• توصلت الدراسة إلى أن تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 الذي تستهدفه الأمم المتحدة، يتطلب تغييرًا تدريجيًا في التدريب المهني لتزويد الأفراد بمهارات التصميم والبناء والقدرة على استخدام التكنولوجيا والبنى التحتية من أجل تحقيق اقتصاد خالٍ من الكربون 
  • في الإمارات والسعودية، حوالي نصف المشاركين في الدراسة على دراية بعملية تحول الطاقة 

  • في السعودية، تعتبر فرصة إيجاد وظائف جديدة هي أحد الفوائد الرئيسية المرتبطة بعملية تحول الطاقة 

  • في الإمارات، ترتبط عملية تحول الطاقة بشكل وثيق بالفوائد البيئية مثل مواجهة تغير المناخ والاحتباس الحراري وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة 

دبي، الإمارات العربية المتحدة: تقدم "مؤسسة ماير" Fondazione MAIRE خلال مؤتمر الأطراف (COP28)، تقريرًا يجد أن تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 يتطلب تحولًا في مجال الطاقة وبنفس القدر يتطلب الأمر تدريبًا للأفراد لتزويدهم بالمهارات للتصميم والبناء والقدرة على استخدام المنتجات والخدمات بشكل مفيد ويساويها بالاهمية إزالة الكربون من البنية التحتية لكي يتم تحقيق أهداف الأمم المتحدة المتعلقة بتغير المناخ. 

وتسلط الدراسة الضوء على أن التعليم والتدريب ذات اهمية ملحة في دول الشرق الأوسط (السعودية والإمارات وتركيا) والجزائر وتشيلي، حيث يؤكد جزء كبير من الأفراد على أهميتها وضرورتها. ومع ذلك، هناك قلق من أن التقدم التعليمي لا يزال بطيئًا للغاية. 

وفي السعودية، يدعو غالبية المشاركين في الدراسة، بنسبة 31%، الشركات إلى إعطاء الأولوية للابتكار في المنتجات والخدمات بشكل مستدام، في حين يعتقد 29% أنه من الضروري التركيز على التدريب لتنمية المهارات. وبالمثل، في الإمارات، أكد أكثر من الثلث، أي بنسبة 37%، أن يجب على الشركات أن تعطي الأولوية لتدريب الموظفين لتعزيز مهاراتهم. 

ويقول التقرير إن تحول الطاقة سيشهد ظهور أعمال ووظائف جديدة في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والصناعة والإدارة والمجتمع المدني، الأمر الذي سيحتاج إلى موظفين جدد يتمتعون بمهارات وكفاءات محددة ويتطلب إلى شحذ مهارات الموظفين الحاليين. وسوف يحتاج الأمر إلى قيادة قوية والتزام وثيق من جانب الحكومات، مصحوبة بسياسات وأنظمة فعالة وتعاون بين الدول، حيث أصبحت أنظمة الطاقة مترابطة بشكل متزايد. 

كما ستوفر عملية الاستثمار وتنمية المهارات والتعاون هذه فرصة اقتصادية كبيرة، خاصة بالنسبة لتلك الدول التي كانت من الأوائل في التحرك والتفهم لأهمية الحاجة إلى تطوير القوى العاملة من أجل مستقبل خالٍ من الكربون. 

وتشير الدراسة إلى أن دول مجموعة السبع لم تتبنى الحاجة إلى تنمية المهارات والتعليم بقدر ما تتبنى الاقتصادات الناشئة، وإذا امتد هذا الانفصال إلى الاقتصاد الأوسع، فقد تستفيد الدول النامية من تحول الطاقة بشكل أكثر فعالية من القوى الاقتصادية القائمة. 

ويستند التقرير إلى بحث عالمي تم إجراؤه على عينة من الأشخاص ذوي التعليم العالي وقادة الرأي الرئيسيين من 10 دول عبر أربع قارات، إلى جانب تحليل من مؤسسة ومجموعة "ماير". ومن بين النتائج الرئيسية ما يلي: 

  • 96% سمعوا عن التحول في مجال الطاقة، حيث رأى حوالي اثنين من كل ثلاثة مشاركين في الدراسة أن هذا التحول يمثل أولوية في بلادهم مع إدراك جيد أن تحقيق هذا التحول سيخلق أدوارًا ووظائف جديدة 

  • قال 83% أنهم بحاجة إلى التدريب لتحسين مهاراتهم ليكون ذلك جزء من تحول الطاقة 

  • قال حوالي خُمسين (37%) إن الشركات يجب أن تعطي الأولوية للابتكار في المنتجات والخدمات المستدامة 

  • قال أكثر من الثلث (34%) أن الشركات بحاجة إلى اعتماد عمليات إنتاج جديدة 

  • قال حوالي 40% ممن شملهم الاستطلاع أن خلق المهارات والكفاءات أمر بالغ الأهمية لدفع التحول في مجال الطاقة 

  • وفي هذا السياق، تعتبر المهارات التخصصية (أو الصعبة) والشخصية (أو الناعمة) ذات أهمية محورية في التعليم. إذ تشمل المهارات الشخصية القدرة على الإبداع وحل المشكلات، أما المهارات التخصصية من المتوقع أن تتضمن عناصر مثل تحليل الأثر البيئي ومعرفة المواد الخام البديلة ومصادر الطاقة المتجددة 

تختلف المهارات المطلوبة للعاملين في تحول الطاقة في المستقبل عبر الدول، ولكن من الواضح أن المهارات التقنية والشخصية على حد سواء مهمة لذلك: وهو ما تشير إليه "ماير" على اهمية إنشاء مهندسين مسؤولين اجتماعيًا، من تدريب الأفراد في التخصصات التقنية والإنسانية، وتزويدهم بالمعرفة حول الاستدامة، وتعليمهم مهارات التفكير والمهارات الشخصية الإبداعية. إذ يشير التركيز على الإبداع (في المملكة المتحدة والجزائر والسعودية والهند والإمارات)، والقدرة على حل المشكلات (في إيطاليا وتركيا والسعودية والصين والولايات المتحدة الأمريكية وتشيلي)، ومهارات التفكير والتحليل (في المملكة المتحدة)، والمهارات التحليلية إلى الحاجة إلى كفاءات جدد يتمتعون بعقلية تفكيرية مختلفة. 

وفي الوقت نفسه، تعتبر المعرفة التقنية حول تحليل الأثر البيئي (في المملكة المتحدة والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية)، والمواد البديلة (في الصين)، ومصادر الطاقة المتجددة (في تركيا والسعودية والجزائر)، ومبادئ الاقتصاد الدائري (في الهند)، محورية. ويعكس هذا وعي هذه البلدان بالفجوات التعليمية التي تحتاج إلى معالجة. 

وخلصت "مؤسسة ماير" إلى أن استخدام التكنولوجيا الحالية لا يقل أهمية عن تطوير حلول جديدة ويتطلب استجابة تقنية أوسع لتغير المناخ، في استجابة تركز بنفس القدر على كيفية استخدام الناس للتكنولوجيا والمنتجات والبنى التحتية كما هو الحال على تصميم أجيال جديدة من التكنولوجيا والمنتجات والخدمات منخفضة الكربون. وتعتقد "مؤسسة ماير" أنه بدون ثورة في الطريقة التي نقوم بها بتدريب وتجهيز الملايين من الافراد اللازمين لتحقيق الحياد المناخي، فسوف نفشل في بناء البنية التحتية والمنتجات والخدمات اللازمة للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. 

 وتعليقًا على الدراسة، قال فابريزيو دي أماتو، رئيس مجموعة "ماير" ورئيس "مؤسسة ماير": "إن معالجة التحول في مجال الطاقة وتحقيق الحياد المناخي يتطلب منا أن نتبنى مفهوم "المهندس المسؤول اجتماعيًا" كنوع جديد من عوامل التحول. وسوف يتنقل هؤلاء الأشخاص بين التعقيدات وسوف يجدون الحلول التي تشمل الابتكار التكنولوجي والاهتمام بالاحتياجات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والجوانب الثقافية. ولقد وضعت مجموعتنا المساهمة في تحقيق الأهداف المناخية كأولوية في خطتها الاستراتيجية. إذ نريد الاستثمار في تطور المجتمع على أسس طويلة الأجل وإحداث تأثير من خلال تقنياتنا ومن خلال النشاط الاجتماعي لمؤسستنا. إن المهارات التي يمكننا خلقها اليوم ستحدث فرقًا ملموسًا خلال خمسة وعشرين عامًا." 

ووفقًا لتقرير توظيف الطاقة العالمي الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة، يوظف قطاع الطاقة أكثر من 65 مليون شخص في المجمل، أي حوالي 2% من العمالة العالمية في عام 2019. وللوصول إلى الحياد المناخي، يمكن أن يخلق التحول 14 مليون وظيفة جديدة مرتبطة بتكنولوجيا الطاقة النظيفة، وتحويل حوالي 5 ملايين عامل من الوقود الأحفوري، كما يتطلب الأمر مهارات إضافية وتدريب ما يقدر بنحو 30 مليون موظف، وفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الرئيسي "الحياد المناخي بحلول عام 2050". وفي معظم الحالات، سيتطلب هذا الأمر تطوير المهارات أو إعادة صقلها. 

#بياناتشركات
- انتهى -