PHOTO
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة - أكد المشاركون في المؤتمر السنوي لتجارة التجزئة 2025، الذي نظمه مجلس الأعمال والمهن الهندي في غرفة تجارة دبي مؤخرًا، على الدور المحوري للذكاء الاصطناعي الذي أصبح ركيزة أساسية لاتخاذ القرارات في قطاع التجزئة في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تبلغ قيمته 300 مليار درهم.
وجمع المؤتمر كبار قادة قطاع التجزئة، والخبراء في استراتيجيات التكنولوجيا، وصناع السياسات، حيث سلط الضوء على مساهمة السلوك المتغير للمستهلكين، والاستثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وأطر اتخاذ القرارات القائمة على البيانات، في إعادة تشكيل اقتصاديات التجزئة، والإنتاجية، وتفاعل العملاء في أنحاء المنطقة.
وأشار الدكتور ساهيتيا تشاتورفيدي، الأمين العام لمجلس الأعمال والمهن الهندي، إلى أن سلوك المستهلك يتطور بوتيرة أسرع من نماذج الأعمال، مدفوعًا بتزايد التوقعات للسرعة والتخصيص والمصداقية. وأضاف: "تجار التجزئة الذين يخفقون في التكيف مع عملية اتخاذ القرار في الوقت المناسب واعتمادًا على المعطيات يواجهون مخاطر عدم النمو".
فيما استعرض كومار فارساني التوسع السريع الذي تشهده دولة الإمارات في مجال البنية التحتية للحوسبة القائمة على الذكاء الاصطناعي، مستشهدًا بالاستثمارات الإقليمية الكبيرة في مجموعات وحدات معالجة الرسومات عالية الأداء، ومجمعات بيانات الذكاء الاصطناعي، التي تُحوّل الاستراتيجية المجردة إلى قدرة تشغيلية. وأوضح أن تبني الذكاء الاصطناعي في قطاعي التجزئة والمؤسسات يتطور عبر مراحل متدرجة، بدءًا من الاستخدام الأساسي لنماذج الذكاء الاصطناعي، مرورًا بالأنظمة التي تعتمد على الوكلاء، وصولًا إلى المنصات التوليدية الواعية بالسياق، وفي هذا الصعيد، يعاد تصور أنظمة الأعمال التقليدية، مثل أنظمة تخطيط موارد المؤسسات، وأنظمة إدارة علاقات العملاء، لتصبح أنظمة متكاملة للبيانات والرموز، حيث تسهم المعلومات الآنية والاستدلال المسرع في تعريف خلق القيمة والمرونة التشغيلية.
وأكد فارساني على ضرورة إعادة النظر في كيفية استخدام المؤسسات لبياناتها وأنظمتها المؤسسية لتحقيق نمو الإيرادات، وترشيد التكاليف، وتعزيز الميزة التنافسية.
وكان السياق موضوعًا متكررًا في المؤتمر، حيث تم اعتباره الطبقة الحاسمة بين النية البشرية والذكاء الاصطناعي. وأكد المتحدثون أن التأثير الحقيقي للذكاء الاصطناعي يكمن في اتخاذ القرار، أي كيفية استفادة المؤسسات من البيانات المتاحة لزيادة الإيرادات، وخفض التكاليف التشغيلية، وتوسيع هوامش الربح. واتفقوا على أن المستقبل سيشهد أطر عمل تفاعلية، حيث يتم دعم كل موظف بنظام ذكاء اصطناعي لتعزيز السرعة والدقة والنتائج.
وخلال جلسة حوارية أدارها علي أصغر سعيد، منسق مجموعة التركيز في المؤتمر، شارك قادة قطاع التجزئة راجيش جارج، وديليب سينها، وكومار فارساني، بآراء قيّمة حول كيفية تكيف القطاع مع توقعات المستهلكين المتغيرة باستمرار. وتناول النقاش الأهمية المتزايدة للتواصل الفعال متعدد القنوات، وخدمات التوصيل في نفس اليوم، وتنوع القوى العاملة، وتمكين الموظفين كعوامل تميز حاسمة في سوق تنافسية.
وأكد المتحدثون على ضرورة أن توجيه الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق النتائج ومتوافقاً تماماً مع أهداف العمل، بما يضمن تحسينات ملموسة في تجربة العملاء، وكفاءة العمليات، وترشيد التكاليف، بدلاً من الاقتصار على المبادرات التجريبية.
كما تناول المؤتمر كتاب "بلا تصفية ولا اعتذار" للمؤلفة وعضو مجلس إدارة مجلس الأعمال والمهن الهندي، شيلبا بهاسين ميهرا، التي وصفت الذكاء الاصطناعي بأنه "هبة الوقت"، مما يمكن القادة من التركيز على الإبداع والاستراتيجية والتواصل. وقدم هذه الجلسة ساشين جوشي، عضو مجلس إدارة مجلس الأعمال والمهن الهندي، ومؤسس شركة "جي سي كي" العقارية ودار نشر "ويزدم بووك ريدنج".
وأدارت جلسات الحوار عضوات مجلس إدارة مجلس الأعمال والمهن الهندي وسيدات الأعمال المرموقات، جوماتي سيثارامان وريما ماهاجان.
ومع تسارع قطاع التجزئة في الإمارات نحو مستقبل قائم على الذكاء الاصطناعي، أكد المؤتمر على رسالة واضحة تتمثل بأن القدرة التنافسية المستدامة ستكون من نصيب المؤسسات القادرة على فهم السياق، والاستفادة من البيانات بفعالية، وتمكين اتخاذ القرارات الذكية على نطاق واسع.
من خلال هذه المنتديات الحصرية المخصصة للأعضاء فقط، يوفر مجلس الأعمال والمهن الهندي في دبي منصة موثوقة لتبادل المعرفة، والمقترحات الاستراتيجية، والتعلم، مما يقدم قيمة ملموسة لمجتمعه ويساعد الأعضاء على البقاء في طليعة بيئة الأعمال سريعة التطور.
-انتهى-
#بياناتحكومية








