شارك معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة "دانات" في النسخة الثانية من ملتقى الشباب للتراث الثقافي غير المادي، الذي نظمته هيئة البحرين للثقافة والآثار تحت عنوان "رحلة اللؤلؤ: البحر والإنسان والذاكرة"، تزامناً مع اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، بهدف تعزيز وعي الشباب بأهمية التراث الثقافي غير المادي واستدامة الموروث الثقافي.

وفي إطار فعاليات الملتقى، شارك الأستاذ محمد السليس، باحث ميداني أول في معهد "دانات"، في جلسة حوارية بعنوان "الغوص وتجربة البحر"، بمشاركة الأستاذ محمد جمال باحث في مجال التراث، والدكتورة ضياء الكعبي عميد كلية الآداب بجامعة البحرين، والأستاذة فاتن مطر مدير العلامة التجارية والتواصل في مجوهرات مطر، حيث تناولت الجلسة الحياة اليومية للغواصين قديماً في مملكة البحرين، وأبعادها الإنسانية والثقافية، وما رافق رحلاتهم من طقوس وتجارب فريدة.

واستعرض السليس الجوانب التاريخية لمهنة الغوص، وسلط الضوء على تفاصيل حياة الغواصين وما كانوا يواجهونه من تحديات خلال رحلات استخراج اللؤلؤ الطبيعي الذي مثّل على مرّ العصور مصدر رزق أساسي لكثير من البحرينيين، كما تطرق إلى القيم الاجتماعية والروابط الإنسانية التي نشأت في مجتمع الغواصين، والتي لا تزال حاضرة في الوجدان البحريني، مؤكداً أن مهنة الغوص لم تكن مجرد نشاط اقتصادي بل إرث ثقافي عميق يجسّد علاقة الإنسان بالبحر ويعكس صموده وإصراره.

وأشار إلى الدور الذي يلعبه "دانات" في الحفاظ على مكانة اللؤلؤ البحريني الطبيعي، كرمز اقتصادي وتاريخي وجزء أصيل من الهوية الوطنية للمملكة، مبيناً أن المعهد يعمل على توثيق المعارف التقليدية المرتبطة باللؤلؤ وتعزيز وعي الأجيال الجديدة بقيمته الاقتصادية والجمالية والثقافية.

وشهدت الجلسة في ختامها تفاعل العديد من طلبة المدارس من مختلف المراحل التعليمية المشاركين في الملتقى، والذين أبدوا اهتمامهم وإعجابهم بما طُرح من تجارب ومعارف حول مهنة الغوص واستخراج اللؤلؤ، وقاموا بطرح الأسئلة والاستفسارات حول ما تناولته الجلسة.

وبهذه المناسبة، قالت الرئيس التنفيذي لمعهد "دانات" السيدة نورة جمشير: "نفخر بالمشاركة في هذا الملتقى الذي يسلّط الضوء على رحلة اللؤلؤ باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ البحرين وهويتها الثقافية، وذلك امتداداً لرسالة المعهد في إبراز الدور الحضاري والإنساني للبحرين في مجال اللؤلؤ، وترسيخ مكانتها كحاضنة رائدة إقليمياً وعالمياً لكافة المعارف والعلوم المتعلقة باللؤلؤ واستخراجه وتجارته".

وأضافت: "إن مهنة الغوص وما ارتبط بها من قيم وتقاليد تعبّر عن روح المثابرة والارتباط العميق بالبحر، وهي قيم نحرص في "دانات" على إحيائها وتعزيزها في الوعي المجتمعي بها، خصوصاً لدى فئة الشباب الذين يمثلون الامتداد الطبيعي لحفظ هذا الإرث وصونه، وركيزة أساسية في الحفاظ على التراث غير المادي للبحرين، مؤكدين مواصلة عملنا من خلال هذه الفعاليات على الربط بين البُعد العلمي المتخصص في دراسة اللؤلؤ، والبٌعد الثقافي الذي يشكّل ذاكرة المجتمع وهويته الأصيلة".

نبذة عن دانات:

تأسس معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة (دانات) في عام 2017، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حيث تم تأسيسه كشركة بحرينية مملوكة بالكامل لشركة ممتلكات البحرين القابضة "ممتلكات"، وصندوق الثروة السيادية للمملكة.

 تتمثل رؤية (دانات) في تعزيز مكانته كأفضل المعاهد والمختبرات في العالم لخدمات فحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة والتأكد من طبيعة تكوينهم، بالإضافة للبحث العلمي، ويعمل المختبر وفقاً لأفضل المعايير العالمية في المجال، حتى أنه أصبح نموذجاً ومرجعاً للمعنيين بهذه الصناعة حول العالم.

ويعمل المختبر على ضمان وحماية وتعزيز ثقة التاجر والمستهلك باللؤلؤ والأحجار الكريمة والمجوهرات، ويقدم خدمات عدة منها فحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة وإصدار الشهادات ذات المعايير العالمية ومن بينها شهادة فحص الأحجار الكريمة، وشهادة فحص الألماس، وشهادة البطاقة، وتقارير مرموقة ومعتمدة، فضلاً عن تقديمه دورات تدريبية وتوعوية.

وقد عزّز المعهد من سمعة المملكة ومكانتها كإحدى أهم دول العالم في مجال استخراج وتجارة اللؤلؤ الممتد على مدى أكثر من أربعة آلاف عام وحتى الآن، كما يلعب دورا حيويا في ضمان وحماية وتعزيز الثقة العامة في اللآلئ والأحجار الكريمة والمجوهرات من خلال الحفاظ على أعلى معايير الصناعة والمعرفة العلمية والأخلاقيات المهنية.

-انتهى-

#بياناتحكومية