* تم نشر المقال يوم 20 يناير قبل أحداث اليوم

تكرار هجمات مثل تلك التي وقعت الاثنين الماضي قد يكون لها آثار وخيمة على الاقتصاد الإماراتي، كيف ومتى؟

لنرى.

منتصف يوم الاثنين، انتشر خبر انفجار 3 صهاريج محروقات بترولية وحريق في مطار أبوظبي الدولي، وهي هجمات تبنتها سريعا جماعة الحوثيين اليمنية وأدت إلى مقتل 3 وإصابة 6 آخرين.

وتعتبر تلك الضربة هي الأولى على الإمارات بعد أن خفضت في 2019 من قواتها في اليمن - ضمن تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية.

وقد أدعى الحوثيون الهجوم على أهداف في أبوظبي ودبي عدة مرات ما بين عامي 2017 و 2018، الأمر الذي نفته الحكومة الإماراتية بشكل متكرر، إلا أنها أقرت بحدوث الهجوم الأخير. 

السياحة والنفط

قال جيمس سوانستون المحلل الاقتصادي لأسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مؤسسة كابيتال إيكونوميكس، ومقرها لندن، لموقع زاوية عربي: "لو استمرت الهجمات قد يكون هناك بعض التحفظ من السائحين حيال السفر إلى الإمارات". 

وأضاف "نظرا لأن الاقتصاد (الإماراتي) نسبيا معتمد على السياحة"، قد يؤثر المزيد من الهجمات بالسلب على تعافي قطاعات مختلفة من تأثير الجائحة.

وفقا لوزارة الاقتصاد الإماراتية، بلغت مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات 11.6%، فيما بلغت عائداته قرابة 180.4 مليار درهم (49.1 مليار دولار) في عام 2019، قبل أن يتأثر القطاع بالجائحة وتنخفض مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي الي 5.4% .

من جانب آخر، حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات مرتكز بشكل مباشر على إنتاج النفط والغاز، وفقا لمنظمة أوبك. 

وعلق سوانستون قائلا "لو تركزت الهجمات على منشآت الإمارات لإنتاج النفط واثرت على الإنتاج، مثلما حدث في الهجوم على منشأة (محافظة) بقيق في السعودية في 2019، سيكون هناك تهديد بتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي للإمارات".

وكان الحوثيون قد تبنوا هجوم بطائرات مسيرة على معامل لشركة أرامكو النفطية السعودية في بقيق، ما أدى إلى خفض إنتاج النفط السعودي آنذاك بنحو 50% من إنتاج الشركة، التي تعد من أكبر منتجي النفط في العالم.

شهية المستثمرين الأجانب 

وقال سيدريك بيري المدير المساعد بوكالة فيتش للتصنيف الائتماني، ومقرها نيويورك إن تكرار الهجمات قد يكون له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الإماراتي، مؤكدا أن هذا سيناريو ليس هو الأكثر توقعا لدى وكالة التصنيف الأمريكية.

وكان المتحدث العسكري للحوثيين قد قال إن الهجمات تمت باستخدام صواريخ باليستية وعدد من الطائرات المسيرة، الأمر الذي أكده لاحقا يوسف العتيبة، سفير الإمارات في الولايات المتحدة. 

واستكمل بيري "قد تنخفض شهية المستثمرين الأجانب تجاه الأصول في الإمارات، في الوقت الذي تحاول فيه كيانات ذات صلة بالحكومة أن تبيع حصص في أصول أساسية لتحسين ميزانيتها العمومية، وإمارات مثل دبي تخطط لطرح بعض الكيانات ذات صلة بالحكومة في البورصة".

وكانت دبي قد أعلنت في نوفمبر الماضي عن الاتجاه لطرح 10 شركات حكومية وشبه حكومية في البورصة بهدف تحويل الإمارة إلى سوق أكثر تنافسية مع أسواق المنطقة الكبرى مثل السوق السعودي وأبوظبي، بعد أن عانى سوق دبي من خروج متكرر لشركات مع غياب الطروحات الكبرى. 

وأضاف بيري "قد يكون هناك تكلفة مالية هامة في حالة أن الإمارات قررت أن ترد بزيادة تواجدها العسكري في اليمن، وهو أمر مستبعد. نحن نقدر أن الانسحاب الجزئي من اليمن في 2020 حقق وفورات في الميزانية بلغت 3-4% من الناتج المحلي الإجمالي (لإمارة) أبوظبي".

هجوم واحد غير مؤثر

وصرح بيري أن هجمات الاثنين الماضي وحدها يتوقع أن يكون تأثيرها "متواضع جدا"، نظرا للضرر الطفيف الذي أحدثته بالإضافة إلى المكانة التي تتمتع بها الإمارات لسنوات كواحة للاستقرار في منطقة مليئة بالتحولات السياسية والصراعات. 

وقال: "الهجوم يوضح المخاطر التي تواجهها المنطقة إذا لم يتم العثور على حلول سياسية للصراعات المختلفة، تحديدا بين إيران من ناحية والسعودية والإمارات والولايات المتحدة من ناحية أخرى".

(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايمز) 

(للتواصل: yasmine.saleh@lseg.com) 

#تحليلسريع

© ZAWYA 2022

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام