اختتمت الدورة الأولى من "ملتقى الصم الدولي- تمكين وشراكة"، التي أقيمت ضمن فعاليات معرض إكسبو الدولي لأصحاب الهمم بالتعاون مع جمعية الإمارات للصم، أعمالها بنجاحٍ لافت، حيث تم خلال الملتقى مناقشة عدد من القضايا المحورية المهمة التي تخص فئة الصم وضعاف السمع، واستعراض أبرز الصعوبات التي تقف حجر عثرة أمام ممارسة حياتهم بشكل طبيعي أسوة بغيرهم من الأفراد في المجتمع، وذلك بمشاركة شخصيات رسمية حكومية وخبراء محليين ودوليين، وبحضور عدد كبير من فئة الصم وضعاف السمع.

وناقش الملتقى،  الذي عقد في مركز دبي التجاري العالمي ليوم واحد، مجموعة من المحاور ركّز فيها على الدور الحكومي الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال مؤسساتها، ويتمثل في وضع القوانين والتشريعات التي تكفل حقوق أصحاب الهمم عموماً وفئة الصم وضعاف السمع خصوصاً، وتحدث في الجلسة الأولى التي حملت عنوان "التمكين عبر السياسات" كلّ من: سعادة فاطمة العبدولي أخصائية التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم، وسعادة عبير الشحي رئيس قسم مراكز أصحاب الهمم في المراكز الحكومية، وهبة قطب أخصائية أولى لشؤون أصحاب الهمم في دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، فيما أدارت الجلسة البروفيسورة إيمان جاد عميد كلية التربية في الجامعة البريطانية بدبي.

وتطرق المشاركون في الجلسة إلى الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في وضع القوانين والتشريعات من أجل تسهيل حياة أصحاب الهمم عموماً، مع أهمية معرفة أصحاب الهمم لحقوقهم ليتمكنوا من تحصيلها، وهو جانب مهم جداً إذ تشير المعلومات الواردة لهذه الجهات إلى أن نسبة كبيرة منهم لا يعرفون حقوقهم، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام وصول الخدمات إليهم أو تحصيل حقوقهم أسوة بغيرهم. كما أشار المتحدثون إلى أهمية ضبط عملية الترجمة للغة الإشارة في الدولة والتي تواجه مجموعة من العقبات والعوائق ومن بينها عدم وجود العدد الكافي من الكفاءات الوطنية لتلبية حاجة المجتمع، وكذلك أهمية مسألة اعتماد الشهادات أي التراخيص الخاصة بالترجمة لتلافي حدوث أية أخطاء يمكن أن ينجم عنها مشكلات أكبر. كما تطرق المشاركون في الجلسة إلى موضوع الدمج في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، مشيرين إلى أن دولة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، إلا أن مسألة التطبيق ما زالت تواجه بعض الصعوبات المختلفة التي يتم العمل على حلّها بشكل مستمر.

وأكدت البروفيسورة إيمان جاد على أهمية ملتقى الصم الدولي، الذي من شأنه تحقيق مجموعة من الأهداف، حيث يسهم في الوصول إلى فئة الصم وضعاف السمع والتواصل معهم وتعزيز علاقتهم بالمجتمع، كما أنه يشكل قناة لتوعية أفراد هذه الفئة بحقوقهم وضمان حصولهم عليها، لافتة إلى أهمية دمجهم في المؤسسات التعليمية المختلفة من مدارس وجامعات، مشيرة إلى أن الجامعة البريطانية تولي أهمية كبيرة بدمج وتعليم أصحاب الهمم حيث تم تخريج أول طالب من فئة طيف التوحد، فيما تضم الجامعة عدداً من أصحاب الهمم.

من جهة أخرى استعرض الملتقى تجارب ناجحة وقصصاً ملهمة لبعض المشاركين من الصم وضعاف السمع الذين حققوا إنجازات وحظوا بتكريم من الدولة، حيث استعرض كل من مصبح سعيد النيادي رئيس جمعية الإمارات للصم، وحمد هزاع الدرمكي وهو موظف في نادي العين لأصحاب الهمم، وبدرية حسن الجابر وهي معلمة في مركز دبي لأصحاب الهمم، ويوسف علي النقبي، إداري أول خدمة إدارية في وزارة التربية والتعليم، مشوارهم الحياتي والعملي والصعوبات التي واجهتهم قبل أن يتمكنوا من تحقيق الإنجازات، ولفت المشاركون إلى أهمية العزم والإرادة من أجل الوصول إلى النجاح، بالإضافة إلى التشجيع من قبل الأسرة والمجتمع، إلى جانب الدعم الحكومي والرسمي من أجل تحقيق الإنجاز والحصول على التكريم والتقدير.

كما شهدت الجلسة الثالثة، التي أدارتها سالمة حمد التميمي أمين سر جمعية الإمارات للصم، استضافة خبراء متخصصين للحديث عن أهمية التدخل المبكر للصم وضعاف السمع، وشارك فيها محمد شالواني مسؤول التوظيف في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومحمد صالح الحارثي أخصائي لغة ونطق في الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة، حيث تحدثا عن الإعاقة السمعية واستعرضا بعض المبادرات والإنجازات التي تمت من أجل تحسين بيئة فئة الصم وضعاف السمع، وكذلك عن بعض المشاريع التي تم إنجازها من أجل توظيفهم ودمجهم في المجتمع.

وشهدت الجلسة الرابعة مناقشة أهمية فرص توفير التعليم الجامعي للطلبة الصم وضعاف السمع وعرض تجارب ناجحة لجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة في دمج الطلاب الصم وضعاف السمع وتوفير بيئة تعليمية شاملة، حيث عرض فيها الدكتور أحمد محمود سلام مرشد نفسي أول في مركز الموارد لذوي الإعاقة بجامعة الشارقة تجربة الجامعة كنموذج حيّ ناجح لتمكين ودمج هذه الفئة بمؤسسات التعليم العالي في الدولة. كما خصص الملتقى مساحة لعرض منتجات مبتكرة موجهة لفئة الصم وضعاف السمع، وأتاح الفرصة للشركات لتقديم حلول تقنية ومنتجات عملية تدعم تسهيل حياتهم اليومية وتحسن جودة الخدمات المقدمة لهم.

وعبر مصبح سعيد النيادي، رئيس مجلس الإدارة في جمعية الإمارات للصم عن سعادته بنجاح الدورة الأولى من "ملتقى الصم الدولي- تمكين وشراكة"، الذي لبى حاجة فئة الصم وضعاف السمع من أجل الحصول على المعلومات الكافية حول التشريعات والقوانين والمعلومات الطبية اللازمة، وكذلك مكّن من الاطلاع على أحدث الحلول والابتكارات والتقنيات التي تساهم في علاج هذه الفئة وضمان حصولها على دعم وحياة أفضل.

وخلص ملتقى الصم الدولي، بحسب النيادي، إلى مجموعة من التوصيات من أهمها رفد مجتمع الصم وضعاف السمع في دولة الإمارات العربية المتحدة بأكبر عدد ممكن من مترجمي لغة الإشارة ممن يتمتعون بمهارات وكفاءات عالية، بالإضافة إلى الاستعداد للمشاركة في مؤتمر الاتحاد العالمي للصم الذي يعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سبتمبر من عام 2027.

وتضمنت التوصيات ضرورة العمل على استفادة فئة الصم وضعاف السمع من هذا الملتقى بشكل إيجابي واستلهام القدوة الحسنة من التجارب المميزة للمشاركين التي تم عرضها خلاله، بالإضافة إلى توفير فرص التوظيف لهذه الفئة وتهيئة البيئة المناسبة لهم في أماكن العمل، فضلاً عن تشجيع الرياضة لمجتمع الصم وتحفيزهم على المشاركة الرياضية في المحافل المحلية والعربية والدولية، لا سيما وأن هناك إنجازات رياضية بارزة في هذا المجال على مستوى العالم.

ويعتبر "ملتقى الصم الدولي- تمكين وشراكة"، أحد أهم فعاليات الدورة السابعة من معرض إكسبو الدولي لأصحاب الهمم 2025، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد ال مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة في الفترة ما بين 6-8 أكتوبر في القاعات 5-8 في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة 250 عارضاً دولياً وعلامة تجارية ومركزاً لإعادة التأهيل من أكثر من 50 دولة.

-انتهى-

#بياناتحكومية