واصلت الليرة اللبنانية، اليوم الاثنين، انخفاضها في السوق السوداء في اخر تطورات الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد, بينما اعتصم بعض أولياء أمور الطلاب اللبنانيين المغتربين أمام مصرف لبنان المركزي ليطالبوا بتحويل أموال إلى أبنائهم بالخارج. 

وانخفض سعر الصرف ليقترب من 9,400 للدولار الواحد, مقابل حوالي 8,300 في بداية 2021, وفق أحد المتعاملين في لبنان وتقارير إعلامية. فيما ظل السعر الرسمي الذي اعتمده مصرف لبنان المركزي منذ أكثر من 20 عام ثابت عند 1,507.5 ليرة للدولار.

وبدأت الليرة منذ أكثر من عام تهاويها أمام الدولار في السوق السوداء، وأشتدت الأزمة مع انتشار وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت أغسطس الماضي. ويقوم مصرف لبنان المركزي بترشيد موارده المحدودة من النقد الأجنبي حيث يوفر الدولار بسعر الصرف الرسمي للنفط والأدوية والمواد الغذائية بالاضافة إلى مبلغ عشرة آلاف دولار مرة واحدة للطلبة اللبنانيين بالخارج.

وتوسعت السوق الموازي للعملة الأجنبية خلال العام الماضي لأن مصرف لبنان أصبح "غير قادر على التدخل بالسوق"، بحسب ما قاله محمد طريبة, الأستاذ المحاضر ورئيس قسم العلوم المالية والاقتصادية في جامعة رفيق الحريري بلبنان والمحلل الاقتصادي بزاوية عربي. 

وتخلف لبنان في مارس الماضي عن سداد ديونه بالعملة الصعبة بسبب تدني الاحتياطيات لديه إلى مستويات حرجة. ولدى لبنان أحد أضخم أعباء الدين العام في العالم، وفق تقارير إعلامية.

تدني الثقة وحاجز ال 10 آلاف ليرة

وأضاف طربية أن المصارف أصبحت عاجزة عن تسليم عملائها مدخراتهم بالعملة الأجنبية، بل تقوم بتسليمهم المقابل لتلك المدخرات بالليرة مقومة بالسعر الخاص الذي حدده مصرف لبنان المركزي وهو 3,900 ليرة للدولار, وذلك لنقص مواردها من النقد الأجنبي. 

للمزيد من تغطية زاوية عربي حول لبنان: قراءة أولية في مشروع الموازنة اللبنانية  

وأدى ذلك إلى فقد الكثير من اللبنانيين ثقتهم في الليرة, ودفعهم إلى تحويل مدخراتهم إلى الدولار ,بحسب طربية, وذلك عن طريق سحب الودائع الدولارية لدى المصارف بالليرة عند سعر 3,900 ثم شراء دولارات من السوق السوداء بسعر 9,000 ليرة ثم تخزين تلك الدولارات بالمنازل.

يأتي هذا في وقت تكافح فيه المصارف اللبنانية لزيادة رؤوس أموالها بنسبة 20 بالمئة بنهاية فبراير الجاري وإلا سيتعين عليها الخروج من السوق, وذلك بحسب تعليمات مصرف لبنان المركزي. 

وتوقع المحلل الاقتصادي استمرار تدهور قيمة العملة في السوق السوداء لتتخطى الـ 10 آلاف ليرة للدولار خلال اليومين المقبلين، وأن تتجاوز هذه العتبة خلال شهر إلى شهرين في حال عدم تشكيل حكومة جديدة في لبنان وإجراء إصلاحات اقتصادية.

وتسود خلافات سياسية بين مختلف الأطراف اللبنانية بشأن تأليف حكومة جديدة، وفشلت جميع المبادرات الداخلية والخارجية لحل تلك الأزمة، وفق تقارير إعلامية.

التضخم والأسعار إلى أين؟

بلغ معدل التضخم السنوي في لبنان في 2020 مستوى قياسي مسجلا 84.9% في عام 2020 مقارنة بـ 2.9% فقط قبل عام. 

وتوقع طريبه استمرار ارتفاع معدل التضخم خلال الفترة المقبلة مع استمرار انهيار سعر صرف الليرة ومواصلة مصرف لبنان سياسته المتمثلة في طباعة الليرة وزيادة كمية الليرة في السوق في ظل غياب الدولار كليا، مشيرا إلى أن ارتفاع الدولار أدى إلى ارتفاع الأسعار حيث أن 80 % من استهلاك لبنان من الواردات.

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)

(تحرير أحمد فتيحة، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com) 

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام