مسقط : أسدل الستار مؤخرا بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض على فعاليات أسبوع عُمان للاستدامة، الحدث الوطني الأكبر الذي استضافته سلطنة عمان، لتأكيد التزامها بدعم قضايا الاستدامة، وسط اشادة واسعة بنجاح أعماله، بعد أن حظيت دورة هذا العام بمشاركة دولية ومحلية غير مسبوقة لمؤسسات وشركات وأفراد، من سلطنة عمان وخارجها. 

وسعى الأسبوع الذي استضافته وزارة الطاقة والمعادن ونظمته شركة تنمية نفط عُمان، إلى التعريف بالجهود التي تبذلها سلطنة عمان على صعيد تكريس الممارسات المستدامة، وترسيخ حماية البيئة والاستخدام المتوازن للموارد الطبيعية، ودورها في دعم النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة، واستعرض خلال فعالياته العديد من المبادرات. 

رعى حفل انطلاق أعمال الاسبوع سعادة المهندس محسن بن حمد الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن، كما شهد تنظيم جوائز أسبوع عُمان للاستدامة برعاية معالي المهندس سالم العوفي وزير الطاقة والمعادن، للاحتفاء بالمؤسسات الرائدة في دعم أهداف عُمان للاستدامة. وشهد تدشين أول مركبة هيدروجينية في السلطنة، ما يعكس الجهود المبذولة لتحقيق "الحياد الكربوني". 

تضمن حفل افتتاح أعمال الأسبوع العديد من الفقرات حيث ألقى الدكتور توني جونيبر، الناشط والخبير البيئي البريطاني الكلمة الافتتاحية للأسبوع سلطت الضوء على الأهمية التي تشكلها الاستدامة، والجهود الدولية المبذولة على هذا الصعيد مستعرضا أبرز الممارسات المستدامة ودورها في دعم النمو الاقتصادي. 

وتعقيبا على النجاح الذي حققه الحدث علق الفاضل الهيثم بن حمد المشيفري، مدير التواصل والإعلام بوزارة الطاقة والمعادن بقوله، "تمثل المشاركة الكبيرة الذي شهدها أسبوع عمان للاستدامة نجاحا متميزا لما قدم في فعالياته خلال دورته الثانية هذا العام، حيث مثل الأسبوع فرصة مهمه لدعم الجهود الوطنية المبذولة على مستوى نشر الوعي بضرورة تبنّي مختلف ممارسات الاستدامة في نمط الحياة اليومي، وعلى صعيد قطاع الأعمال والأثر الإيجابي الذي تتركه على المدى البعيد، واليوم تعد أسس الاستدامة محركاً أساسياً لتحقيق التنافسية الإيجابية بين المؤسسات بشتى أنواعها، وما يحفز الجميع هو التحول الملحوظ في أنماط التفكير لدى الأفراد والمؤسسات التي سخرت التقنيات المتقدمة والابتكار في خدمة متطلبات المبادرات البيئية والاجتماعية والحوكمة في مجال الاستدامة، ومن المهم تظافر هذه الجهود في تقديم الدعم لجميع المبادرات التي تساهم في الاستدامة على مختلف الاصعدة، والتي تتماشى مع الأهداف الوطنية نحو الحياد الصفري لسلطنة عمان، وايجاد اقتصاد مستدام". 

وشهد الأسبوع توقيع وزارة الطاقة والمعادن على عددٍ من الاتفاقيات مع مؤسسات رائدة أكدت امتثالها التام بتطبيق معايير الاستدامة وتبنّي مبادرات لصون البيئة.  

وقد أعلنت كلٌّ من شركة شل عُمان والشركة العُمانية لإدارة المطارات تخصيص إحدى المواقع لمشروع الهيدروجين الأخضر للتنقل من شل لتصبح بذلك المحطة الأولى لشل على مستوى العالم بوحدة إنتاج الهيدروجين. وبغرض تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في استخدام الطاقة، ستعمل المحطة جزئيًا بالطاقة الشمسية متضمنةً حلول تنقل متعددة بما فيها وحدات شحن المركبات الكهربائية (EV) ووحدات التزود بالوقود الهيدروجيني بالإضافة إلى منتجات وخدمات الأفراد الأخرى الخاصة بالوقود وغيره. وقد جرى الإعلان عن ذلك بحضور عدد من المسؤولين يتقدمهم معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، وسعادة نايف بن علي العبري، رئيس هيئة الطيران المدني، ووليد هادي، نائب الرئيس الأول والرئيس الإقليمي لشركة شل في عُمان، والشيخ أيمن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة مطارات عُمان. 

