تتوقع شركة الطاقة السعودية أكوا باور أن تتضاعف محفظة مشاريع الطاقة المتجددة  لديها 3 مرات بحلول 2030، بحسب ما صرح به رئيسها التنفيذي لموقع زاوية عربي، وذلك ضمن استراتيجيتها للحد من انبعاثات الكربون.  

تأسست أكوا باور عام 2004 وتعمل كمطور ومستثمر ومشغل لمحطات الطاقة الكهربائية وتحلية المياه. ويملك الصندوق السيادي السعودي حوالي 45% من أسهمها التي أدرجت في البورصة في أكتوبر 2021.

"بحلول عام 2030، نتوقع أن ترتفع محفظتنا الحالية بـ 3 أضعاف أي إلى أكثر من 120 غيغاواط. تشكل الطاقة المتجددة 35% تقريبا من محفظتنا اليوم ونحن نتوقع أن تقترب من 90% بحلول 2030،" وفقا لـ بادي بادماناثان، الرئيس التنفيذي للشركة في حوار مع زاوية عربي. 

تمتلك أكوا باور مشاريع طاقة متجددة في السعودية ودول أخرى بقدرة إنتاجية تبلغ 15.7 غيغاواط حاليا.

وبحسب آخر بيانات نشرتها الشركة، بلغت الطاقة الاجمالية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه 42.7 غيجاواط و6.2 مليون متر مكعب في اليوم، كما تُقدر القيمة الاستثمارية لمحفظة مشاريع توليد الطاقة والمياه في طور التشغيل والبناء والتي بلغ تطويرها مرحلة متقدمة بـ 249.2 مليار ريال أو ما يعادل 66.5 مليار دولار.

وقال بادماناثان في مقابلة جرت عن بُعد "هذه ليست تكهنات ولدينا خطة واضحة للغاية،" لافتا إلى برنامج السعودية للطاقة المتجددة حيث وقعت الشركة اتفاقيات اطارية مع صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي السعودي) لتطوير 70% من البرنامج الذي تشارك أكوا باور وأرامكو السعودية في تطويره.  

كما أشار إلى نية أكوا باور استثمار 10 مليار دولار في جنوب أفريقيا لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر ومشتقاته. أعلنت أكوا باور عن توقيع هذه الشراكة مع مؤسسة تنموية تابعة لحكومة جنوب أفريقيا في 23 أكتوبر.

وتسعى السعودية إلى إنتاج 58.7 غيغاواط من الطاقة المتجددة عبر برنامجها الذي سيطور 30% منه مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة (REPDO) التابع لوزارة الطاقة السعودية. وبحلول 2030، تتطلع المملكة لتوليد 50% من الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة و50% من الغاز لخفض الوقود المستخدم لإنتاج الكهرباء ضمن مساعيها لتحقيق الحياد الصفري.

وفي رد على سؤال عما إذا راجع تقديراته حول تكلفة البرنامج السعودي للطاقة المتجددة عن 60 مليار دولار على مدى 10 أعوام بسبب التضخم قال بادماناثان:"بسبب التضخم قد يقول أحدهم حسنا ربما عليكم زيادة هذا المبلغ لكن نعتقد عكس ذلك هو نفس المبلغ لأنه في المدى القصير خلال الأعوام القليلة المقبلة سترتفع تكلفة المحطات الجديدة وبعدها ستنخفض مع انخفاض تكلفة (المشاريع) التي سنسلمها بين 2025 إلى 2030 وبذلك ستنخفض النفقات الرأسمالية مقارنة باليوم، لذا ستتوازن المحفظة بأكملها".

خيارات تمويلية 

قال بادماناثان إن السوق يتمتع بسيولة كبيرة وصحيح أن التمويل يستغرق وقت أطول لأن الشركة توسع قاعدة السيولة وهي لا تستهدف مصرف واحد أو مجموعة من البنوك فحسب بل تتطلع إلى خيارات متعددة من التمويل قصير الأمد إلى السندات.

"(التمويل) يستغرق وقت أكثر من السابق ولكن ما أستطيع أن أؤكد لك هناك إقبال كبير على هذا النوع من الأصول...وفي الوقت الذي نوفر فيه الكهرباء والمياه بتكلفة أكثر انخفاضا سيصبح القطاع ضمنيا من دون مخاطر."

وأضاف أن الشركة ممولة جيدا و"لدينا محفظة في طور النمو من الأصول الخضراء لذا فمن البديهي أن المرحلة المقبلة لاستقطاب رأس المال هو استخدام بعض من هذه الأصول الخضراء لإصدار السندات الخضراء وهو مصدر آخر من السيولة،" وعن التوقيت قال بادماناثان إن الإصدار لن يكون هذا العام.

وأضاف "نحن نوقت هذه الأمور على النحو الأمثل وما لا نريد أن نفعله هو جمع الأموال وإبقائها في البنك" وشدد على أن لدى الشركة مستوى كافي من المال النقدي للاستثمارات المقبلة.

استثمارات 

أعلنت الشركة في 1 نوفمبر عن فوزها بمشروعين للطاقة الشمسية في إندونيسيا بـ "تعرفة تنافسية جدا،"، بحسب بادماناثان.

وتبلغ حصة شركة "أكوا باور" في المشروعين 49%، بحسب بيان للشركة. 

وفي رد على سؤال حول الدول والقطاعات التي ستركز عليها الشركة في الفترة المقبلة قال بادماناثان إن الشركة تركز على الدول التي تتمتع بوجود راسخ فيها لا سيما الدول الجديدة كأوزبكستان وأذربيجان وإندونيسيا وقال "لدينا خطط نمو طموحة جدا."

للشركة مشاريع في الإمارات والمغرب والسعودية وعُمان وغيرها من الدول وقالت في أغسطس إن أوزبكستان ستصبح ثاني أكبر دولة في محفظتها الاستثمارية عندما أبرمت اتفاقيات تضمنت مشروع طاقة رياح بقيمة 2.4 مليار دولار لانتاج 1.5 غيغاواط.

وتوقع بادماناثان أن تنشط أعمال الشركة في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر وحتى في تحلية المياه. 

"نحن نعمل على مشروعين آخرين في عُمان ومصر ونعمل على عدة مشاريع أخرى لذا فنمو أعمالنا سيكون على 3 أصعدة، نتوقع نمو هائل في الطاقة المتجددة ومصانع أكبر في الدول التي نعمل فيها ومشاريع تحلية المياه ...ونمو كبير للهيدروجين الأخضر فهو الشيء الوحيد الذي  نعرف أنه سيساعد على إزالة الانبعاثات من النشاط الصناعي،" بحسب بادماناثان.

وأضاف "علينا أن نصلي كي يتم انتاج الهيدروجين بالسرعة الكافية لإزالة انبعاثات الكربون لأننا لا نعلم أي حلول أخرى لذلك."

تمتلك أكوا باور ثلث شركة نيوم للهيدروجين الأخضر وهو مشروع تساهم في تطويره في مدينة نيوم التي تقع شمال غرب السعودية وتطل على البحر الأحمر "بدأت الأعمال الإنشائية والتصميم ونتوقع الإغلاق المالي قبل نهاية العام وسيبدأ المشروع إنتاج وتوريد الأمونيا في عام 2026،" بحسب بادماناثان.

بحسب الشركة، عند تشغيل المشروع في عام 2026، ستنتج المنشأة 600 طن من الهيدروجين الأخضر يوميا و1.2 مليون طن سنويا من الأمونيا الخضراء. وسوف يسهم المشروع في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وعن سوق الهيدروجين الأخضر قال بادماناثان إنه من الخطأ الحديث عن عدم وجود سوق للهيدروجين الأخضر "هناك 100 مليون طن سنويا من الهيدروجين الرمادي تُنتج ويستخدم نصفها في إنتاج الأسمدة ثم الكيماويات...فضلا لا تقولي أن سوق الهيدروجين الأخضر غير متوفر هناك سوق بـ 100 مليون طن لنبدأ باستبدالها قبل أن ننتقل إلى قطاعات أخرى". 

ألوان الهيدروجين وماذا تعني؟

يعتبر الهيدروجين مصدر نظيف للطاقة إلا إن عمليات إنتاجه تنتج انبعاثات كربونية بدرجات متفاوتة، ما عدا الهيدروجين الأخضر وهو ما يميزه عن باقي الألوان.

فالهيدروجين الأسود أو البني ينتج عن طريق استخدام الفحم. أما الهيدروجين الرمادي وهو الأكثر انتشارا في العالم في الوقت الحالي، فيتم انتاجه من الوقود الأحفوري وفي حال عزل ثاني أكسيد الكربون عنه، يُعرف بالهيدروجين الأزرق. 

وهناك أيضا الهيدروجين الفيروزي والزهري والأصفر والأبيض، وتختلف طريقة تصنيع واستخراج كل منهم. ولا تخلو أي منها من الانبعاثات المضرة. 

أما الهيدروجين الأخضر، فتعتمد عملية إنتاجه على التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة المتجددة لفصل الماء عن الأكسجين ولا ينتج عنه أي انبعاثات.

ويحتاج إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى كمية كبيرة من الطاقة، ولكن يشترط أن تكون الكهرباء المستخدمة في عملية إنتاجه ناتجة عن مصادر متجددة مثل الرياح والشمس، وهو ما تسعى مصر أيضا إلى الاعتماد عليه أكثر في المستقبل.  

أمن الطاقة

وفيما تشارف قمة المناخ COP 27 على اختتام أعمالها في شرم الشيخ، قال بادماناثان إننا في عالم مختلف اليوم حيث أصبحت الطاقة المتجددة تحقق الربح نظرا لما يتأتى عنها من توفير، لم تعد طاقة بالكاد تغطي التكلفة ولكنه أشار إلى أنه لا يزال هناك الكثير من سوء تفاهم وإنكار بـ "أنك لا تستطيع أن تقوم بذلك في بلدي".

وأضاف: "قوموا بزيارة محطتنا في دبي وستندهشون بالفعل، على أمل أن تصدقوا انه بإمكان أن يحصل ذلك في بلدكم أو مجتمعكم".

تمتلك أكوا باور 24% من محطة شعاع 3 الشمسية في دبي التي من المتوقع أن تبدأ التشغيل التجاري في الربع الأول من العام 2023، بحسب نبذة عن المشروع نشرتها أكوا باور على موقعها.

ولدى أكوا باور مشاريع أخرى في الإمارات من بينها مشروع محطة الطويلة لتحلية المياه في أبوظبي التي أعلنت الشركة في يونيو عن البدء بتشغيل المرحلة الأولى منه ومجمع حصيان للكهرباء في دبي وغيرها. 

 وفي سياق حديثه عن أمن الطاقة وما تواجهه أوروبا من أزمة حاليا قال بادماناثان "هل تستطيع أن تكون أكثر أمانا إذا ما بدأت بالاعتماد على طاقة الشمس الخاصة بك أو الرياح في بلدك؟".

وعن تكلفة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة قال: "التحدي هو علينا أن نتأقلم مع ارتفاع التضخم" وتوقع أن تظل تكلفة تطوير محطات الطاقة المتجددة مرتفعة إلى أن يتم تشغيل محطات جديدة بين 2 إلى 4 أعوام لتعود عندها التكلفة إلى مستوى منتظم.

 

(إعداد ريم شمس الدين، تحرير ياسمين صالح، للتواصل rim.shamseddine@lseg.com)

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا 

#تحليلمطول

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا