استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبي اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للمدن الذكية المستدامة لعام 2025 بمشاركة ما يزيد على 100 شخصية من كبار مسؤولي وممثلي المدن من آسيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وباقي أنحاء العالم، وتعد هذه المرة الأولى التي ينعقد فيها الاجتماع في منطقة الشرق الأوسط، مما يبشر ببدء فصل جديد من التعاون العالمي في مجال تطوير المدن الذكية.

شارك في الحدث، الذي نظمته دائرة البلديات والنقل على مدار ثلاثة أيام من 29 إلى 31 أكتوبر 2025، عدد من رؤساء البلديات ونوابهم ومسؤولي القطاعات البلدية؛ مشكّلاً بدوره منصةً محورية لتعزيز التعاون الدولي وإتاحة الفرصة أمام القادة والخبراء المشاركين لبحث مبادرات مشتركة محتملة، كما وفّر الحدث مساحة مهمة لتقييم التقدم الجماعي في تنفيذ مشاريع المدن الذكية، والمساهمة في رسم التوجهات الاستراتيجية المستقبلية للمنظمة العالمية للمدن الذكية والمستدامة وتحديد أولوياتها.

وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور سيف سلطان الناصري، وكيل دائرة البلديات والنقل بالإنابة: "يعكس هذا الحضور العالمي الواسع لقادة المدن التزاماً مشتركاً بصياغة مستقبل حضري أكثر ذكاءً واستدامة، حيث ساهم تنوّع خبرات ورؤى المشاركين في إثراء مناقشاتنا بشكل كبير، خصوصاً وأننا نواجه تحديات مشتركة تستوجب منا التعاون معاً لإيجاد الحلول المناسبة لها، وذلك إلى جانب دور هذا الاجتماع في ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً إقليمياً رائداً للابتكار والتنمية الحضرية المستدامة".

وتضمنت أجندة الحدث جلسة نقاشية لرؤساء البلديات، ونوابهم، تناولت سُبل الارتقاء بالمدن الذكية، وأكّد المشاركون على أهمية التعاون لتعزيز القدرات الرقمية، والتعامل مع التحديات الحضرية المشتركة، ودعم مسيرة التنمية طويلة المدى، كمل شدّد القادة أيضاً على ضرورة تبادل الخبرات وتنفيذ برامج فعّالة لتسريع مسار التحوّل نحو المدن الذكية.

علاوة على ذلك، شهد الاجتماع توسّعاً جديداً لشبكة المنظمة العالمية للمدن الذكية المستدامة، حيث تم الإعلان عن افتتاح المكتب الإقليمي لأمريكا اللاتينية ليُضاف إلى المكاتب الإقليمية السبعة القائمة، ويأتي ذلك بعد افتتاح المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أبوظبي العام الماضي، كما تم الإعلان عن انضمام مدينة بوهانغ الكورية، المدينة الصناعية الساحلية المعروفة بريادتها الصناعية، إلى عضوية المنظمة في خطوةٍ تعكس الحضور المتنامي للمنظمة على الساحة الدولية.

وتضمنت أجندة الاجتماع أيضاً جلسةً مخصصة بعنوان "تشكيل مدن المستقبل الذكية"، تناولت الدور المتنامي للابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي في إعادة رسم ملامح الخدمات العامة وإدارة المدن وصنع القرار، واستعرض المشاركون أبرز التجارب التي تعكس هذا التحوّل، ومن بينها مبادرات أبوظبي في تفعيل مشاركة المجتمع، والتصميم الاستراتيجي لأنظمة النقل لتحقيق أهداف الاستدامة، إلى جانب دور الذكاء الاصطناعي في قطاعَي الصحة والعقارات.

وشهد الاجتماع مشاركة فاعلة من قادة شباب قدّموا رؤى ملهمة خلال جلسة حوارية حول الذكاء الاصطناعي وتنمية الجيل القادم من المواهب في هذا المجال. وناقش المشاركون سبل استقطاب وتمكين المواهب الشابة ضمن منظومات العمل الحكومي، ورفع سوية التميّز التشغيلي، وتوسيع نطاق التفاعل المجتمعي، وبناء ثقافة مؤسسية قائمة على الابتكار والنمو في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتم خلال الاجتماع أيضاً مناقشة خطط التوسّع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي يشرف عليها المكتب الإقليمي للمنظمة في أبوظبي، حيث تناول المشاركون ضمّ مزيدٍ من العواصم الخليجية إلى قائمة المدن العربية الأعضاء التي يشمل بعضها أبوظبي ومسقط والرباط وتونس ورام الله.

وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة العالمية للمدن الذكية والمستدامة تأسست عام 2010 بمشاركة 50 مدينة، وتوسّعت عضويتها اليوم لتشمل أكثر من 160 مدينة ومراكز  حضرية حول العالم، من بينها سان فرانسيسكو، وسيؤول، وبروكسل، وبرلين، وفرانكفورت، وروتردام، وفيينا.

-انتهى-

#بياناتحكومية