· انطلاق فعاليات مؤتمر الأقمار الاصطناعية والبث وتصوير المحتوى في مركز دبي التجاري العالمي على مدى ثلاثة أيام

· دبي تؤكد التزامها بمواصلة استقطاب المواهب المتخصصة من الشركات والأفراد على حد سواء

· الارتفاع المستمر في معدلات الحطام الفضائي يسلط الضوء على أهمية زيادة حلول التتبع المعززة واللوائح التنظيمية ذات الصلة للحد من التهديدات

دبي، الإمارات العربية المتحدة : انطلق كابسات 2022، الفعالية الأبرز في المنطقة والمتخصصة في قطاعات اتصالات الأقمار الاصطناعية والبث وتصوير المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليركز في اليوم الأول على المواضيع المتعلقة باستدامة قطاع الفضاء وتهديدات الحطام الفضائي والتغيّرات التي تشهدها سلوكيات العملاء من حيث استهلاك المحتوى، بمشاركة نُخبة من مشغلي الأقمار الاصطناعية والبث ومنتجي المحتوى.

مساعي دبي لاستقطاب المواهب تحقق نتائج واعدة

افتتح مؤتمر المحتوى في إطار فعالية كابسات 2022 أعماله بكلمة رئيسية ألقاها السيد ماجد السويدي، المدير العام لمدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستوديوهات ومدينة دبي للإنتاج، مشيراً إلى الأعداد المتزايدة لرواد الأعمال ومساعي دبي لاستقطاب المواهب والمؤسسات على حدٍّ سواء، لتكون بمثابة حافز للارتقاء بمستوى قطاع الإعلام في الإمارة.

وقال السويدي: "نحرص على توفير الظروف والمنظومة الملائمة لرواد الأعمال، إذ لمسنا خلال العام الماضي زيادةً واضحة في أعداد الشركات التي تسعى للاستثمار هُنا واكتشاف مزايا الإصلاحات الحكومية الرامية إلى دعم قطاع الإعلام. وتحوّل كابسات إلى منصة فريدة خصيصاً هذا العام، حيث يقدم مجموعةً واسعة من الفرص التي تُركز على استقطاب الشركات والأفراد المُبدعين".

وأضاف السويدي: "نؤكد تركيزنا على ريادة الأعمال، فهي من المبادئ التي نلتزم بها في مجموعة تيكوم بينما نمضي قدماً لتحقيق مزيدٍ من التطور. ونستثمر بشكل واسع في توفير البنية التحتية المناسبة بالاعتماد على منصة إن فايف التابعة لنا، والتي شهدت مؤخراً طرح مساحة جديدة مختصة لاستقبال المستثمرين في الشركات الناشئة وأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية والمؤسسات الاستثمارية الأخرى في مركز إن فايف للتكنولوجيا في مدينة دبي للإنترنت".

المستهلكون يتجهون للتركيز على النوعية على حساب الكمية

تناولت جلسة حوارية، جمعت مجموعة من أبرز قادة مؤسسات البث في المنطقة والعالم، سُبل إيصال المحتوى للمستهلكين والطبيعة المُعقّدة لآلية صنع القرار الرامية إلى إرضاء المستهلكين وضمان ربحية الشركات في فترة تشهد تنافساً واضحاً بين الوسائط التقليدية والرقمية.

ومن جانبه، أشار وائل محمد البطي، نائب رئيس المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية والرئيس التنفيذي للشؤون التجارية، إلى أنّ التركيز على إضفاء الطابع المحلي على الإنتاجات وضمان جودتها هو أهم عوامل رضا العملاء، لا سيما في ضوء استمرار الاعتماد على خدمات الأقمار الاصطناعية. وقال البطي: "انطلقت عملياتنا منذ ثمانينيات القرن الماضي وأصبحنا من أهم مزودي خدمات الأقمار الاصطناعية في العالم العربي، ولا نركز في عرب سات على الكمية بقدر تركيزنا الأكبر على الجودة والسُبل الكفيلة بتحسين الخدمات التي نُقدمها في أسواق محددة. وعلى خلفية إطلاق بعض القنوات الجديدة في لبنان والأردن، تُشير دراسة بحثية أجريناها على قطاع الأقمار الاصطناعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى استحواذ الأقمار الاصطناعية على 97% من السوق في المنطقة. ولمسنا أيضاً وجود زيادة في أعداد أجهزة الاستقبال عالية الدقة المُستخدمة في المنطقة".

