يأتي افتتاح الدورة الـ12 لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية (4-10 فبراير 2023)، وسط حالة من القلق والترقب عقب حزمة الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة لترشيد الإنفاق، والتي تضمنت عدم تحمل الدولة لتذاكر طيران الأجانب إلا بعد الحصول علي موافقة رئيس الحكومة.

وجاء هذا كمحاولة للتقليل من مخاطر تراجع قيمة العملة المصرية مقابل الدولار والذي شهد ارتفاع غير مسبوق حيث تجاوز سعره في السوق السوداء في بعض الأحيان الـ35 جنيه.

خريطة المهرجانات المصرية

هي تنقسم إلى نصفين.

الأول يضم المهرجانات التي تنظمها الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة وتتولى مهمة تنظيمها وتمويلها من الألف إلى الياء، مثل مهرجان: القاهرة السينمائي الدولي والإسماعيلية للسينما التسجيلية والقصيرة.

أما الجزء الثاني تنظمه مؤسسات المجتمع المدني وتدعمه الحكومة ماديا بنسب معينة.

ومن جانبها التزمت وزارة الثقافة بتوفير دعم مالي لمهرجانات مؤسسات المجتمع المدني والذي تراجعت قيمته إلى النصف تقريبا نتيجة فروق سعر الصرف وأصبحت إدارات المهرجانات مطالبة بتعويض هذا الفارق من خلال الرعايات المختلفة وهو أمر أشبه بالمستحيل في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي يعاني منها الجميع.

حاول مهرجان الأقصر إغراء الرعاة بتواجد نجوم في حجم محمد رمضان والذي أعلن عن تصدره قائمة مكرميه لهذا العام رغم أن التاريخ السينمائي لرمضان ليس بالكم الذي يمنحه التكريم من مهرجان سينمائي بحجم الأقصر الإفريقي، إلا أن هذه المحاولات لم تؤتي بثمارها المرجوة.

واضطر المهرجان إلى انتهاج سياسة الحكومة المصرية بترشيد نفقاته وتقليل عدد ضيوفه من الأجانب حيث قرر عدم دعوة ما يقرب من 10 من صناع الأفلام نتيجة ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وأكتفى المهرجان أيضا بدعوة عدد قليل من الصحفيين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. 

الأزمة نفسها سيعانيها مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير المقرر انطلاقه خلال الفترة من 16 وحتى 21 فبراير الجاري والذي قررت إدارته تخفيض مدته من 7 إلى 6 أيام ترشيدا للنفقات حيث تدعم وزارة الثقافة المهرجان بما يقارب الـ 800 ألف جنيه - والذي أصبح يوازي حاليا 26.4 ألف دولار فقط بحسب السعر الرسمي للجنيه الجمعة والذي يبلغ 30.3 للدولار - وهو أقل المهرجانات المصرية في نسب الدعم الحكومي والذي يتراوح لبعض المهرجانات من المليون و200 ألف جنيه لـ 3 مليون جنيه.

وفي مهرجان أسوان لأفلام المرأة تعد دورته السابعة التي تقام خلال الفترة من 5 وحتى 10 مارس المقبل هي الأصعب حيث تواجه إدارته أزمات متعددة بسبب زيادة سعر الصرف وفي مقدمتها ارتفاع تذاكر الطيران والإقامة إلي ما يزيد عن الضعف تقريبا بخلاف أسعار تأمين الأفلام المشاركة والتي يتم تسديدها باليورو. 

أبعاد أخري للأزمة تظهر بوضوح مع انطلاق الدورة الـ24 لمهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية والقصيرة المقرر لها الفترة من 14 وحتي 20 مارس المقبل، من المتوقع أن يشهد المهرجان تمثيل أجنبي هو الأضعف في تاريخه.

الأزمة لن تتوقف مع تلك المهرجانات فقط بل ستتجدد مع مهرجانات أخري ومنها الإسكندرية لأفلام دول البحر المتوسط الـ39 والذي تنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما خلال شهر أكتوبر المقبل ومهرجانات جديدة تنطلق دورتها الأولى ومنها مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية خلال شهر مايو والغردقة لسينما الشباب في الفترة من 21 وحتي 27 سبتمبر 2023.

 

(إعداد: أحمد النجار، عضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما )  

(للتواصل zawya.arabic@lseg.com)