PHOTO
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: تُطلق دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتعاون مع جامعة ماكغيل الكندية معرضها المتنقّل الرائد "حبر من ذهب: رحلة عبر المخطوطات العربية والإسلامية"، لتسليط الضوء على غنى وجمال وثراء تراث المخطوطات العربية والإسلامية وما تركته من أثر عالمي بارز.
ويأتي اختيار قصر الوطن كمحطة أولى للمعرض نظراً لمكانته كمنارة ثقافية ومعمارية تحتفي بالإرث الحضاري، ولما يمثله من رمز وطني وثقافي يجمع بين العمارة الفريدة والمحتوى المعرفي الغني، فالقصر لا يُعد مجرد معلم سياحي، بل يُجسّد رؤية دولة الإمارات في ترسيخ قيم الحوار والانفتاح الثقافي، ويُبرز دور المعرفة في بناء الجسور بين الحضارات.
ويستمر المعرض على مدار 6 أشهر بدءاً من 7 أكتوبر 2025 ضمن إقامة فنية خاصة، على أن ينتقل في يناير 2027 إلى جامعة ماكغيل في كندا، ليواصل رحلته في عرض هذا التراث أمام جمهور عالمي. وتُجسد هذه المبادرة، التي انطلقت من قصر الوطن في العاصمة أبوظبي، ريادة –دولة الإمارات العربية المتحدة فيصون التراث وضمان استدامته، وتُبرز جهود دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في تنظيم وعرض التراث الفكري العربي والإسلامي وتفسيره أمام الجمهور العالمي.
ويتضمن المعرض مجموعة حصرية من كنوز مقتنيات مكتبات أبوظبي، إلى جانب مساهمات بارزة من جامعة ماكغيل ومتحف زايد الوطني ومتحف اللوفر أبوظبي ومجموعات خاصة مرموقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يمنح الزوار فرصة فريدة للاطلاع على مقتنيات محلية نادرة، وبخاصة مُقتنيات متحف زايد الوطني المرتقب افتتاحه هذا العام.
يأخذ المعرض زواره في رحلة استكشافية تمتد عبر قرون من الإنجازات الفكرية والفنية، تُجسّدها مخطوطات نادرة حول التراث الفكري والفني للعالم الإسلامي في مجالات متنوعة كالعلوم والأدب، والدين، والفن، والفلسفة.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: "يُجسد معرض "حبر من ذهب: رحلة عبر المخطوطات العربية والإسلامية" شهادة حيّة على الإنجازات الفكرية والفنية للعالمين الإسلامي والعربي وأثرهما العالمي، ونعيد من خلال المعرض أيضاً إحياء تراث أبوظبي الغني من المخطوطات للزوار. وتماشياً مع رسالتنا ورؤيتنا الاستراتيجية في الدائرة، نؤكد التزامنا بتعزيز الوعي وتسليط الضوء على أهمية الثقافة والفنون والتراث في بناء وتمكين المجتمع. كما ويُسهم المعرض في تعزيز التبادل الثقافي الدولي من خلال التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة، وإلهام الأجيال الجديدة على تقدير البحث العلمي والإبداع والتقاليد الغنية والعريقة لثقافة المخطوطات".
وبدوره قال معالي محمد عبدالله الجنيبي، رئيس المراسم الرئاسية بوزارة شؤون الرئاسة ورئيس مجلس أمناء قصر الوطن: "تعبر إقامة فعاليات معرض "حبر من ذهب: رحلة عبر المخطوطات العربية والإسلامية"، في قصر الوطن، عن مكانة القصر كونه معلمًا وطنيًا ثقافيًا بارزًا يختزل المشهد الحضاري لإمارة أبوظبي، الذي يجمع عراقة الماضي بإبداع العصر وابتكاراته ضمن إطار من القيم الوطنية وروح الاعتزاز بالهوية الثقافية، حيث تأتي رسالة المعرض في إبراز الثراء الثقافي والفكري والإنساني الذي تزخر به المخطوطات بين دفاتها، لتجسد تطلعات القيادة الرشيدة في إحياء الموروث الثقافي، ليظل مصدر إلهام للأجيال خلال مسيرهم نحو مستقبل يواصلون خلاله ما بدأ الأوائل مجالات العلوم والفنون وما تجلت عنه من ابتكارات ظلت تستنير بها البشرية إلى يومنا هذا، وإن ما ينطوي عليه المعرض من عمق وثراء في ظل التعاون والشراكة مع جهات عالمية، يفصح ريادة إمارة أبوظبي وخطواتها الحثيثة في صون التراث الإنساني إقليميًا وعالميًا".
وبصدد الشراكة مع جامعة ماكغيل، صرّح الأستاذ الدكتور ديب ساني، رئيس الجامعة قائلاً: "تملك المعرفة قدرة استثنائية على تخطي الحدود الجغرافية واللغوية والزمنية. ويأتي معرض «حبر من ذهب» شاهداً حيّاً على هذه الحقيقة، من خلال شراكة دولية تقوم على الاحترام المتبادل، والتميّز الأكاديمي، والرغبة المشتركة في إبراز ما حققه العالم الإسلامي من إنجازات ثقافية وعلمية. ويسرّنا أن يحتضن قصر الوطن هذا التعاون الفريد الذي يجمعنا بروح من التعلّم والحوار."
ويوفر المعرض لزواره تجربة غامرة تعكس عمق قراءة المخطوطات القديمة عن قرب، من خلال فك رموزها واكتشاف أسرارها وربطها بما تحمله من طبقات خفية للمعاني. ويرتكز تصميمه على ثنائية الكشف والإخفاء بأسلوب يعزّز فضول الزائر ويحفّزه على خوض رحلة استكشاف متأنية، تكشف كنوز المخطوطات خطوة بعد أخرى.
ويتمحور المعرض حول 4 مواضيع رئيسية، تتناول جانب مميّز وفريد من جوانب المخطوطة باعتبارها وعاءً للفكر والرؤية.
تبدأ رحلة الزائر بالمعرض من "رحلة الخط العربي"، الذي يتتبع ويستعرض تطور الخط العربي منذ نقوشه الأولى وصولاً إلى تقاليده الرفيعة التي حوّلت اللغة إلى فن بصري راقٍ. في هذه الزاوية تتجاوز الكلمة المكتوبة حدود التواصل لتغدو هندسةً للمعنى والشكل.
ويواصل بعدها مساره إلى "زخرفة الكلمة المكتوبة" حيث تُعرض المخطوطات كتحف بصرية، مُزينة بالذهب والألوان والتصاميم الدقيقة. في هذا المحور لا يُحتفى في هذا الجانب بما يُقرأ فحسب، بل بكيفية رؤيته، إذ تتحول كل صفحة إلى عمل فني غني بالإتقان والخيال والروحانية.
ومن الزخرفة إلى الفكر، يقود الزائر المسار إلى "الحواشي في المخطوطات"، الذي يكشف للزوار عالماً موازياً من المعرفة. ففي حواشي المخطوطات تتجلى ملاحظات وشروح وتعليقات تُضيء حوارات نابضة بالحياة بين الماضي والحاضر، بين المعلم والطالب، وبين النص وتفسيره، لتظهر المخطوطات كفضاءات ديناميكية للتبادل الفكري والاستمرارية الثقافية.
وتُختتم رحلة الزائر في "الطباعة الحجرية" الذي يعطي الزوار لمحة نحو مستقبل إرث المخطوطات، كما يُبرز كيف تجاوبت تقاليد المخطوطات مع الحداثة بمرونة. فمن خلال الطباعة الحجرية اكتسبت المعرفة المكتوبة أفقاً جديداً وانتشاراً أوسع، مما ضمن استمرار إرث المخطوطات في الإلهام والتطور عبر العصور.
يُسلّط المعرض الضوء أيضًا على الدور المحوري الذي تقوم به مكتبات أبوظبي في احتضان وحفظ وصون مجموعات المخطوطات النادرة. فهذه المستودعات المعرفية تحفظ وتثري الفهم الجماعي للتراث العربي والإسلامي، مُحددة ملامح الهوية الوطنية ومُسهِمة في صياغة المستقبل من خلال تعميق إدراك الماضي ورعاية الحاضر ورسم ملامح الطريق تمهيدًا للمستقبل. وبهذا، تتحول أبوظبي إلى جسر يصل بين التراث والحوار المعاصر، لتُشكل منصة لحماية الهوية الثقافية والاستكشاف الفكري، مُشجّعةً على الإلهام والفخر الوطني، ومُعززة مجتمعًا أكثر ترابطًا.
يهدف المعرض إلى تثقيف وإشراك طيف واسع من الجمهور، بدءًا من أفراد المجتمع المحلي والزوار، وصولًا إلى الأكاديميين والطلاب. بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في المزيد من الاستكشاف، يقدم كتالوج المعرض الغني بالصور، رحلة ممتدة وموسعة في محاور المعرض وكنوزه. إنه يتميز باحتوائه على رؤى متعمقة حول المخطوطات وأهميتها الثقافية، ويُفتتح أيضًا بفصل تمهيدي من البروفيسور فرانسوا ديروش، رئيس كرسي "تاريخ نص القرآن ونقله" في كوليج دو فرانس وأحد أبرز المتخصصين في علم المخطوطات العربية وفن الكتابة القديمة. سيحظى الزوار بتجربة غامرة تتضمن عروضًا تفاعلية، وبطاقات تعريف ثنائية اللغة للمقتنيات، وتجارب رقمية، إضافة إلى برامج عامة تشمل سلسلة من ورش العمل التراثية التطبيقية المصممة لجعل تراث المخطوطات في متناول الجميع بطريقة مشوقة وجذابة.
وكجزء أساسي من المهمة الشاملة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي المتمثلة في حماية وتعزيز وصون التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة والترويج له، يُبرز المعرض أصول ومكانة الإمارة الثقافية على الساحة العالمية، كما يُعزز دور الدبلوماسية الثقافية من خلال تعزيز ودعم التعاون الدولي، وتنمية وتشجيع المشاركة الأكاديمية، ورفع مستوى الوعي الثقافي وتقدير الجمهور للنسيج الغني المتنوع للتراث العربي والإسلامي.
وعقب افتتاح المعرض مباشرةً، تستضيف دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مؤتمر أبوظبي الدولي الرابع للمخطوطات يومي 8 و9 أكتوبر 2025. تحت عنوان "جماليات الفنون البصرية في المخطوطات العربية والإسلامية: الإرث الفني وتأثيراته المعاصرة"، ترسيخاً لرسالة المعرض الجوهرية.
ومن خلال الاستفادة من القيمة الثقافية والعلمية للمخطوطات المعروضة، تهدف دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي إلى تسليط الضوء على أهميتها الراسخة في عالمنا المعاصر. فبينما يُتيح المعرض استكشافًا ملموسًا ومباشرًا لإرث المخطوطات أمام الجمهور، يُوفر المؤتمر المصاحب له انغماسًا علميًا أعمق في أبعاده الأكاديمية والفنية. وبترابطها الوثيق تُشكل هذه المبادرات معًا سردًا يُبرز ويعكس التزام أبوظبي الراسخ بإرثها الثقافي الغني والعريق.
لمحة حول دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي:
تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قيادة النمو المستدام لقطاعي الثقافة والسياحة في أبوظبي، وتغذي تقدم العاصمة الاقتصادي، وتساعدها على تحقيق طموحاتها وريادتها عالمياً بشكل أوسع. ومن خلال التعاون مع المؤسسات التي ترسخ مكانة أبوظبي كوجهة أولى رائدة؛ تسعى الدائرة إلى توحيد منظومة العمل في القطاع حول رؤية مشتركة لإمكانات الإمارة، وتنسيق الجهود وفرص الاستثمار، وتقديم حلول مبتكرة، وتوظيف أفضل الأدوات والسياسات والأنظمة لدعم قطاعات الثقافة والسياحة والصناعات الإبداعية.
وتتمحور رؤية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي حول تراث الإمارة، ومجتمعها، ومعالمها الطبيعية. وهي تعمل على ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة للأصالة والابتكار والتجارب المتميزة متمثلة بتقاليد الضيافة الحية، والمبادرات الرائدة، والفكر الإبداعي.
-انتهى-
#بياناتحكومية








