أعلن معمل عبداللطيف جميل لأنظمة الماء والغذاء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا اليوم عن الإطلاق الرسمي لمؤشر جميل لتجارة الأغذية ومخاطر الأمن الغذائي، وهو أداة رقمية مبتكرة تمكّن صناع السياسات والمستثمرين والعاملين في مجال التنمية من الحصول على تحليلاتٍ قائمة على البيانات، تساعدهم على فهم تعقيدات تجارة الأغذية العالمية وآثارها على الأمن الغذائي، خصوصاً في ظل ما يشهده العالم من تنامي الاضطرابات الجيوسياسية والمناخية والاقتصادية.

ويمثل مؤشر جميل حجر الأساس لتحالف تحويل أنظمة الغذاء والمناخ بقيادة معمل عبداللطيف جميل لأنظمة الماء والغذاء، وهو شبكة عالمية تضم ما يزيد على 20 جهة رائدة من المؤسسات البحثية والمنظمات المعنية من مختلف أنحاء العالم بدعمٍ من مجتمع جميل.

وتسهم أقل من 10 دول فقط بما يزيد على 90% من صادرات الغذاء العالمية. وفي هذا السياق، تفيد بيانات مؤشر جميل بأنّ 55% من دول العالم تواجه صعوبات في استيراد الأغذية وفق مستوياتٍ تتراوح بين متوسطة وشديدة.

ويؤكد هذا الترابط المتزايد على مستوى العالم ضرورة الاهتمام بمرونة الأنظمة والمساواة والقدرة على مواجهة المخاطر الغذائية. ويعمل مؤشر جميل على تحويل بيانات التجارة العالمية المعقدة إلى تحليلات قابلة للتنفيذ، بهدف توجيه الاستراتيجيات العالمية والمحلية نحو تعزيز الأمن الغذائي، من خلال تنويع مصادر التوريد ومواءمة السياسات والاستثمار المستدام.

ويقدم مؤشر جميل نتائج وتقييمات حول مشكلات تجارة الأغذية في أكثر من 180 دولة، بالاعتماد على تحليل المخاطر المرتبطة بثماني سلع زراعية رئيسية، وهي القمح والأرز وفول الصويا والذرة ومنتجات الألبان واللحوم والسكر والزيوت الغذائية.

وتعمل هذه الأداة المبتكرة على دمج مؤشراتٍ خاصة بالاعتماد على الاستيراد، وتنوع سلاسل التوريد، وتفاوت الإمدادات، وصرف العملات الأجنبية، لتوفر بذلك منصةً شاملةً وقابلة للتخصيص وقادرة على تقييم مدى التعرض لصدمات تجارة الأغذية العالمية.

وبحسب مؤشر جميل، تندرج أربع دول في منطقة الشرق الأوسط ضمن قائمة الدول الأكثر تعرضاً لمخاطر الأمن الغذائي، وهي الأردن والكويت ولبنان وسلطنة عُمان، إلى جانب دول مؤلفة من جزرٍ صغيرة مثل الرأس الأخضر وغرينادا. وفي المقابل، تأتي دول الأرجنتين والولايات المتحدة والصين ضمن أبرز المصدرين الرئيسيين للأغذية، حيث تُظهر هذه الدول أعلى مستويات المرونة في مواجهة صدمات تجارة الأغذية العالمية.

وتم الكشف رسمياً عن مؤشر جميل خلال فعالية خاصة بعنوان منتدى مؤشر جميل: تجارة الأغذية في ظل الحالة الراهنة من عدم الاستقرار. وأقيمت هذه الفعالية بضيافة كلية مارتن بجامعة أكسفورد.

وتضمنت الفعالية عرضاً تقديمياً حول المؤشر، ترافقت مع إلقاء كلمة هامة تناولت تطبيقاته ضمن التكتل التجاري المتنامي لمجموعة البريكس، والتي تضم حالياً 11 اقتصاداً رئيسياً في قطاع الأغذية الزراعية. واشتملت الفعالية أيضاً على جلسة حوارية بمشاركة نخبة من القادة العالميين في أنظمة الغذاء والتجارة والاستدامة.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور غريغ سيكست، مدير تحالف تحويل أنظمة الغذاء والمناخ في معمل عبداللطيف جميل لأنظمة الماء والغذاء: "يشكل مؤشر جميل أداة بالغة الأهمية في التخطيط والاستثمار اللازمين لضمان قدرة تجارة الأغذية على تلبية احتياجات الأمن الغذائي، وذلك ضمن منظومةٍ تجارية عالمية تشهد مستويات متزايدة من التقلبات. وسيشهد المؤشر خلال الأشهر المقبلة دمج تأثيرات السيناريوهات المستقبلية لتغير المناخ على تجارة الغذاء، مما يعزز أهمية هذه الأداة في التخطيط بعيد الأمد".

ومن جانبه، قال نادر اسكندر دياب، رئيس قسم البرامج في مجتمع جميل: "يتمثل جوهر رسالتنا في حماية المجتمعات العالمية من تأثيرات تغير المناخ، خصوصاً تلك التي يمكن أن تعاني من المخاطر أكثر من غيرها. ويسرنا دعم عملية تطوير مؤشر جميل، الذي من شأنه أن يسمح لصناع القرار والخبراء بالوصول إلى تحليلات قيّمة لتعزيز الأنظمة الغذائية وزيادة مرونتها، ما يسهم في الحفاظ على حياة الأفراد وسبل العيش خلال الاضطرابات المتنامية. ويسعدنا أن نشهد تزايد مكانة هذه الأداة لتصبح حجر الأساس في توفير أمنٍ غذائي عالمي أكثر عدالة واستدامة".

وبدوره، قال الدكتور لينوس موفور، المستشار الإقليمي للاستدامة والمناخ في اليونيسف - المكتب الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا: "لا تزال أفريقيا بين أكثر المناطق تأثراً بالتداعيات المتزايدة لتغير المناخ، لا سيما تلك المتعلقة بالأمن الغذائي. ومع بدء تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، تتنامى أهمية تكوين فهمٍ أعمق للروابط التي تجمع بين تغير المناخ والتجارة والأمن الغذائي. ويمكن لمؤشر جميل أن يؤدي دوراً أساسياً في تطوير مؤشرٍ خاص بأفريقيا في هذا الإطار".

ومن ناحيتها، قالت بولا دي ألميدا، رئيسة محفظة الغذاء والزراعة والمياه في شركة بيجاسوس كابيتال أدفايزرز: "يوفر مؤشر جميل أداةً قيّمة للمساعدة على الحد من المخاطر المتعلقة بالاستثمارات في مختلف أنحاء العالم. كما يمثل نظام إنذارٍ مبكر لمجالات الخطر في أنظمة الغذاء والزراعة، مما يضمن توجيه الأموال واستثمارها بالصورة المثلى وفقاً للموقف والحاجة".

وسبق أن تمّ استعراض المؤشر خلال حوار بورلوغ ضمن فعاليات الجائزة العالمية للأغذية لعام 2024، حيث قدم الدكتور غريغ سيكست والبروفيسور كينيث ستريزيبك الإطار العام للمشروع المنجَز بإشرافهما والنسخة الأولية منه.

-انتهى-

#بياناتشركات