وانضمت إلى الجلسة الحوارية أيضاً السيدة يوليا فيشر، مديرة زي دي إف ستوديوز المحدودة، إحدى أضخم شركات البث في أوروبا. وقالت فيشر، المسؤولة عن أنشطة الاستحواذ والمبيعات في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا: "يستحوذ المحتوى الناطق باللغة الألمانية على القسم الأكبر من إنتاجاتنا، لكننا نبحث عن فرص للإنتاج المشترك هُنا في الشرق الأوسط. وقُمنا بإنتاج أعمال مثل ذا كيلينج وذا بريدج وغيرها، والتي كان لها أثر كبير في تعزيز خبرتنا حول مفهوم متابعة المحتوى لفترات مطولة، علماً أنّ ذلك كان قبل ظهور منصات مثل نتفليكس وديزني بلس. كما لمسنا وجود

طلب على متابعة المحتوى المنتَج خارج هوليوود أيضاً، ولا شك بأنّ إرضاء المستهلكين أصبح أكثر صعوبةً لذا فإنّ المحتوى الجيّد يلقى إقبالاً أكبر".

التباعد الاجتماعي في الفضاء

شهدت قمة سات إكسبو 2022، المنعقدة بالتوازي مع مؤتمر المحتوى من كابسات، العديد من النقاشات مع المتحدثين الذين توافدوا للمشاركة في الفعالية من جميع أنحاء العالم. وأصبحت مسألة تراكم الحطام المداري والإدارة المستدامة والمسؤولة للفضاء من أهم المواضيع المطروحة ضمن قطاع الأقمار الاصطناعية، مع وجود ما يزيد عن 900 ألف قطعة من الحطام في الفضاء وتوثيق حوالي 20 ألف قطعة منها فقط. وأوضح أليساندرو كاسيوني، مدير وحدة ديناميكيات الطيران لدى إنمارسات، إلى أنّ ارتطام إحدى قطع الحطام الفضائي التي يصل قياسها لـ 1 ملم فقط قد يؤدي إلى انقطاع إمدادات الطاقة، الأمر الذي يستدعي بالتأكيد تحسين آليات التتبع وتعزيز اللوائح التنظيمية، بدلاً من مُجرد الاعتماد على التوصيات غير المُلزِمة.

وبدورها، قالت فيكتوريا سامسون، مديرة مكتب واشنطن لدى مؤسسة العالم الآمن: "عندما أتحدث عن مسألة الحطام الفضائي أمام الأشخاص غير المختصين بالفضاء، يبدؤون بتخيّل سيناريو فيلم وول-إي، ويعتقدون بأنّ دائرة هائلة من المخلفات ستحوم حول كوكبنا، لكن المسألة ليست بهذا الشكل. سيؤدي هذا إلى جعل بعض المدارات مكلفة أو خطرة للغاية، ولذا سنفقد المزايا التي توفرها لنا هذه المدارات".

ويُمكننا أن نلمس آثار فقدان هذه المدارات في الاعتماد البشري على الأقمار الاصطناعية. وأشار ليث حمد، نائب الرئيس للشؤون الحكومية والتنظيمية وعضو مجلس الإدارة لدى المشروع المشترك بين ون ويب ونيوم: "أصبحت الأقمار الاصطناعية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، سواءً من خلال الإنترنت أو التلفزيون أو الهواتف المحمولة".

وكشف كاسيوني، المسؤول عن ضمان أمن أسطول شركة إنمارسات، بأنّ نصف إجمالي الحطام الفضائي الموجود في الفضاء كان ناجماً عن ثلاثة حوادث ارتطام فحسب، علماً أنّ الأقمار الاصطناعية الفعالة لم تكن طرفاً في أيّ من هذه الحوادث، بينما أكّد حمد بدوره على أهمية الترخيص الحكومي. وقال: "يتوجب علينا في المرحلة الراهنة إخراج الأقمار الاصطناعية عن مدارها خلال 25 عاماً فقط، وهذه فترة طويلة. وتوجد مساحة واسعة جداً للتعاون، لكن لا بد

من إقرار اللوائح التنظيمية في هذا الصدد، مع عدم الاكتفاء بالتوصيات غير المُلزمة". وأوضح بأنّ أسطول الأقمار الاصطناعية لديهم مصمم ليخرج عن المدار تلقائياً مع استخدام المواد التي تتفكك عند عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض.

تنطلق فعاليات كابسات 2022 بين 17-19 مايو الجاري من 11 صباحاً ولغاية 5 مساءً في قاعات 5-8 في مركز دبي التجاري العالمي.

#بياناتشركات

- انتهى -