كما ووقعت شركة هيدروجين عُمان (هايدروم) 6 اتفاقيات مع المطورين والمستثمرين الدوليين بإجمالي استثمارات تجاوزت 20 مليار دولار على مدى السنوات السبع المقبلة. ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية لهذه المشاريع إلى 15 جيجا واط من الكهرباء بمساحة تقدر بـ 1500 كم مربع في محافظتي الوسطى وظفار. 

كما ووقعت كلٌّ من مجموعة نماء ونفاذ للطاقة المتجددة اتفاقيّتين لتعزيز عمل ألواح الطاقة الشمسية في المباني إلى جانب مبادراتها التي يطلق عليها "المدرسة الخضراء. من جانبها وقعت شركة "بيئة" اتفاقيات لضمان تطبيق وسائل نقل وتخزين آمن وصديق للبيئة للنفايات الإلكترونية والكهربائية . وفي الوقت ذاته، تلخّصت مذكرة التفاهم الموقعة مع شركة أسمنت عُمان على استخدام وقود مشتق من النفايات بهدف إدارة النفايات وتنويع مصادر الطاقة، ومن المزمع استخدامه في مصنع الأسمنت التابع للشركة في منطقة المسفاة. وعلاوةً على الاتفاقيات، أطلقت "بيئة" الأنشطة التي صممتها كجزء من جهودها لتعزيز قيم الاستدامة بين الشباب، حيث من المخطط أن يتم دمج الأنشطة كجزء من البوابة التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم. 

وعلى هامش الاتفاقيات التي تم إبرامها، كشفت شركة تنمية نفط عُمان عن "استراتيجيتها وأهدافها المؤسسية الجديدة"، مؤكدة استمرارها في خدمة مختلف شرائح المجتمع وخلق القيمة المُضافة والإسهام في تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 والحد من الانبعاثات الكربونية ضمن أجندة عام 2050. وفي خضم مساعيها لزيادة معدلات الإنتاج من 660,000 إلى 700,000 برميل في اليوم، ستعمل الشركة كذلك على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030.  

وكجزء من حوارات أسبوع عُمان للاستدامة، استضافت شركة شل العُمانية برنامج Shell NXplorer - وهو برنامج مخصص يسعى إلى التركيز على العلاقة بين الغذاء والماء والطاقة أيضًا إلى جانب غرس التفكير الإبداعي بين الشباب وتمكينهم بالأدوات اللازمة لقيادة التغيير في هذا القطاع. حيث قام البرنامج باستعراض 10 عروض تقديمية لمشاريع مبتكرة أنشأها طلاب من 10 مدارس في السلطنة. بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ برنامج "شل نوافذ" التدريبي بالشراكة مع الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان (جيوتيك) وأوتورد باوند عُمان (OBO). حيث تضمّن البرنامج جلسات فنية وغير فنية وتم تصميمه بهدف مساعدة المنتسبين إليه في تطوير مهاراتهم الفنية والحياتية التي من شأنها أن تمكّنهم من قيادة التحوّل إلى أسواق الطاقة الناشئة. 

وفي ختام اعمال الأسبوع جرى تنظيم سلسلة زيارات ميدانية للمشاركين صُممت خصيصًا بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان و"بيئة". وقد عرضت الزيارات الميدانية العديد من مبادرات الاستدامة التي اضطلعت بها كلٌّ من شركة تنمية نفط عُمان، وشركة النفط البريطانية "بي بي عُمان"، وبيئة، ومجموعة نماء، ومجموعة أسياد، وأوكيو. وأتاحت الزيارات الميدانية للحضور فرصة التعرّف عن كثب على المشاريع التي تعد في طليعة بناء بيئة مستدامة في جميع أنحاء البلاد. 

يجدر الذكر بأن أسبوع عُمان للاستدامة يأتي بالموائمة مع الاستراتيجية الوطنية للطاقة وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. كما وقد أثبت نجاحه في إشراك أصحاب المصلحة في الرؤى التنموية الوطنية وفي تقديم عُمان كنموذج مشرّف للتنمية المستدامة. وعلاوةً على دوره في تسريع الحراك الوطني نحو تبني مبادرات الاستدامة في البلاد، فقد عزز أسبوع عُمان للاستدامة دور السلطنة كدولة ملتزمة باستقلال الطاقة، وخلق الإيرادات من الموارد الطبيعية غير التقليدية، والابتكار في البنية التحتية لإنتاج طاقة نظيفة وبأسعار معقولة بهدف الإسهام في صون المناخ والبيئة. 

ومن المزمع أن يقام أسبوع عُمان للاستدامة في نسخته القادمة في الفترة من 28 إبريل  إلى 2 مايو 2024. لمعرفة المزيد، زُر www.omansustainabilityweek.com

 #بياناتشركات

- انتهى -