* تم التحديث بتفاصيل

دخل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يومه الخامس الأربعاء، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بعد إطلاق حركة حماس مطلع الأسبوع عملية مفاجئة ضد إسرائيل.

وشن مقاتلو كتائب عز الدين القسام - وهي جناح مسلح تابع لحركة حماس الإسلامية التي تدير قطاع غزة بعد أن سيطرت عليه في 2007- السبت عملية مسلحة مفاجئة تحمل اسم "طوفان الأقصى"، ورد الجيش الإسرائيلي بعملية مضادة باسم "السيوف الحديدية" وصعدها لغارات جوية مكثفة بعشرات الطائرات الحربية.

وقال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي للعالم العربي افيخاي ادرعي، صباح الأربعاء، عبر منصة إكس (تويتر سابقا) إن عشرات الطائرات الحربية أغارت خلال ساعات الصباح الباكر على أكثر من 80 هدف في منطقة بيت حانون، وفرعي بنك تستخدمهما حماس لتمويل أنشطتها، ونفق ومقري قيادة للحركة وكذلك منظومة الرصد المتقدمة التي قامت حماس بتطويرها.

اتفقت الأطراف السياسية في إسرائيل، الأربعاء، على تشكيل حكومة طارئة، وتم التوصل للاتفاق بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبيني غانتس زعيم حزب الوحدة الوطنية ووزير الدفاع السابق، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وفي اجتماع استثنائي الأربعاء حول فلسطين، أكد مجلس جامعة الدول العربية على الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتصعيد في القطاع ومحيطه، وفق بيان منشور على الموقع الإلكتروني لجامعة الدول العربية.

وأدان المجلس قتل المدنيين من الجانبين واستهدافهم، وأكد على ضرورة حماية المدنيين، وإطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين.

وطالب المجلس بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، والسماح بشكل فوري بإدخال المساعدات الإنسانية والغذاء والوقود إليه، وإلغاء قرارات إسرائيل "الجائرة" بوقف تزويد القطاع بالكهرباء وقطع المياه عنه.

وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء، إن المملكة تبذل جهود حثيثة في التواصل الإقليمي والدولي بهدف التنسيق المشترك لوقف أعمال التصعيد، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

طلب مصري بتوفير ممرات آمنة

وقال مصدران أمنيان مصريان لزاوية عربي، إن مصر -التي لطالما كانت وسيط للتهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي- طالبت بتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك خلال محادثات انطلقت صباح الأربعاء، مع كل من تركيا وقطر وأمريكا.

ووفقا للمصدرين، توافقت الدول الثلاث على رؤية وطلب مصر، فيما وعدت أمريكا بالتواصل مع إسرائيل لتنفيذ ذلك.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن المناقشات بشأن ممر إنساني "قائمة"، مضيفا: "نتحدث إلى إسرائيل بشأن ذلك. (و) نتحدث إلى مصر بشأن ذلك. لا أستطيع الخوض في التفاصيل"، وفق شبكة سي إن إن الأمريكية.

جاءت تصريحات بلينكن قبيل مغادرته إلى إسرائيل، في زيارة تتضمن الأردن، للتأكيد على دعم واشنطن لتل أبيب.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الأربعاء وفق وكالة رويترز، إن الإدارة الأمريكية تجري مناقشات نشطة مع إسرائيل للمساعدة في نقل المدنيين من غزة.

وأضاف: "نعتقد أن الممر الآمن مهم ونرغب في رؤية ممر آمن مفتوح".

وتحدثت المصادر عن احتمالية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار "لبعض الساعات قد تصل لـ 3 أو 4 ساعات" يوم الأربعاء، على بعض المناطق الفلسطينية لدخول تلك المساعدات عبر معبر رفح البري - الفاصل بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء في مصر- الذي مازال مغلق.

وقال المصدران إن مصر ترفض فكرة توفير ممرات آمنة لخروج المدنيين الفلسطينيين من أراضيهم. وقال أحد المصدرين "رفض تلك الفكرة يأتى من أجل حق الفلسطينيين بالتمسك بقضيتهم وارضهم".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد يوم الثلاثاء، على أن أمن مصر القومي مسؤوليته الأولى، وقال إنه "لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، وأن الشعب المصري يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد".

جاءت تلك التصريحات بشأن الأمن القومي بعد تصريحات مسؤول إسرائيلي قال إن معبر رفح مفتوح ونصح الفلسطينيين بعبوره تجاه مصر، وهو ما أثار استياء القاهرة التي قالت على لسان مصادر رفيعة المستوى إن سيادتها ليست مستباحة.

والأربعاء، قال الرئيس المصري السيسي إن مصر تبذل مساعيها وتكثف اتصالاتها لاحتواء التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منعا لتفاقمه، جاء ذلك أثناء لقائه أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي.

وشدد السيسي، بحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، على أهمية وقف نزيف الدماء وحماية المدنيين ومنع استهدافهم، والحيلولة دون تدهور الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني، محذرا من العواقب الخطيرة، أمنيا وإنسانيا، للنزاع الجاري، وأهمية الدور الأوروبي والدولي في دعم مسار التهدئة والمفاوضات.

وأعلن الأردن يوم الأربعاء، إغلاق جسر الملك حسين (المعروف بجسر اللنبي) ويربط بين الأردن والضفة الغربية - أمام حركة المسافرين والشحن من الطرف الآخر.

القتلى في الجانبين

وفقا لموقع تايمز أوف إسرائيل، أسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي، وما يقرب من 3000 جريح، كما تم أسر 150 شخص.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، إن 1,127 فلسطيني قتلوا جراء الأحداث في غزة والضفة الغربية، ووصل عدد الجرحى إلى  5,489 شخص. 

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ظافر ملحم، أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة ستخرج عن العمل يوم الخميس بشكل كامل، و"سيغرق قطاع غزة في ظلام دامس، وستتوقف جميع الخدمات الإنسانية".

وقال ملحم "ستتوقف أغلبية مصادر الطاقة البديلة والمقدرة بـ15 إلى 20 ميغاواطا، بسبب منع دخول الوقود أيضا".

وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا" إلى أن أكثر من 187.5 ألف شخص قد نزحوا داخل غزة جراء القصف، فيما يحتمي أكثر من 137 ألف شخص في أكثر من 80 مدرسة تابعة للوكالة في غزة.

أجانب مفقودون وجهود إجلاء

قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس الأربعاء على منصة إكس (تويتر سابقا) إن حصيلة القتلى ليست نهائية، وإن حماس تحتجز الكثير من الرهائن منهم مزدوجي الجنسية من دول بينها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والبرازيل وأوكرانيا والأرجنتين وغيرها مؤكدا "نحن ملتزمين بإعادتهم".

ونقلت وكالة رويترز الأربعاء عن وزارة الخارجية التايلاندية قولها إن 20 من مواطنيها قتلوا جراء الأحداث، وأصيب 13 آخرين فيما تم احتجاز 14 رهينة خلال الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس.

ونقلت شبكة بي بي سي البريطانية عن مصدر رسمي، أن 17 مواطن بريطاني، بينهم أطفال، قتلوا أو فقدوا في إسرائيل بعد هجوم حماس.

وحسب وسائل إعلام، قررت الدنمارك إرسال طائرات لإجلاء رعاياها من فلسطين وإسرائيل، ويُتوقع أن يكون عددهم 90 و1200 على التوالي.

وخطوة الدنمارك، تأتي عقب إجراء مماثل أعلنته كندا وإسبانيا وفرنسا التي ستنظم رحلة يوم الخميس لإجلاء رعاياها الراغبين في مغادرة إسرائيل.

حزب الله وإسرائيل

أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، عدو إسرائيل اللدود، الأربعاء استهداف "موقع الجرداح الصهيوني قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح".

وأضافت في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أن الاستهداف رد "على الاعتداءات الصهيونية يوم الاثنين" وأنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية.

وأفادت الوكالة اللبنانية، أن قصف إسرائيلي مدفعي يستهدف محيط بلدات الضهيرة، ومروحين، وياري، وام التوت وحتى أطراف بلدة طيرحرفا. وأن مدنيين اثنين أصيبا في بلدة الضهيرة.

 وأشارت الوكالة، إلى إطلاق صافرات الإنذار في مراكز قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" في البلدات التي يطالها القصف.

وكان ادرعي كتب عبر (إكس) أنه تم رصد إطلاق قذيفة مضادة للدروع من الأراضي اللبنانية نحو موقع عسكري بالقرب من قرية عرب العرامشة على الحدود اللبنانية، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

(إعداد: جيهان لغماري وأحمد حسن ومريم عبد الغني، تحرير: شيماء حفظي، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا