الدوحةتواصلت اليوم فعاليات معرض سيتي سكيب قطر 2025 في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات وسط زخم متجدد وإقبال واسع من المستثمرين والخبراء والمطورين، في مشهد يؤكد الحيوية المتصاعدة للقطاع العقاري في الدولة. وجاءت فعاليات اليوم الثاني لتكرّس مكانة المعرض كمنصة رائدة في سوق العقارات المحلي والإقليمي، حيث استعرض المشاركون أحدث الابتكارات والمبادرات التفاعلية، إلى جانب إطلاق شراكات استراتيجية جديدة تعكس الثقة الكبيرة بالاقتصاد القطري ومتانة بيئته الاستثمارية.

وأكد سعادة المهندس خالد بن أحمد العبيدلي، رئيس الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري– عقارات، في أولى جلسات اليوم الثاني أن "المطورين يشكلون الركيزة الأساسية لتحول القطاع العقاري في البلاد، والأنظمة والتشريعات الجديدة التي تم إطلاقها من خلال تبسيط الإجراءات، وتسريع معالجة التحديات تمنح المطورين القدرة على تحويل رؤاهم إلى واقع ملموس."

واستعرضت عدد من الشركات المطورة مشاريع نوعية تغطي القطاعات السكنية والفندقية والصناعية والمختلطة الاستخدام، وقد لفتت مجموعة جي إم جي القابضة الأنظار بتقديم تجربة عقارية تفاعلية متكاملة جسّدت مكانتها كإحدى الجهات الرائدة في المشهد العقاري المحلي، فيما عرضت شركة أجدان للتطوير العقاري محفظة مشاريعها المتميزة التي تمتد داخل قطر وخارجها، لتؤكد خبرتها في إطلاق مفاهيم عمرانية عصرية تتماشى مع تطلعات السوق.

وكانت قاعة كبار الشخصيات وجهة محورية لعقد الصفقات واللقاءات رفيعة المستوى بين المستثمرين والمطورين. وشهدت الجلسات الحوارية بدورها تأكيدا على التزام دولة قطر بمبادئ التنمية المستدامة والتركيز على الإنسان محوراً أساسياً للتخطيط العمراني، وذلك انسجاما مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، وبما يعكس التحوّل المتسارع في مفهوم التطوير العقاري من بناء الهياكل والمباني إلى بناء مجتمعات ذكية متوازنة تعزّز جودة الحياة.

من جانبه، قال لويس كوينتيرو فرانشيسكي، المدير العام لمنصة "ترايتون نورث" العالمية المتخصصة في الأصول البديلة: "يُعد معرض سيتي سكيب قطر منصة عملية تجمع كبار القادة والمهنيين الصاعدين والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم. إنه فضاء حيوي لتشكيل الأفكار، وبناء شبكات استراتيجية، واكتشاف فرص تحولية. هناك زخم حقيقي يضع قطر في موقع ريادي كمركز عالمي للاستراتيجية والابتكار والاستثمار."

وتناولت جلسة "العقارات العائمة. فتح آفاق مائية جديدة في قطر"، والتي قدمها وائل جوجو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة في-مارين، إمكانيات استغلال المساحات البحرية في قطر، وتحويلها إلى وجهات سكنية وسياحية مبتكرة، حيث أشار إلى أن "المياه تغطّي نحو نصف مساحة قطر، وهناك فرص هائلة لتوسعة المساحات السكنية والترفيهية البحرية وهو ما يستدعي إعادة التفكير"، مشيراً إلى أن "العقارات العائمة يمكن أن تُحدث سوقاً عالمية بقيمة 50 مليار دولار بحلول 2030، وتعيد تعريف مفهوم العيش على الواجهة المائية".

وفي سياق مبادرات التوسع الاستراتيجي، برزت شراكة بين قطيفان للمشاريع، مع مجموعة جي إم جي القابضة لتطوير خمسة مرافق متعددة الاستخدام في جزيرة قطيفان الشمالية، باستثمارات تصل إلى 600 مليون ريال قطري، لتمثل الرؤية المشتركة للتنمية المتكاملة.

كما شهد المعرض تبادل آراء بين مستثمرين محليين ودوليين حول اتجاهات التمويل العقاري، والتقنيات الحديثة، ورؤى النمو المستدام، مما أسهم في إطلاق أفكار جريئة يطوّرها السوق العقاري القطري في الأعوام المقبلة.

بدوره قال الدكتور عبد الله المحشادي، الرئيس التنفيذي لمدينة الوعب: "تكمن قوة قطر في انفتاحها، فهي بيئة يسهل التواصل فيها التعاون جزء من هويتنا، ومن السهل جداً الوصول إلى صناع القرار الذين يستمعون ويتفاعلون. هذه الروح من الانفتاح تتيح للأفكار أن تنمو، ولمجتمعات مثل مدينة الوعب أن تزدهر"، وجاء هذا خلال مشاركته في جلسة حملت عنوان "وجهات جديدة في قطر. من الرؤية إلى الواقع"، مشيراً إلى كيفية تشكيل الجيل القادم من الوجهات العقارية في البلاد، بالاستناد إلى مفاهيم الأصالة، والترابط الاجتماعي، والشمولية.

وفيما يقترب معرض سيتي سكيب قطر 2025 من إسدال الستار على فعالياته، يواصل المنتدى تقديم رؤاه الفكرية وخبراته المتخصصة لدفع عجلة النقاشات التي ترسم ملامح القطاع العقاري المتجدد في الدولة. ويشهد اليوم الختامي جلسات محورية تتمحور حول الابتكار، والاستثمار، ومستقبل أنماط المعيشة، في ختام قوي يجمع نخبة من القادة العالميين، والمستثمرين الطموحين، والمطورين الرؤيويين، لصياغة مرحلة جديدة من قصة التطوير العقاري في قطر.

-انتهى-

#بياناتشركات