أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: نجح فريق من علماء الفلك الدوليين، بالتعاون مع ياسمينا بليتشيتش من مركز الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في جامعة نيويورك أبوظبي، في إنتاج أول خريطة ثلاثية الأبعاد لدرجات الحرارة لكوكب يدور حول نجم آخر. ونُشرت الدراسة في مجلة نيتشر أسترونومي، وكشفت عن غلاف جوي ديناميكي يتميز بمناطق حرارة مختلفة، من بينها منطقة حارة للغاية قادرة على كسر جزيئات الماء.

ويعرف الكوكب باسم الكوكب واسب-18ب، وهو من نوع المشتري فائق الحرارة، يبعد نحو 400 سنة ضوئية عن الأرض. وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت جاسمينا بليتشيتش، عالمة الأبحاث في جامعة نيويورك أبوظبي: "يدور هذا الكوكب حول نجمه على مسافة أقرب بنحو عشرين مرة من مسافة عطارد إلى شمسنا، ويكمل دورته حول مداره في أقل من يوم، لتصل درجات الحرارة فيه إلى نحو 3,500 درجة مئوية، مما يجعله من أكثر الكواكب الخارجية المتطرفة التي درسناها حتى اليوم".

وباستخدام تقنية جديدة تُعرف باسم رسم الخرائط ثلاثي الأبعاد عبر الخسوف، حلل العلماء بيانات منظار جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا لإنشاء خريطة مفصّلة لدرجات حرارة الغلاف الجوي للكوكب. وتقيس هذه التقنية التغيرات الطفيفة في الضوء عند مرور الكوكب خلف نجمه، مما يمكّن الباحثين من تحديد اختلافات السطوع المرتبطة بأجزاء مختلفة من الغلاف الجوي. ومن خلال تحليل هذه الاختلافات عند أطوال موجية متعددة، تمكّن الفريق من إعادة بناء خريطة ثلاثية الأبعاد توضح الفروقات الحرارية بحسب خطوط العرض والطول والارتفاع.

وتكشف نتائج الدراسة عن "بقعة حارة" دائرية على جانب الكوكب المواجه دائماً لنجمه، تحيط بها حلقة أبرد عند الأطراف. وفي أكثر المناطق حرارة، رصد الفريق علامات تحلل بخار الماء، وهي عملية تنبأت بها النماذج السابقة، وتم تأكيدها الآن بالملاحظة المباشرة.

وأضافت بليتشيتش بقولها: "يمثل هذا الإنجاز خطوةً مهمة نحو فهمنا الغلاف الجوي للكواكب الخارجية بأبعاد متعددة، إذ تمكّننا بيانات تلسكوب جيمس ويب من مراقبة التفاعل بين الحرارة والكيمياء في هذه الظروف القصوى، مما يساهم في استيعابنا للتنوع الكبير في الأنظمة الكوكبية خارج نظامنا الشمسي".

ومن جانبه، قال رايان تشالينر، باحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة كورنيل والمؤلف الرئيسي للدراسة: "يمكننا الآن البدء في رؤية أغلفة الكواكب الخارجية ثلاثية الأبعاد، تماماً كما كشف المنظار في السابق عن عواصف وكواكب المشتري وسُحُبه".

وتأتي الدراسة استناداً إلى جهود سابقة في رسم الخرائط ثنائية الأبعاد، والتي أثبتت إمكانات تقنية الخسوف باستخدام ملاحظات تلسكوب جيمس ويب. وتتيح التقنية ثلاثية الأبعاد الجديدة للعلماء دراسة آلاف الكواكب الخارجية المعروفة بتفصيلٍ غير مسبوق.

وحسب تصنيف مؤسسة تايمز للتعليم العالي، تندرج جامعة نيويورك ضمن قائمة أفضل 31 جامعة عالمياً، لتصبح الأعلى تصنيفاً على مستوى دولة الإمارات. ويشمل سجل خريجيها 24 منحة رودس، مما يعكس مستوى التميز الذي تحتضنه الجامعة. وعلى صعيد الهيئة التدريسية والبحث العلمي، تضمّ الجامعة حالياً أربعة حائزين على جائزة نوبل، وأكثر من 90 مختبراً ومشروعاً أكاديمياً، مع أكثر من 9,500 منشور معترف به دولياً. وحسب مؤشر نيتشر، تتصدّر جامعة نيويورك أبوظبي ترتيب الجامعات الإماراتية في نشر الأبحاث في أبرز المجلات العلمية العالمية.

لمحة حول جامعة نيويورك أبوظبي:

www.nyuad.nyu.edu
تضم جامعة نيويورك أبوظبي أول حرم جامعي شامل للآداب والعلوم الإنسانية والأبحاث في الشرق الأوسط تتم إدارتها من الخارج من قبل جامعة بحثية أمريكية مرموقة. وتُصنّف ضمن أفضل 31 جامعة في العالم حسب مؤسسة تايمز للتعليم العالي، مما يجعلها أعلى الجامعات تصنيفاً في دولة الإمارات. وتجمع الجامعة بين خيارات متنوعة من المناهج الجامعية في مختلف التخصصات مع مركز عالمي مرموق للبعثات والبحوث الجامعية، لتمكين طلابها في مجالات العلوم والهندسة والعلوم الاجتماعية والإنسانية والفنون من النجاح في ظل عالم مترابط، والتعاون بشكل وثيق لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية في العصر الحالي. وتضم الجامعة طلاباً متميزين من أكثر من 120 دولة يتحدثون أكثر من 100 لغة وتشكل جامعات نيويورك في كل من نيويورك وأبوظبي وشنغهاي المحور الأساس لجامعة عالمية فريدة من نوعها، تتيح للطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حد سواء فرص اختبار بيئات تعلم متنوعة ومعرفة المزيد حول الثقافات الأخرى في واحدة أو أكثر من المؤسسات الأكاديمية التابعة لجامعة نيويورك في ست قارات مختلفة.

-انتهى-

#بياناتحكومية