نظمت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" بفندق كراون بلازا (حي العرفان)، جلسة نقاشية حول واقع الصناعات التحويلية (قطاع مواد البناء والتشييد)، حيث يأتي تنظيم هذه الجلسة لتسليط الضوء على الصناعات التحويلية بشكل عام وقطاع مواد البناء والتشييد بشكل خاص من خلال استعراض آخر المستجدات وأحدث التقنيات في السوق المحلي والعالمي بالإضافة إلى إبراز الدور الهام الذي تلعبه صناعة مواد البناء في القطاع الصناعي بهدف توفير منتجات ذات جودة عالية للبنى الأساسية في مختلف المشاريع في ظل النهضة العمرانية التي يشهدها العالم.

وقد بدأت الفعالية بكلمة لمنذر بن علي الناصري، القائم بأعمال مدير عام التسويق والشؤون التجارية في مدائن، أوضح من خلالها أن إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تشير إلى أن إجمالي مساهمة الصناعات التحويلية في السلطنة بلغت حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري حوالي 2 مليار و300 مليون ريال عماني، مقارنة مع 1مليار و400 مليون ريال عماني في الفترة نفسها من العام الماضي؛ ويضع هذا الرقم القطاع الصناعي كثاني أهم رافد غير نفطي للاقتصاد الوطني بعد قطاع الخدمات بمساهمة تقارب 4 مليار عماني في الناتج المحلي.

وأضاف الناصري أن رؤية عمان 2040 وضعت الصناعات التحويلية كأحد أهم القواطر التي تقود القطاع الصناعي في السلطنة في ظل توفر الموارد الطبيعية من المواد الخام التي تدخل في الصناعات التحويلية خاصة تلك المعتمدة على النفط والغاز، بالإضافة إلى الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للسلطنة الذي يسهل تصدير تلك الصناعات بسهولة لمختلف الموانئ العالمية، كما أضاف الناصري أن الصناعات التحويلية تملك قدرة كبيرة على القيام بأدوار إيجابية في دعم الناتج المحلي.

أوراق عمل

وقد تم خلال الفعالية تقديم مجموعة من أوراق العمل والعروض المرئية حول واقع الصناعات التحويلية، حيث أوضح جلال بن حمد الحضرمي، مدير المحتوى المحلي والفرص الاستثمارية بأكاديمية الابتكار الصناعي، أن الأكاديمية تقوم بتطوير برامج تنفيذية مبتكرة تهدف إلى تمكين القطاع الصناعي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال رفع نسبة المحتوى المحلي عن طريق دعم الابتكار وبناء القدرات وتبني تقنيات الأتمتة والثورة الصناعية الرابعة ضمن سلاسل التوريد المرتبطة بها. وأضاف أن الأكاديمية تهدف إلى رفع نسبة المحتوى المحلي في سلاسل الإمداد المرتبطة بالقطاعات الاقتصادية وربطها بالمنتجات والخدمات المحلية، وتعزيز منظومة الابتكار من خلال إيجاد منتجات وخدمات مبتكرة تعزز المحتوى المحلي، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية واحتضان وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وقال الحضرمي أن الأكاديمية تعمل على تحقيق عدد من البرامج الاستراتيجية من ضمنها برنامج "ربط" الذي يهدف إلى ربط الصناعات القائمة في المدن الصناعية مع المناقصات الحكومية، لإدراجها في مستندات المناقصات كمنتجات وصناعات وخدمات محلية للالتزام بشرائها أو توريدها للمشاريع، كما أشار إلى أن البيانات تظهر مدى مشاركة العناصر العمانية في الصناعات القائمة بسلطنة عمان، متمثلة في القوى العاملة، السلع، الخدمات والأصول. وتمثل هذه البيانات روافد منصة "ربط" الإلكترونية التي يعمل الفريق على إنشاؤها والتي تهدف إلى خدمة القطاع الصناعي بسلطنة عمان من خلال تشجيع الاستثمارات وتسهيل المشتريات على مستوى القطاع ورفع قيمته المحلية المضافة.

كما قدّم المهندس بدر الهدابي، صاحب مكتب حجر الارتكاز للاستشارات الهندسية، نبذة عن النمط المعماري الذي يُعرف بـ Adobe والذي يعتمد على استخدام طوب اللبن التقليدي ومواد بأسعار في متناول اليد، وصديقة للبيئة، وسهلة التركيب، كما أكدّ الهدابي على أهمية إجراء البحث والتطوير على هذا النمط المعماري لتحسين المباني ذات هذه الخصائص. ومن جانبه، استعرض د. هلال الضامري، مدير عام التصنيع بشركة اسمنت عمان مراحل تصنيع الاسمنت وأنواع الاسمنت ومواصفاته، بالإضافة إلى مستقبل صناعة الاسمنت في سلطنة عمان.

جلسة نقاشية

وبدأت بعدها الجلسة النقاشية التي أدارها أيمن بن عبدالله الحسني، الرئيس التنفيذي لمصنع الألبان الحديث، وشارك بها كلا من راشد الجابري، رئيس مجلس إدارة شركة البيت السريع للإنشاء والتعمير، خالد الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة تاترونك الشرق الأوسط، المهندس سالم الشنفري، الرئيس التنفيذي للشركة العالمية للمحاجر، فيصل الحجري، شريك وممثل بالشركة العمانية لدرفلة الألمونيوم، و د. هلال الضامري، مدير عام التصنيع بشركة اسمنت عمان. حيث تم خلال الجلسة مناقشة مجموعة من المحاور الهامة وأبرزها أهمية الصناعات التحويلية في السوق المحلي والعالمي، ودور الصناعات التحويلية في النمو الاقتصادي وتعزيز التنافسية، والمعوقات التي تواجه الصناعات التحويلية، ومستقبل الصناعات التحويلية بشكل عام وقطاع مواد البناء والتشييد بشكل خاص.

#بياناتحكومية

- انتهى -