تردد في الآونة الأخيرة اسم شركة "المتحدة للتبغ" في الشارع المصري بعد أن فازت شركة السجائر الشهيرة فيليب موريس - التي توكل أعمالها في مصر للمتحدة للتبغ - برخصة تصنيع السجائر لتكسر احتكار الشركة الشرقية الحكومية للصناعة والذي استمر لعقود.
 
بمجرد أن أٌعلن عن حصول الشركة المتحدة للتبغ على الرخصة الجديدة، سارع عدد كبير من رواد السوشيال ميديا بالزعم أن تلك الشركة تتبع جهاز المخابرات العامة في مصر، والربط بين اسم شركة التبغ "المتحدة للتبغ" وشركات "المتحدة للخدمات الإعلامية والمتحدة للخدمات الرياضية" الذي يتردد تبعيتهما للمخابرات المصرية.
 
"مُلاك الشركة المتحدة للتبغ هم مستثمرون إماراتيون ولهم باع طويل في مجال تصنيع وتوزيع السجائر في العالم كله،" بحسب هاني أمان العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة الشرقية لزاوية عربي.
 
"ووجودهم في مصر إضافة كبيرة للمجال. وان شاء الله هيعملوا تطور ملحوظ في سوق السجائر في مصر سواء من حيث الجودة أو استحداث أنواع جديدة من السجائر".
 
وقد أعلنت فيليب موريس في أغسطس الماضي عن بدء الإنتاج في مصر بطاقة إنتاجية مليار سيجارة بعد أن كانت تنتج تحت رعاية الشركة الشرقية وفي مصانعها.

تفاصيل أكثر عن الرخصة الجديدة: فيليب موريس تستعد لإنتاج سجائر في مصر تحت اسم شركة تابعة لها
 
 وبحسب أمان: " هم ( الشركة المتحدة للتبغ ) وكلاء وموزعون لشركة فيليب موريس في مصر ولديهم شراكة قوية معهم في معظم دول العالم.. هم أيضا لديهم قدرة كبيرة على تسويق منتجات التبغ ويسيطرون على الأسواق الحرة في العالم والمطارات" . 
 
 وبحسب مصادر من داخل الشركة المتحدة للتبغ لزاوية عربي فإن الشركة تعمل حاليا على بناء مصنعين لإنتاج السجائر في مصر لفيليب موريس في منطقتي 6 أكتوبر وبدر على مشارف القاهرة. وأشارت المصادر إلى أن الشركة تستهدف الوصول إلى حجم استثمار يصل إلى 320 مليون جنيه (16.5 مليون دولار) وتحويل مصانعها في مصر لخدمة أسواق أخرى قريبة.

رخصة جديدة

وأخيرا وبعد سنوات من الانتظار، أعلنت فيليب موريس يوم 31 أغسطس الماضي بدء الإنتاج في مصر باسم جديد بعدما حصلت على رخصة لتصنيع السجائر تحت اسم شركة "المتحدة للبيع" والتي تعتبر وكيلها في مصر، بعد مشاركتها في مزايدة طرحتها الحكومة.

ولم يتقدم للمزايدة سوى الشركة المتحدة، سواء في أول طرح للمزايدة في أوائل 2021 أو عندما أعادت الهيئة طرحها نهاية نفس العام. فيما لم تعلن الشركة أو الحكومة عن قيمة الرخصة.

وتساهم الشركة الشرقية في الشركة المتحدة – صاحبة الرخصة الجديدة – بنسبة 24%، بحسب بيانات الشركة الشرقية ولا تزال تملك الشرقية حق تصنيع السجائر الشعبية كليوباترا، بحسب كراسة شروط المزايدة، والتي نصت على أن الشركة الشرقية لها الحق في التملك بنسبة تصل لـ 24% في الشركة الحاصلة على رخصة إنتاج السجائر.

وقالت شركة فيليب موريس أيضا سابقا أنه سيتم تغيير اسم المصنع المطبوع على كل منتجاتها من سجائر «مارلبورو»، و«ميرت»، و«إل إم»، بأنواعها، ليكون "صنع في مصر بالشركة المتحدة للتبغ" بدل من في "الشركة الشرقية". وأشارت فيليب موريس مصر، إلى استمرار الشركة الشرقية في تصنيع جميع منتجات فيليب موريس من السجائر لحين انتهاء مخزونها من مواد الإنتاج والخامات اللازمة لتصنيع هذه الأنواع، لتبدأ بعد ذلك الشركة المتحدة للتبغ في عملية التصنيع. 

18.5 مليون مصري يدخنون
 
طبقا لأحدث تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة في 2021، فإن 18.5 مليون مصري يدخنون، مشيرا إلى أن أكثر من 42% من الأسر المصرية بها شخص يدخن، وأن مصر ضمن العشر دول الأوائل التي ينتشر بها التدخين. 

وذكر التقرير أنه قد بلغ متوسط الإنفاق السنوي على التدخين للأسرة المصرية التي بها فرد مدخن أو أكثر نحو 8,552 جنيه.
 
وأكد التقرير أن أعلى نسبة مدخنين في الفئة العمرية (45-54 سنة) والتي تبلغ 23.2% يليها الفئة العمرية (35-44 سنة) حوالي 22.5% ثم الفئة (25-34 سنة) حوالي 20.8% وهي نسب مرتفعة. 
 
وأشار إلى أن أعلى نسبة مدخنين بين الحالات التعليمية المختلفة كانت لمن يحمل شهادة محو الأمية بنسبة 30.1%، يليها من يقرأ ويكتب حيث تبلغ نسبة المدخنين بينهم 27.5%، وأقل نسبة مدخنين على الإطلاق توجد بين الحاصلين على شهادة جامعية فأعلى 12.7%. 
 
"اللف" في محاولة للتغلب على ارتفاع الأسعار 
 
لجأ عدد كبير من المدخنين في مصر إلى طريقة "لف" السجائر بدلا من شراء السيجارة جاهزة،  وذلك في محاولة منهم إلى تقليل التكلفة.
 
وقال إبراهيم إمبابي رئيس شعبة الدخان بالغرفة التجارية أن أسعار علب السجائر ارتفعت في مصر مؤخرا للمرة الثالثة خلال عامين وارجع سبب الزيادة إلى ارتفاع المواد الخام عالميا ورفع قيمة الضرائب المفروضة من قبل الدولة فضلا عن الاضطرابات الدولية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.  

للمزيد: الشرقية للدخان ترفع أسعار بعض السجائر في مصر

وذكر هاني أمان العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة الشرقية لزاوية عربي، إن شركته حاولت استيعاب زيادات الأسعار داخليا، وتعيد حسابات التكاليف الخاصة بالشركة كل 3 أشهر، موضحا أن الزيادة الأخيرة هي لمواجهة زيادة التكاليف الناتجة عن زيادة أسعار الشحن والأسعار العالمية للتبغ. وأضاف إلى أن الزيادة في الأسعار كانت "أمر ضروري" .  
 
وقال وليد شعبان، مدخن مصري يعمل في مهنة المحاماة :" بشرب 5 علب سجائر في اليوم تقريبا. ده (هذا) بالإضافة إلى توزيعها على المعارف والعاملين في المحاكم طوال اليوم كعادة المصريين".
 
"الآن بعد ارتفاع الأسعار قررت أن أشترى كيس التبغ، وألف السيجارة بنفسى. ده يوفر حوالي 40% من تكلفة التدخين".

 

(إعداد: أحمد حسن، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#أخباراقتصادية

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا