد السرد الإماراتي ازدهارًا حقيقيًّا، لكنّه بدا منحازَا للقصّة القصيرة المتأثرة بمدارس عالميّة معروفة، ومستفيدًا من ظهور الصحافة الثقافية وبروز أسماء شابة مثقفة لديها رؤى وتطلعات كبيرة مثل سلمى مطر سيف ومريم جمعة، وناصر جبران، وأمينة بو شهاب، وعبدالحميد أحمد، ومحمد المر، وحارب الظاهري، وابراهيم جمعة، وناصر الظاهري، وعلي أبو الريش وغيرهم.

ومع بداية الألفية الثالثة، وخلال العقد الثاني تحديدًا، شهد الواقع الثقافي في دولة الإمارات ظهور أسماء أخرى أكثر رسوخًا وانفتاحًا على أشكال ومدارس السرد العالمية، كتيّار الوعي في قصص مريم الساعدي، والرواية التاريخية الاجتماعية عند ميسون صقر وريم الكمالي ووداد النابودة، والواقعية السحرية لدى سلطان العميمي، والمزج بين الواقعية الاجتماعية والتاريخية عند صالحة عبيد، وقصّة الومضة كما لدى د. بديعة الهاشمي والديستوبيا والفانتازيا لدى سلطان فيصل الرميثي وغيره من الشباب الذين دخلوا هذا الميدان بأعداد كبيرة، لتعود الكفة في السنوات الأخيرة راجحة لصالح الرواية على حساب القصّة.

وتناولت الجلسة، عدة محاور مهمة كقدرة الأعمال السردية الحالية على لعب دور المرجعية الأدبية لكتّاب اليوم، وسبب تفوق القصة على الرواية قديما والتركيز عليها دون الرواية، ومدى انعكاس تيارات ومدارس السرد العالمية على القصة والرواية الإماراتية من حيث تقنيات السرد وجمالياته.

كما ناقش المتحدثون أسباب الانتشار الكبير للكتّاب الإماراتيين في السنوات الأخيرة، وكيفية التعامل معه باعتباره استجابة لتحولات معينة في المجتمع أم أنه مجرد موجة وستنحسر، أم أنه ظاهرة إيجابية ثقافية تبشر بالخير ويجب تشجيعها.

وتطرقت الجلسة إلى مدى استجابة وتعامل الكتّاب الجدد مع موضوع نقد أعمالهم، وتطرقت الجلسة للحديث عن التجريب والتغريب في السرد المعاصر عند الشباب الإماراتيين، واختتمت الجلسة بالحديث عن وجود الرواية الإماراتية في محافل الجوائز العربية المشهودة.

وشهدت الجلسة حضورًا كبيرًا أغناها بطرح أسئلة وقضايا ثقافية زادت الحوار حيويةً وتفاعلًا كبيرين.

يذكر، أن مكتبة محمد بن راشد ومنذ تأسيسها تعمل على استضافة كتّاب وأدباء ممّن تركوا بصماتهم في عالم الأدب والثقافة وأغنوا المكتبة الإماراتية، بل العربية بالكثير من المؤلفات التي تعتبر مرجعيّة أدبيةً وثقافية يرتكز عليها كل من يرغب في دخول عالم الكتابة والتأليف وصولًا إلى مشهد ثقافيٍّ إماراتي بارز.

#بياناتحكومية

-انتهى-

نبذة عن مكتبة محمد بن راشد:

تأسست مكتبة محمد بن راشد، بموجب «قانون إنشاء مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم لسنة 2016»، في إطار رؤية سموه لتطوير مجتمع المعرفة في إمارة دبي وكافة الإمارات بالدولة. لتصبح واحدة من أكثر المبادرات الثقافية والمعرفية الطموحة بالعالم العربي.

تهدف المكتبة إلى تحفيز الشغف بالمعرفة بين كافة الأفراد ولا سيما فئة الشباب، الذين يعيشون في دولة الإمارات العربية المتحدة، والحفاظ على الأدب والثقافة والإرث العربي، من خلال دعم وتشجيع القراءة والبحث والإبداع وريادة الأعمال، عبر الوصول المجاني إلى مجموعة متميزة من الكتب والمواد المعرفية الأخرى، إلى جانب تقديم خدمات معلوماتية عالية الجودة وإطلاق فعاليات ثقافية مميزة.