PHOTO
مدينة الكويت، Getty Images
أكدت على أهمية تفعيل مبادئ المسؤولية الاجتماعية والبيئية والحوكمة وضرورة سياسات الإفصاح
الكويت: عقدت شركة كي بي إم جي في الكويت ندوة حصرية لتوعية أصحاب المنشآت حول كيفية دمج مبادئ المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة في مختلف عملياتهم، وتعزيز معرفتهم بآثار تغير المناخ، وانعكاساتها على نتائج الشركات، كما تطرقت الندوة إلى سبل الاستفادة من الفرص المحتملة التي يوفرها السوق، وذلك في ضوء تزايد مخاوف وتوقعات المستثمرين فيما يتعلق بالقضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة.
الندوة أقيمت في فندق فورسيزونز بمدينة الكويت بتاريخ 29 نوفمبر 2023، وشهدت مشاركة قادة وخبراء من قطاعات التمويل والمصارف والتكنولوجيا والنفط والغاز وغيرها، وذلك بالتزامن مع تزايد الضغوطات المتعلقة بتغير المناخ عالمياً، وسوقًا تعد بالكثير من الفرص على المستويين المحلي والدولي. ونتيجة لذلك، تجد العديد من المنشآت صعوبة في معالجة المخاطر المرتبطة بالمناخ و/أو الاستفادة من فرص النمو التي تتيحها.
الندوة افتتحت بكلمة للدكتور رشيد القناعي، الشريك المدير لشركة كي بي إم جي في الكويت، أوضح فيها أن "دولة الكويت التزمت خلال مؤتمر COP27، الذي عقد العام الماضي بمصر، بخفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول العام 2060، وأن يتحول قطاع النفط والغاز إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2050. واليوم، تبرز المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة بشكلٍ متسارعٍ كمصدرٍ للمخاطر والفرص على السواء، وكذلك كعنصرٍ حاسمٍ لتقييم الاستدامة، وأثر التعاملات الأخلاقية لدى مختلف المنشآت والاستثمارات. ومن هذا المنطلق، ينبغي على المنشآت مواءمة أهدافها مع قيم الاستدامة للمساهمة في أداء هذا الالتزام، وتحقيق رؤاها وأهدافها". وأكد الدكتور رشيد أن "القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة باتت قضية عالمية، خاصة وأنها تشكل مصدر خطرٍ حقيقي؛ مثل أي حالة طوارئ عالمية أخرى، ومعالجة هذه القضايا يحتم على المنشآت ممارسة الضغوط، وسرعة التصرف من أجل تحقيق التأثير الإيجابي المنشود، والوفاء بتطلعات المستثمرين".
وقد ركزت الندوة على المكونات الثلاثة الرئيسية للمسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة؛المتمثلة في: الحفاظ على البيئة، وخدمة المجتمع، والالتزام بالحوكمة، وشهدت استضافة ثلاثة متحدثين؛ هم شربل موسى، الخبير والشريك في مجال الحياد الكربوني بشركة كي بي إم جي في هولندا، وكال سوبرامانيام، خبير القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة بشركة كي بي إم جي في البحرين، ونارين باسوباتي، خبير القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة بشركة كي بي إم جي في البحرين. وقد أجمع المتحدثون على عددٍ من الوسائل التي يمكن لقادة الأعمال الاستعانة بها للارتقاء بجهود التنمية المستدامة، والمساهمة في رفاهية المجتمعات التي يعملون فيها، إلى جانب ترسيخ قيم الشمولية والتنوع والمساواة، ودعم حقوق الإنسان.
من جهته، سلط شربل موسى الضوء على أهمية تحلي المنشآت بمبادئ الشفافية والمساءلة، والقيادة الرشيدة. وأوضح قائلاً "المنشآت بمختلف فئاتها بحاجةٍ إلى المبادرة بدمج المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في صميم نماذج عملها، وأن تكون بنداً أساسياً في استراتيجياتها المتعلقة بالإدارة الناجحة للمخاطر واستثمار الفرص بأكبر قدرٍ ممكن. وما من شكٍ أن استحداث حزمةٍ من الإجراءات الأساسية، والإفصاح عن منجزات وتحديات القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة سيساعد المنشآت على توفير مستجدات الاستدامة التي يتطلع لها المستثمرون والعملاء والجهات التنظيمية على حدٍ سواء، وتتبع منجزاتها في هذا المجال، كما أنها سيساعدها على المساهمة في تحقيق الاهداف الوطنية المتضمنة في خطة التنمية الوطنية لدولة الكويت، واستراتيجية كويت جديدة 2035".
في العام 2017م، أعلنت بورصة الكويت رسمياً التزامها بزيادة الوعي حول مفاهيم الاستدامة المؤسسية في الأسواق المالية، حيث أصدرت النسخة الأولى من دليل إعداد تقارير الاستدامة، لتصبح بعد ذلك عضواً دائماً في مبادرة البورصات المستدامة (SSE). وفي العام 2021م، قامت البورصة بتحديث معاييرها ومبادراتها لتشمل ممارسات المسؤولية الاجتماعية والبيئية والحوكمة وأصدرت دليل "التوجه الموحد لمستقبلٍ مستدام" ذلك وواصلت البورصة لعب دورٍ محوريٍ في مبادرة تطوير المعايير الاختيارية في هذا المجال بالتعاون مع لجنة أسواق المال الخليجية، والتي تم الإعلان عنها خلال العام 2023.
وتشكل هذه المساعي وسيلة هامة لتوضيح الحاجة المتزايدة لأصحاب المصالح والمشاركين بالسوق لمعلومات ومستجدات كل ما يتعلق بالاستدامة في الوقت المناسب. كما تهدف البورصة للتأكيد على أهمية تنفيذ واعتماد وتعزيز أدوات التمويل المستدام في القطاع المصرفي.
هذا، واختتمت فعاليات الندوة بمشاركة لعلي عباس، المدير التنفيذي ورئيس استشارات المخاطر في كي بي إم جي في الكويت، قال فيها "يتوجب على كافة المنشآت، مهما كان حجمها ونوعها، المبادرة بتقليص بصمتها الكربونية، والالتزام بالتنوع في بيئة العمل. وعلى الرغم من تزايد عدد الشركات التي تدمج معايير المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة في صميم عملياتها وخططها الاستراتيجية، إلا أنه ما يزال عليها تسريع خطواتها في مراعاة طموحات أصحاب المصلحة الذين باتوا يعتبرون الاستثمارات في المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة نهجاً عملياً بعيد المدى لإدارة المخاطر بشكلٍ فعال".
وأضاف علي عباس "قد تبرز تحدياتٌ تتعلق مثلاَ بغياب الموارد و/أو الفجوات المعرفية خلال عمل المنشأة على تطوير خطتها الخاصة بتفعيل المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة. ولذلك، نحن على يقين من أن مثل هذه الندوات تشكل خطوةً في الاتجاه الصحيح لدعم المنشآت التي تطمح لتحقيق هذه الغاية النبيلة".
عُقدت الندوة الشخصية في فندق فور سيزونز الكويت، وشهدت مشاركة قادة الصناعة من مختلف قطاعات التمويل والمصارف والتكنولوجيا والنفط والغاز وغيرها.
#بياناتشركات
-انتهى-