الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي: شهد عام 2025 حصادًا استثنائيًا لكلية الإمارات للتطوير التربوي، التي واصلت ترسيخ مكانتها الدولية كمحور رئيسي لإعداد القيادات التربوية ودعم الابتكار في المنظومة التعليمية، بما يعكس التزامها برؤية دولة الإمارات وتطلعاتها نحو التميز في قطاع التعليم.

وعلى مدار العام، أطلقت الكلية سلسلة من البرامج الأكاديمية النوعية والمعتمدة دوليا، مكنت من خلالها آلاف التربويين من اكتساب مهارات تدريس الذكاء الاصطناعي وتوظيف أحدث التقنيات في المدارس الحكومية. ولم تتوقف الجهود عند هذا الحد، فقد أطلقت الكلية مبادرات بحثية وعقدت شراكات استراتيجية عززت ريادتها العالمية وساهمت بشكل فعّال في تطوير الكفاءات التعليمية وتحديث الممارسات التربوية، لتؤكد مكانتها كمركز رائد للتميز والابتكار في التعليم على المستويين المحلي والدولي.

وقالت الدكتورة مي ليث الطائي، مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي: "تعكس إنجازات الكلية خلال عام 2025 التزامنا العميق بدعم رؤية دولة الإمارات في بناء منظومة تعليمية مبتكرة، وإعداد جيل من القادة والتربويين القادرين على قيادة المدرسة الإماراتية نحو آفاق التميز والريادة العالمية. وقد عملنا على أن تكون برامجنا الأكاديمية ومبادراتنا البحثية وشراكاتنا الاستراتيجية رافداً أساسياً لمسيرة النهضة التعليمية، بما يواكب التحولات العالمية في التعليم ويعزز مكانة الدولة كمركز ريادي للابتكار والمعرفة".

وأضافت: "وفي هذا الإطار، نتطلع إلى مواصلة العمل جنباً إلى جنب مع شركائنا في قطاع التعليم، ومع التربويين والمعلمين، لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في تحسين جودة التعليم والبناء على المنجزات الوطنية، من خلال تخريج أعداد متزايدة من معلمي المستقبل الذين يمتلكون المهارات والممارسات الرائدة، ويجعلون من التعلم مدى الحياة نهجاً ثابتاً في مسيرتهم المهنية. إن جهودنا لدعم التربويين والمعلمين مستمرة، وطموحاتنا في تمكينهم لا تعرف حدوداً، إيماناً منا بأنهم الركيزة الأساسية لمستقبل التعليم في دولة الإمارات".

وجهة بحثية عالمية رائدة

في هذا السياق، أطلقت كلية الإمارات للتطوير التربوي مبادرة "أهتم" المجتمعية التي تهدف إلى تعزيز مشاركة الوالدين في العملية التعليمية، بما يُسهم في تحقيق التلاحم المجتمعي وبناء مجتمع متماسك ومزدهر، انسجاماً مع إعلان عام 2025 عام المجتمع في دولة الإمارات، وإيماناً بأهمية دور الوالدين في تعزيز الترابط الأُسري، ودفع عجلة النمو التعليمي لأبنائهم الطلبة.

وعززت الكلية مكانتها كوجهة بحثية عالمية رائدة، عبر إنتاج 60 دراسة مفهرسة في قاعدة سكوبس، منها 27 نُشرت في مجلات من المستوى الأول، فيما صُنّف 15% من منشوراتها ضمن أعلى 10% من الأبحاث الأكثر اقتباساً على مستوى العالم. كما قدّم أعضاء هيئتها الأكاديمية 50 عرضاً دولياً و26 عرضاً إقليمياً، وأبرمت الكلية 23 تعاوناً بحثياً مع جامعات ومؤسسات كبرى، إلى جانب حضورها الفاعل في الشبكات البحثية العالمية، وفي مقدمتها الجمعية العالمية لأبحاث التعليم.

وعلى هامش مشاركتها في معرض جيتكس العالمي للتقنية 2025، أطلقت كلية الإمارات للتطوير التربوي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، برنامج "آفاق" التدريبي، الأول من نوعه على مستوى الدولة من حيث اعتماده على أحدث الأطر الوطنية والدولية. ويهدف البرنامج إلى تمكين التربويين والمعلمين من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي ودمجها في البيئة التعليمية بصورة فعّالة وأخلاقية ومستدامة، بما يواكب التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات نحو مستقبل التعليم.

ويرتكز البرنامج - الذي يستهدف في مرحلته الأولى تدريب 5000 معلم ومعلمة في الدولة - على أحدث تقريرTALIS" 2024" وهو استبانة عالمية أجرتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول بيئة التعلم وظروف عمل المعلمين، والذي يشير إلى أن 75% من المعلمين في دولة الإمارات، يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عملهم، ما يعكس ريادة الدولة في مجال الابتكار في التعليم.

قبول مرتفع وتخريج قيادات تربوية واعدة

وتحت شعار "من التنفيذ إلى التأثير"، وبالتزامن مع "اليوم الإماراتي للتعليم"، نظمت كلية الإمارات للتطوير التربوي للعام الثالث على التوالي ملتقى "التعليم أولاً". وقد شكّل الملتقى منصة ديناميكية جمعت أكثر من 360 من صُنّاع القرار والشركاء الاستراتيجيين والخبراء والتربويين والأهالي والطلبة، لتوحيد الجهود نحو مواءمة الأداء المهني للتربويين والأطراف المؤثرة في العملية التعليمية مع تحسين النتائج وتعزيز الأثر الإيجابي على المجتمع. كما أتاح الملتقى طرح تطبيقات عملية داخل الفصول الدراسية تستند إلى إطار مصفوفة كفاءات التربويين المتكاملة، بما يرسخ القيم والهوية الوطنية، ويعزز اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تخصيص التعليم والتعلّم، ويسهم في تحقيق الاستدامة والدمج والشمولية للطلبة في دولة الإمارات.

وشهد عام 2025 ارتفاعاً ملحوظاً في عدد طلبات الالتحاق ببرامج كلية الإمارات للتطوير التربوي، حيث استقبلت الكلية 1795 طلباً خلال النصف الأول من العام، و1048 طلباً في الربع الثالث، من بينها 601 طلب مقدّم من الطلبة الإماراتيين. وفي أغسطس، التحق 651 طالباً جديداً بالفصل الدراسي الأول، فيما استقطبت فترة القبول للعام الأكاديمي 2026-2027 نحو 800 طلب حتى منتصف نوفمبر. كما خرّجت الكلية خلال العام أكثر من 200 طالب وطالبة، قدّموا ما يزيد على 20 أطروحة بحثية في مؤتمرات دولية ووطنية.

بناء القدرات الشاملة للقيادة التعليمية

هذا وواصلت كلية الإمارات للتطوير التربوي جهودها في تأهيل القيادات المدرسية من خلال  تنفيذ برنامج "بناء القدرات الشاملة للقيادة التعليمية بمشاركة 100 قياديًا تربويًا، بهدف تطوير القدرات القيادية وتعزيز كفاءة إدارة الأداء المدرسي على مستوى الدولة.، البرنامج تضمن مسارين رئيسيين: مسار إعداد القادة المستقبليين، ومسار القائد في الميدان التربوي. ويهدف البرنامج إلى تعزيز مهارات القيادة الفاعلة لدى مديري المدارس ونوابهم، وتزويدهم بأحدث الأدوات والمنهجيات لقيادة التحول داخل المجتمعات المدرسية.

وانطلاقاً من دورها الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكار، نظمت كلية الإمارات للتطوير التربوي سلسلة من الدورات والورش التدريبية، شملت أساسيات الذكاء الاصطناعي للتربويين والمعلمين الإماراتيين، وورش عمل متخصصة لمعلمي المدارس الحكومية من مرحلة الروضة حتى الصف الثاني عشر، إضافة إلى برامج وطنية حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم.

شراكات استراتيجية عالمية

وفي إطار تعزيز حضورها العالمي وترسيخ مكانتها كمحور رئيسي في تطوير منظومة التعليم، وسّعت كلية الإمارات للتطوير التربوي شبكة شراكاتها مع نخبة من الجهات المحلية والدولية، من بينها وزارة التربية والتعليم، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ومؤسسة الإمارات للآداب، ومركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، ومركز كامبريدج لدراسات السلوك. كما انضمت الكلية إلى فريق اعتماد مجلس المدارس الدولية في الكويت، لتؤكد بذلك دورها الرائد في بناء جسور التعاون الأكاديمي، وتبادل الخبرات، وتعزيز جودة التعليم وفق أرقى المعايير العالمية.

إلى ذلك، واصلت الكلية جهودها الرائدة للارتقاء بمكانة اللغة العربية وتعزيزها عبر إطلاق الواجهة العربية لموقع المكتبة، وتوسيع قاعدة الكتب والمراجع العربية لتواكب احتياجات الباحثين والدارسين. كما رسخت الكلية حضورها الثقافي من خلال المشاركة في فعاليات مرموقة مثل قمة الطفل العربي وفعاليات هيئة الكتاب، وأسهمت في دعم مشاريع مبتكرة لتعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، بما يعكس التزامها الراسخ بالحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز دور العربية كلغة علم ومعرفة على المستويين المحلي والعالمي.