أعلن أكبر مستثمر أجنبي في روسيا وهو شركة بريتش بتروليم البريطانية، الأحد، عزمه التخارج من حصته البالغة 20% في شركة روسنفط الروسية المملوكة للدولة مقابل 25 مليار دولار، على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا.

وساهمت روسنفط بنحو ثلث إنتاج بريتش بتروليم من النفط العام الماضي أو ما يعادل 1.1 مليون برميل يوميا.

ويبدو أن هذه لن تكون الضربة الأولى لقطاع الطاقة الروسي ردا على  التحرك العسكري ضد أوكرانيا.

فقد قررت النرويج، الأحد، تجميد استثمارات صندوقها السيادي النفطي، وهو الأكبر في العالم، في روسيا وبدء التخارج من حيازته من الأصول الروسية التي تقدر بـ 3 مليارات دولار.

وتتمثل أكبر حيازات الصندوق من الأصول الروسية في حصص في شركة النفط الروسية "لوك أويل"، ومنتج الغاز الروسي "غازبروم" وبنك Sberbank الذي طالته العقوبات حديثا.

حتى الآن، لم تطل العقوبات الدولية المفروضة على روسيا على خلفية أزمة أوكرانيا قطاع النفط والغاز الروسي الذي وفر العام الماضي 36% من ميزانية البلاد.

ولدى شركات الطاقة الأوروبية مثل بريتش بتروليم، وتوتال وشل استثمارات وعمليات كبيرة في روسيا حتى الآن، على الرغم من توقف توسع استثمارات تلك الشركات في روسيا في أعقاب العقوبات التي فرضت على البلد في 2014 على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم.

أبرز المستثمرين بقطاع النفط الروسي

(بحسب الشركات وتقارير)

- تمتلك توتال، ومقرها في فرنسا، حصة تقارب الـ 20% في شركة نوفاتيك الروسية، وهي أكبر شركة للغاز المسال في روسيا.

واستثمرت توتال 27 مليار دولار في مجمع للغاز الطبيعي في شبه جزيرة يامال بروسيا تسيطر عليه شركة نوفاتيك، وبدأ مشروع تصدير الغاز للدول الأوروبية والآسيوية في عام 2017.

- لدى شركة شل تحالف استراتيجي مع شركة غازبروم، التي تحتكر تصدير الغاز الطبيعي الروسي، إذ تمتلك الشركة البريطانية حصة 27.5% في مشروع  جزيرة سخالين -والتي تقع في أقصى شرق روسيا-  للغاز والنفط.

كما أن الشركة ضمن الشركات الـ 5 المشاركة في تمويل مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2.

- تمتلك شركة إكسون موبيل حصة 30% في حقول نفط وغاز جزيرة سخالين إلى جانب روسنفط الروسيةوشركتين إحداها يابانية وأخرى هندية. وصدر المشروع، الذي تديره إكسون، مليار برميل من النفط و1.03 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي منذ بدء الإنتاج في عام 2005. 

- تمتلك شركة إيني الإيطالية حصة 50% في خط أنابيب بلو ستريم التي يصل تركيا بروسيا لتصدير الغاز الروسي إلى أنقرة، وتصل طاقته إلى 16 مليار متر مكعب سنويا.

كما أن إيني في شراكة مع شركة روسنفط من أجل تنفيذ المشروعات الاستكشافية والتطويرية في بحر بارنتس الروسي والبحر الأسود.

- في منتصف فبراير الجاري في خضم التوترات بين روسيا والغرب على خلفية أزمة أوكرانيا، باعت شركة جلينكور البريطانية-السويسرية حصتها في شركة روسنفط، لتنهي بذلك 20 عام من استثمارات الشركة في روسيا، في صفقة لم يُعلن عن طرفها الثاني أو قيمتها.

وكان يُعد الترتيب للصفقة منذ العام الماضي.

هل ستحذو هذه الشركات على خطى بريتش بتروليم؟

قال يوسف الشمري وهو الرئيس التنفيذي لشركة CMarkits لاستشارات الطاقة ومقرها لندن وهو باحث أول في "إمبريال كوليدج" بلندن، لزاوية عربي الاثنين، إن "من الصعب توقع ما اذا ستحذو شركات الطاقة الغربية العاملة في قطاع الطاقة الروسي حذو شركة بي بي"، مضيفا: "أعتقد أن الخطوة التي قامت بها بي بي لها دوافع سياسية"

وتوقع المحلل أن تقوم الشركات الأوروبية "بخفض عملياتها في روسيا"، وقال: "هم بالفعل يقومون بذلك، فعلى سبيل المثال يعمد البعض على تجنب شراء النفط الروسي".

لكنه أضاف في الوقت نفسه أنه "لا يزال النفط مهم خاصة مع الأسعار الحالية التي ستمكن روسيا من التكيف مع العقوبات".

روسيا هي ثاني أكبر مصدر للبترول بعد المملكة العربية السعودية.

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي

 

وساعد في الإعداد: ريم شمس الدين، وقد عملت سابقاً في مؤسسات إعلامية شملت سي أن أن بالعربية ووكالة رويترز وداو جونز)

(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل:yasmine.saleh@lseg.com)

#تحليلسريع

 

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا