* تم التحديث بتفاصيل 

بدأت مصر الأربعاء في استقبال الجرحى وأصحاب الجنسيات الأجنبية القادمين من قطاع غزة عبر معبر رفح، بحسب مصدرين أمنيين وآخر طبي لزاوية عربي، بعد فتحه في أعقاب اتفاق لم يتضمن هدنة إنسانية أو تبادل للأسرى.

وبحسب مصدرين أمنيين لزاوية عربي الأربعاء فإن اتفاق جرى الثلاثاء بين كل من مصر وإسرائيل وأمريكا وقطر وحماس، يسمح بمرور أعداد من المصابين الذين تستدعي حالتهم الدخول إلى مصر لتلقي العلاج بالإضافة إلى السماح إلى أعداد - فى شكل دفعات - من حاملي الجنسيات الأجنبية بالمرور عبر معبر رفح.

وكان مصدر قد قال لرويترز الأربعاء إن قطر توسطت لاتفاق بين مصر وحماس وإسرائيل بالتنسيق مع أمريكا لفتح معبر رفح الأربعاء بدون شروط  مثل اطلاق رهائن أو هدنة إنسانية وإن الاتفاق سيسمح للأشخاص الذين يحملون جوازات سفر أجنبية وبعض المدنيين المصابين بجروح خطيرة بمغادرة غزة.

وأضاف المصدر أنه لا يوجد جدول زمني للمدة التي سيظل فيها معبر رفح مفتوح للإجلاء.

وبحسب مصادر أمنية مصرية فإن كشف المواطنين الأجانب الذين سيسمح لهم بالعبور إلى مصر يضم أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعدد من العاملين بالمنظمات غير الحكومية.

هذا بالإضافة إلى مواطنين من جنسيات عدة دول تتضمن، بحسب المصادر: أمريكا وإيطاليا وفرنسا والنمسا واليابان وبلغاريا وإندونيسيا وأستراليا والتشيك وفنلندا والأردن، والفلبين.

وعبر نحو 350 شخص حتى الآن إلى الأراضي المصرية، بحسب المصادر الأمنية المصرية.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية، في بيان الأربعاء، استقبال أول مجموعة من مصابي غزة الذين دخلوا عبر معبر رفح، حيث يجري تحويلهم إلى المستشفيات، وقالت إن أطباء الحجر الصحي بمعبر رفح وقعوا الكشف الطبي على 117 من رعايا الدول الأجنبية.

وكانت الوزارة أجرت تجهيزات خاصة بالمستشفيات في محافظة شمال سيناء، استعدادا لاستقبال الجرحى من غزة، الذين يصل عدد المجموعة الأولى منهم إلى 81 حالة، وفق بيان سابق للوزارة.

وفي وقت لاحق، قالت مصادر أمنية مصرية، لزاوية عربي، إن معبر رفح أُغلق مساء الأربعاء.

وذكرت الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة، في منشور على صفحتها على فيسبوك، أن الجانب المصري أبلغها بأن معبر رفح سيعمل يوم الخميس 2 نوفمبر لاستكمال سفر باقي الأجانب الواردة أسمائهم في الكشف.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، وفق وكالة رويترز، إن مجموعة أولية من الأجانب، بينهم أمريكيون، غادرت غزة الأربعاء عبر معبر رفح، وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن أول مجموعة من البريطانيين عبرت معبر رفح. 

وهذا فيما لاتزال عمليات القتال دائرة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة حماس وسط توسع القتال داخل غزة مع دخول الصراع المسلح بين الجانبين يومه الـ 26.

وقُتل 8,850 فلسطيني منذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر، وأصيب أكثر من 24 ألف، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، عبر فيسبوك، إن طواقمه تسلمت الأربعاء 55 شاحنة مساعدات من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، ليصل عدد الشاحنات المستلمة حتى الآن إلى 272 شاحنة، مشيرا إلى أنه لم يتم إلى الآن السماح بإدخال الوقود.

فيما وجه رئيس الإمارات محمد بن زايد الأربعاء باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة أسرهم من قطاع غزة لعلاجهم بمستشفيات الإمارات لحين شفائهم وعودتهم، وفق وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).

التطورات الميدانية

أعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - على حسابها على تليغرام الأربعاء مقتل 7 من الرهائن المدنيين المحتجزين لديها، منهم 3 يحملون جنسيات أخرى خلال غارات إسرائيلية على منطقة جباليا، شمال قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الثلاثاء، إن عدد الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة - الذين أخذتهم أثناء الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر وبدأ هذا الصراع - يبلغ 240 شخص.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) الأربعاء إن غارات إسرائيلية استهدفت فجر اليوم عدة مناطق في غزة على غرار جباليا، شمال القطاع ومخيم النصيرات وسط القطاع وخان يونس، جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

ونقلت وفا أن القوات الإسرائيلية اقتحمت فجر الأربعاء مدينة جنين ومخيمها ترافقها جرافات وسط قصف بالطائرات المسيرة وتدمير للبنية التحتية وقطع التيار الكهربائي عن المخيم وأجزاء من المدينة ما أدى إلى اندلاع مواجهات وسقوط قتلى ومصابين.

وأوردت وكالة وفا أن عشرات الفلسطينيين سقطوا ما بين قتيل وجريح إثر استهداف الطيران الإسرائيلي الأربعاء مخبز بمدينة غزة أثناء اصطفاف المواطنين أمامه.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، مساء الأربعاء عبر فيسبوك، إن محيط مستشفى القدس -التابع للهلال الأحمر- في منطقة تل الهوى بغزة يشهد قصف عنيف منذ أكثر من ساعتين.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي وفاة جنود متأثرين بجروح أصيبوا بها أثناء عملية ضد حماس الثلاثاء في شمال قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد القتلى من الجيش جراء العملية إلى 15، وفق ما أوردته صحيفة هاآرتس الأربعاء.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي خلال قتال في غزة الأربعاء نتيجة إطلاق قذيفة هاون، ليرتفع بذلك عدد القتلى من الجيش خلال 36 ساعة إلى 16، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

وبعدما كانت جماعة الحوثيين اليمنية المدعومة من إيران -عدو إسرائيل- أعلنت الثلاثاء إطلاق صواريخ على إسرائيل، قال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، مساء الأربعاء عبر منصة إكس، إن الجماعة أطلقت "دفعة كبيرة من الطائرات المسيرة خلال الساعات الماضية على أهداف عدة في عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وقد وصلت إلى أهدافها".

وأضاف أن الجماعة "مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية دعما ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني واستجابة لنداءات ومطالب الشعب اليمني وكافة شعوب الأمة وحتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".

تصريحات لحركة حماس

قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في كلمة يوم الأربعاء، إن الحركة قدمت تصور شامل يبدأ بوقف العدوان وفتح المعابر ومرورا بصفقة تبادل الأسرى وانتهاء بفتح المسار السياسي لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير.

وأضاف هنية "لكن نتنياهو يماطل ويخدع جمهوره بوعود زائفة لن نسمح له بتحقيقها"، وفق ما أوردته قناة حركة حماس على تليغرام.

وتابع أن "نتنياهو لا مانع لديه من حرق الأخضر واليابس في الإقليم وخارجه لينقذ نفسه"، وقال إن الحركة أبلغت الوسطاء بضرورة وضع حد لهذه "المجازر والإبادة الجماعية فورا".

ودعا هنية إلى استمرار عمل معبر رفح البري دون توقف وفي الاتجاهين باعتباره "معبر مصري فلسطيني خالص".

التداعيات الدولية 

استدعت وزارة الخارجية الأردنية سفيرها في إسرائيل للعودة إلى الأردن فورا، كما وجه وزير الخارجية الأردني بإبلاغ الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان غادر الأردن سابقا، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية الأربعاء.

وأرجع وزير الخارجية تلك القرارات إلى كونها "تعبير عن موقف الأردن الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، التي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتحمل احتمالات خطرة لتوسعها، ما سيهدد أمن المنطقة كلها والأمن والسلم الدوليين".

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وفق البيان، إن عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة، ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها، وكل الإجراءات التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء وحقهم في العيش الآمن والمستقر على تراب وطنهم.

واتهمت إسرائيل الأربعاء بوليفيا بالاستسلام "للإرهاب ونظام آية الله (الشيعي الحاكم) في إيران" بعد قيامها الثلاثاء بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وفق ما نقلته رويترز عن بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية.

وقد قررت حكومة بوليفيا الثلاثاء قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، قائلة إن تل أبيب ترتكب جرائم ضد الإنسانية في هجماتها على قطاع غزة. وسبق أن قطعت بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل للسبب نفسه في عام 2009. وتدعم إيران الفلسطينيين وحركة حماس.

وقال مصدر بالحكومة العراقية لرويترز إنه تم إحباط طائرتين مسيرتين كانتا تستهدفان قاعدة أمريكية في منطقة التنف السورية.

وتخشى الولايات المتحدة من شن إيران هجمات ضد قواعد ومصالح أمريكية في المنطقة ردا على دعم أمريكا لإسرائيل في الصراع.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) الأربعاء تصريحات للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي دعا فيها الدول الإسلامية إلى وقف صادراتها إلى إسرائيل.

وقال خامنئي خلال كلمة ألقاها أمام حشد من التلاميذ والطلبة الجامعيين، "ما يجب على الحكومات الإسلامية أن تصر عليه هو ضرورة وقف قصف غزة فوراً وإغلاق طرق تصدير النفط والسلع للكيان الصهيوني".

وفي الوقت الذي أوقفت فيه عدة شركات طيران رحلاتها المباشرة إلى إسرائيل، قرر طيران الإمارات - الناقل الرسمي في دبي - تمديد تعليق الرحلات من وإلى تل أبيب إلى 30 نوفمبر، بحسب قناة العربية.

وأعلنت شركة دلتا إيرلاينز، ومقرها في جورجيا، الأربعاء أنها ستلغي رحلاتها بين مطار بن جوريون في تل أبيب ومطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك حتى 21 نوفمبر، وفق رويترز.

هذا فيما أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" البدء في تشغيل خدمة راديو طارئة لسكان غزة الجمعة من أجل تزويد سكان القطاع بأهم الأخبار والمستجدات، بحسب بيان من الهيئة. وسيتم الإعداد للخدمة من خلال مكاتب المؤسسة في لندن والقاهرة.

جهود دولية

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الأربعاء، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقف حاسم للدفع بجدية في اتجاه وقف إطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية فورية في غزة، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وأشار السيسي إلى أن تسوية القضية الفلسطينية يتطلب إعمال حل الدولتين، و"أن الحلول العسكرية تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها"، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني موقف المملكة المتحدة بضرورة حماية المدنيين وإنفاذ المساعدات والتوصل لهدنة إنسانية. 

وعلى صعيد الجهود الدولية المتعلقة بالأزمة، من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل يوم الجمعة، حيث سيلتقي قادة الحكومة، وفق ما نقلته رويترز عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر.

ويعتزم بلينكن زيارة تركيا يوم الأحد المقبل، وفق ما نقلته وكالتا الأناضول التركية ورويترز  عن مصادر دبلوماسية الأربعاء.

كذلك قالت الخارجية الأمريكية، في بيان الأربعاء، إن مستشار الوزارة ديريك شوليت سيسافر اليوم إلى إسرائيل لإعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالتضامن مع إسرائيل ودعم حقها في الدفاع عن نفسها.

وسيعمل شوليت مع الشركاء والحلفاء لمواصلة منع انتشار الصراع إلى أجزاء أخرى من المنطقة، والمساعدة في تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، بما في ذلك المواطنين الأمريكيين، وأيضا توسيع نطاق تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وبعدها سيسافر شوليت إلى الأردن وتركيا، وفق الوزارة.

فيما قالت الصين، وفق رويترز، إنها تدعم عقد مؤتمر سلام دولي واسع النطاق في أقرب وقت ممكن من أجل دفع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نحو حل الدولتين، بحسب تصريحات لوزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اتصال مع نظيره العُماني الأربعاء أوردها بيان لوزارة الخارجية الصينية.

يأتي هذا بعدما كانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقت سابقا طلبين من فلسطين والسعودية لعقد قمة طارئة يوم 11 نوفمبر بالرياض لبحث وقف الحرب على غزة.

وسبق أن استضافت مصر قمة دولية يوم 21 أكتوبر، باسم "قمة السلام 2023"، لم تسفر عن أي توصيات ولم يصدر عنها بيان ختامي، لكن اقترح خلالها الرئيس المصري السيسي خارطة طريق لحل الأزمة الفلسطينية.

(إعداد: جيهان لغماري وأحمد حسن، تحرير: مريم عبد الغني، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا