دبي، الإمارات العربية المتحدة: تماشياً مع الرؤى الاستراتيجية الطموحة لدولة الإمارات في مواصلة تطوير التعليم العالي عالمي المستوى وتعزيز مسارات البحث العلمي، يعزّز معهد الدراسات المتقدمة بجامعة برمنغهام التزامه تجاه دولة الإمارات عبر سلسلة من مشاريع التعاون البحثي مع نخبة من الشركاء في الدولة.

ويدعم المعهد خمسة مشاريع بحثية مشتركة طوّرها باحثون من جامعة برمنغهام ومؤسسات أكاديمية وصحية إماراتية. وتشمل أربعة من هذه المشاريع شراكات مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية تحت إشراف "دبي الصحية"، كما تركّز على أولويات صحية إقليمية ملحّة مثل البنية التحتية الرقمية للصحة، وعلم بيولوجيا السرطان، والصحة الإنجابية، وعلم الجينوم. وتجمع كل مبادرة خبرات أكاديمية من كلٍ من دولة الإمارات والمملكة المتحدة بما يرسخ قاعدة للتعاون المستقبلي في الابتكار والتعليم.

وتعكس هذه المشاريع التزام جامعة برمنغهام بدعم الأولويات الوطنية لدولة الإمارات من خلال حرمها الجامعي في دبي، عبر منظومة متكاملة تشمل برامج البكالوريوس والدراسات العليا، وبحوثاً متقدمة، وتبادلاً فاعلاً للمعرفة يلبي احتياجات التعليم وسوق العمل المتطورة في المنطقة. وتجسّد هذه المشاريع بالمجمل التوجّه الاستراتيجي للجامعة نحو تعزيز الشراكات على المستوى الإقليمي، وتسريع الابتكار الصحي، وبناء القدرات في مجالَي البحث والتعليم.

وتغطي هذه المشاريع مجموعة واسعة من المجالات ذات الأولوية، إذ يتناول أحدها تطوير بوابة صحية أكثر فاعلية لتحسين النتائج الصحية للمرضى ودعم اتخاذ القرارات الطبية المهمة ضمن منظومة الرعاية الصحية في دبي، وذلك بمشاركة خبراء في الصحة والثقافة الرقمية الصحية والاتصال من جامعة برمنغهام، إلى جانب فرق الابتكار والصحة العامة في "دبي الصحية".

وفي مجال الجينوم والذكاء الاصطناعي، يعمل فريق علوم البيانات الصحية على تطوير أساليب مبتكرة لفهم العوامل الجينية الخطرة المسببة أو المؤثرة على الأمراض المعقدة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني، والسرطانات الوراثية، والتي تسجّل انتشاراً ملحوظاً في المجتمعات اليوم.

كذلك، يجمع مشروع ثالث فرقاً بحثية متعددة التخصصات لتطوير نموذج عضوي ثلاثي الأبعاد مشتق من خلايا سرطان الثدي، بهدف تعزيز فهم مسارات تطور المرض والاستجابة للعلاج لدى المرضى، وفتح آفاق للتعاون البحثي بين مؤسسات أبحاث السرطان في دولة الإمارات  والمملكة المتحدة.

وفي مجال الصحة الإنجابية، يسعى مشروع رابع للكشف عن أساليب مبتكرة للحفاظ على الخصوبة عبر تطوير نماذج ثلاثية الأبعاد لزراعة الخلايا باستخدام الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد بغية دعم التمايز المتدرّج للخلايا التلقيحية.

ويقضي المشروع الخامس بإطلاق هاكاثون عالمي حول الصحة يجمع طلاباً من مختلف الاختصاصات من جامعات الدولة، من أجل التعامل مع التحديات الصحية العالمية عن طريق اعتماد حلول مبتكرة وشاملة.  وسيؤمّن هذا الحدث قاعدة أساس للعمل أكثر على تطوير شبكة صحية عالمية للتعليم والبحث على امتداد دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي هذا السياق، قالت البروفيسورة يسرى المزوغي، عميدة جامعة برمنغهام في دبي: "هذا الاستثمار في الأبحاث التشاركية يعكس التزام الجامعة الراسخ تجاه دولة الإمارات، ويؤكد كذلك الدور الذي يؤدّيه حرمنا الجامعي في دبي باعتباره مركزاً محورياً للابتكار، وتطوير المواهب، وتبادل المعرفة دولياً. هذه الشراكات أساسية لرسالتنا المتمثلة في المساهمة بشكل هادف في مشهد الدراسات الأكاديمية والرعاية الصحية في المنطقة، وتحويل الأبحاث النظريّة إلى تأثير حقيقي وملموس من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة، وتمكين أنظمة الرعاية الصحية الإقليمية بغرض تقديم رعاية أكثر ذكاءً وشمولاً ومرونةً".

بدورها، قالت الدكتورة حنان السويدي، المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في دبي الصحية، ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية للشؤون الأكاديمية: "نؤمن في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية بأن البحث يمثّل رحلة متكاملة تبدأ من سرير المريض وتمتد إلى المختبر، وقاعة الدراسة، والمجتمع ككل. وتعاوننا مع معهد الدراسات المتقدمة بجامعة برمنغهام يجسد هذه الرؤية بشكل واقعي. ومن خلال هذه المشاريع البحثية المشتركة، نعمل على مواجهة التحديات الصحية الإقليمية بالاستفادة من الخبرات العالمية. وتجسّد هذه الشراكة كيف يمكن للتعاون الأكاديمي أن يحفّز الابتكار العملي، ويدعم تبادل المعرفة، ويرسي الأساس لمستقبل أكثر صحة لمجتمعاتنا. ومعاً، لا نكتفي بتخيل الابتكارات بل نبنيها ونختبرها ونعمل عبرها على النهوض بالصحة العامة لصالح البشرية".

وفي ضوء تنامي مكانة دولة الإمارات كمركز للعلوم الحياتية والابتكار الطبي، يسلّط هذا النوع من المبادرات الضوء على الدور الحاسم للشراكات الأكاديمية في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية للمنطقة والعالم.

-انتهى-

#بياناتشركات