زاوية عربي


كان مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول (إيجي 2020) فرصة لتسليط الضوء على فرص تحقيق حلم مصر بأن تصبح مركز رئيسي للطاقة.

فقد كشفت كلمات المستثمرين والمشاركين في المؤتمر الذي عقد في الفترة بين 11 و 13 فبراير- والذي حضرته - عن أسس للتفاؤل حول جاذبية السوق المصري وإمكانيات تصدير الغاز رغم المخاوف الجيوسياسية المستمرة في منطقة شرق المتوسط بسبب محاولات تركيا عرقلة عمليات التنقيب التابعة لقبرص ومساعدتها لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا والتي لا تدعمها مصر.

ولكن دعونا في هذا المقال نلقي نظرة على الوضع الحالي لسوق الغاز الطبيعي وتأثيره على الحلم المصري:


الوضع في مصر

زادت صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال - وهو الغاز الطبيعي  بعد معالجته للاستخدام - بأكثر من الضعف على أساس سنوي  إلى 4.8  مليار متر مكعب في 2019 .

وقد وصل إجمالي الصادرات المصرية إلى 4.9 مليار دولار في عام 2019 مقارنة بـ 4.6 مليار دولار في عام 2018 بزيادة قدرها 6.5 %.

وطبقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن مصر لم تستورد غاز طبيعي مسال في عام 2019 مقابل واردات بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار في عام 2018.

وتعمل حالياً الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وغيرها على وضع برنامج رئيسي جديد لتحويل سيارات يصل عددها إلى مليونين لتعمل بالغاز الطبيعي خلال السنوات القادمة، ما سيلغي الطلب الإضافي على البنزين والديزل.

وقالت إيجاس خلال المؤتمر إن مصر ستجري عمليات تخزين للغاز الطبيعي المسال قريبا لجذب استثمارات وشحنات جديدة.

ويزيد زخم برنامج الغاز الطبيعي المصري تعاون مصر مع إسرائيل، قبرص واليونان في صفقات للغاز والذي تدعمه عدة دول أوروبية.


وضع السوق

تغيرت أساسيات السوق بسرعة، بسبب تعدي المعروض من الغاز الطبيعي في السوق العالمية حجم الطلب، وهو ما يزيد الضغط على الأسعار والمنافسة.

وهذا بسبب كميات إضافية من قطر وأستراليا وموزامبيق والولايات المتحدة، فإن تخمة السوق العالمية بالغاز تمثل عقبة كبيرة إذ يضعف انخفاض الأسعار وتراجع الطلب على الغاز بشكل كبير مستقبل شرق المتوسط والحلم المصري.


آخر تطورات الوضع العالمي وطلبات مصر

منذ أواخر عام 2019، بدأت أسعار الغاز الطبيعي المسال في الانخفاض مما أدى إلى تجميد صادرات مصر من الغاز وذلك لأن السوق غير مستعدة لدفع الخمسة دولارات التي تطلبها القاهرة مقابل كل مليون وحدة حرارية من الغاز.

ومن المتوقع أن تكون أسعار السوق الحالية المعروضة أقل من تكلفة الإنتاج في مصر. وقد تمثل السنتين أو الثلاث سنوات القادمة تحدي لشرق المتوسط إذا انخفضت الأسعار عن تكاليف الإنتاج في القاهرة.


تحديات أخرى

لا تزال منطقة المتوسط متعطشة للغاز في ظل ازدياد الطلب. ولكن العقبة الرئيسية في الوقت الحالي هي أن الطلب على الغاز يأتي من مناطق لا تحظى ببنية تحتية تسمح بنقل الغاز مثل اليونان, سلوفينيا و كرواتيا وهم ليس لديهم شبكة وطنية لنقل الغاز. ويتطلب إيصال الغاز لتلك المناطق عملية نقل وتخزين معينة ومكلفة وبالتالي الفرصة غير مغرية من الناحية التجارية.


حلول سريعة

يمكن للمنتجين في منطقة شرق المتوسط مثل مصر الآن استهداف المئات من الأسواق الصغيرة مثل  بعض الجزر والموانئ اليونانية  والكرواتية من خلال نقل الغاز الطبيعي المسال على ناقلات صغيرة تتراوح حمولتها بين 70 و100 ألف طن مكعب واستخدام خيارات تخزين الغاز المسال على نطاق محدود. ومن الممكن نقل هذه الكميات الصغيرة بعد ذلك برا باستخدام الشاحنات.

أحد الخيارات المتاحة أيضاً هو استخدام الغاز للبتروكيماويات - حيث يستخدم الغاز الطبيعي أحيانا لإنتاج بعض المواد مثل البلاستيك والأسمدة - وهو خيار لم يستغل بالكامل.


لقراءة مقالات سابقة لCyril عن السعودية وقطاع الطاقة:


إنتاج النفط الليبي وقت القذافي وبعد القذافي.. كيف هو الوضع؟

توقعات نفطية... حال النفط ومستقبله

تعديلات قطاع الطاقة السعودي... ماذا تعني؟

ماذا سيحدث لأسعار النفط في حالة نشوب حرب مع إيران؟

استهداف الشمس ... هل الطاقة الشمسية هي الحل في الشرق الأوسط؟

هجوم بقيق غير المعادلة

نفط وغاز الجزائر .. هل ينقذوها من أزمتها الاقتصادية الحالية؟


*تم التواصل مع Cyril عبر موقع WriteCaliber وهو موقع حديث ومقره دبي ويقدم للصحفيين مجموعة من الخبراء للتواصل معهم واستخدام آرائهم في مواضيع صحفية ومقالات رأي.
(وقد قامت بترجمة المقال رنا منير البويطي. رنا مترجمة ومحررة مستقلة منذ عام 2011 وعملت سابقاً مترجمة صحفية بموقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وقامت بالمراجعة التحريرية ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)


© ZAWYA 2020
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا