قررت جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية عقد مؤتمرها السادس عشر للمياه في الخليج في سلطنة عمان، خلال الفترة من 19 إلى 23 أبريل 2026، بالتزامن مع أسبوع عمان للمياه، إذ ستنظم الجمعية مؤتمرها بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وشركة نماء لخدمات المياه، وبرعاية الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية المرتبطة بمجال المياه.

وسيُعقد المؤتمر تحت شعار "استدامة المياه في دول مجلس التعاون: التحول نحو التكامل، الاستثمار، والرقمنة"، وسيحتوي على أربعة محاور رئيسية: الإدارة المستدامة لمصادر المياه واستخداماتها، التكامل بين قطاعات المياه وقطاعات الطاقة والغذاء والبيئة، والتمويل والاستثمار المبتكر والمستدام، والابتكار الرقمي والتقنيات الناشئة في قطاع المياه.

وأكد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، الأستاذ الدكتور وليد زباري، على التوقيت الحاسم لهذه الفعالية العلمية، وقال إن اختيار هذا الشعار من قبل اللجنة العلمية يؤكد على الحاجة الملحة للتحول السريع في قطاع المياه في هذه المجالات الثلاثة لضمان الأمن المائي في دول المجلس واستدامة قطاع المياه في خدمة أهداف التنمية بدول المجلس.

وأشار إلى أن دول المجلس تواجه تحديات مائية تتطلب تحولاً جذرياً وفورياً، والانتقال من النهج التقليدية إلى تبنّي حوكمة متكاملة، واستثمارات استراتيجية، وتقنيات متطورة لضمان أمننا المائي. وأوضح أن المؤتمر سيناقش كيفية تحقيق التكامل بين القطاعات المائية، وبينها وبين القطاعات ذات العلاقة، وأهمها الطاقة والزراعة والبيئة، والاستثمارات الذكية في البنية التحتية ورأس المال البشري (البنية الفوقية)، وكيف يمكن لأدوات رقمية متطورة، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتوأمة الرقمية، أن تُحدث ثورة في إدارة المياه بدول المجلس.

وأضاف: "نحن مهتمون بشكل خاص بالبحوث العلمية والدراسات التطبيقية التي توضح تطبيقات ناجحة لهذه النهوج التحويلية. هذه فرصة للمجتمع العلمي للمساهمة مباشرة في تشكيل سياسات وممارسات المياه في منطقتنا. وندعو الباحثين والعلماء إلى تقديم ملخصات أبحاثهم قبل 30 سبتمبر القادم في المحاور الأربعة الرئيسية للمؤتمر".

وسيحتوي المؤتمر على عدد من الجلسات الخاصة في مواضيع هامة ومحورية لدول المجلس، مثل التأهب للطوارئ والاستجابة للأزمات في قطاع المياه، ومخاطر التلوث وأمن جودة المياه، والأمن السيبراني والقدرة على الصمود الرقمي في أنظمة المياه، وغيرها من المواضيع الاستراتيجية الهامة.

وسيتم دعوة نخبة من المتحدثين العالميين والإقليميين لإثراء جلساته بكلمات رئيسية استثنائية تسلط الضوء على أحدث التطورات في مواضيع المؤتمر الأساسية، أي التكامل، والاستثمار، والرقمنة في قطاع المياه، وتقديم رؤى معمقة وتجارب عملية ناجحة.

يُشار إلى أن جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية هي جمعية رائدة وفاعلة في مجال علوم وتقنيات المياه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، شُكِّلت بجهود فردية من بعض المهتمين بشؤون المياه في دول المجلس، حيث وافقت حكومة مملكة البحرين على تسجيل الجمعية في البحرين، وتم إشهارها رسميًا في سبتمبر 1987، لتكون أول جمعية علمية غير حكومية تُعنى بعلوم وتكنولوجيا المياه في منطقة الخليج، وتضم في عضويتها جميع العاملين في مجال المياه، بالإضافة إلى المنظمات الإقليمية والدولية، والمعاهد التعليمية، والاستشاريين، والشركات ذات الصلة بالمياه.

وتتلخص رسالة الجمعية في إبراز قضايا وتحديات المياه لدى متخذي القرار، واقتراح الحلول المناسبة لتطوير الموارد المائية. ويتكون مجلس إدارة الجمعية من أحد عشر عضوًا من الأعضاء العاملين من مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتقوم الجمعية بدورها من خلال مجموعة من الفعاليات، أبرزها مؤتمر الخليج الذي يُعقد في إحدى الدول الأعضاء، إلى جانب تنظيم الندوات والدورات التدريبية وورش العمل التخصصية، وتقديم الاستشارات.