PHOTO
الدوحة، قطر، استضافت جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، "الندوة الخليجية في نُظم المعلومات"، بالمدينة التعليمية، في أول حدث من نوعه يجمع نخبة من الأكاديميين والباحثين في هذا الحقل من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد مايكل تريك، عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أهمية توقيت انعقاد الندوة، مشيرًا إلى أن "انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي يستدعي حوارًا إقليميًا جادًا حول ما تطرحه من فرص وتحديات". وأضاف: "نحن نعدّ الجيل المقبل من القادة والمهنيين والباحثين، وباستطاعتنا، عبر التعاون الإقليمي، أن نوجّه النقاش حول الدور الحيوي لنُظم المعلومات في دول مجلس التعاون الخليجي".
الدور الاستراتيجي لنُظم المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي
يشهد العالم تحوّلًا متسارعًا نحو أنظمة يُديرها الذكاء الاصطناعي، ما يستدعي خبرات قادرة على وصل القدرات التقنية المتقدّمة بالاحتياجات الإنسانية والتنظيمية. وتتجلّى هنا أهمية المتخصصين في نُظم المعلومات باعتبارهم حلقة الوصل بين التكنولوجيا وأثرها الفعلي في المجتمع، بما يتطلّبه ذلك من إتقان لإدارة البيانات وحوكمتها، وحماية الأنظمة، وبناء أطر الحوكمة الرقمية، ودمج التقنيات الجديدة على نحوٍ آمن وفعّال.
وقالت نوى فاتاناساكداكول، أستاذ تدريس أنظمة المعلومات في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، التي أطلقت هذا التعاون الإقليمي، وترأست الندوة: "أصبح لزامًا علينا أن نجتمع كخبراء لرسم ملامح مستقبل نُظم المعلومات. وتمثّل هذه الندوة منصّة حيوية لتحويل رؤانا المحلية، وبحوثنا الأكاديمية، إلى استراتيجيات تعاونية وقابلة للتنفيذ، لتسريع عجلة التحوّل الرقمي وتبني الذكاء الاصطناعي في دول المجلس".
وقد نجحت فاتاناساكداكول في جمع قامات أكاديمية من دول مجلس التعاون، ضمت كلاً من: د. سلمان الجزاف، وجمانة الشهري من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وإيمان اليامي من الجامعة السعودية الإلكترونية، ومنى اليامي من جامعة الطائف، وشين هوانغ من جامعة كارنيجي ميلون في قطر، ومازن شاووش من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
نقاش محوري: إسهام نُظم المعلومات في التحوّل الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي
شهدت الندوة جلسة حوارية ضمن سلسلة محاضرات "العميد"، أدارها مايكل تريك، وناقشت كيفية ضمان أن تُفضي تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى قيمةٍ أخلاقيةٍ ملموسة عبر تضافر جهود علماء نُظم المعلومات والباحثين والمهنيين. وجمعت الجلسة:
· د. أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة: قائد متميز ساهم في لجان وطنية ودولية لصياغة البحوث والابتكار وتبني الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة، والجينوم، والبنية التحتية، والسياسات العامة.
وقال: "مع تبني المنظمات والمؤسسات التعليمية الذكاء الاصطناعي، فإنها سرعان ما تكتشف أن بياناتها، وإجراءاتها، ونُظمها تحتاج إلى تحضيرات إضافية حتى تلبي الاحتياجات. ومن خلال استخدام مؤشرات منظمة وفقًا لركائز محددة بدقة، يُمكن لأخصائيي الذكاء الاصطناعي تقييم الجاهزية التنظيمية بشكل منهجي. وتضمن هذه المقاربة تطبيق الذكاء الاصطناعي بفاعلية، وبما يتسق مع المتطلبات العملية".
· د. محمد المرزوق، مساعد نائب مدير الجامعة للخدمات الأكاديمية المساندة لتقنية المعلومات بجامعة الكويت: خبير في الابتكار بالقطاع العام، والحكومة الإلكترونية، وإدارة المشاريع الضخمة في العالم العربي.
وقال: "يتطلب تبني الذكاء الاصطناعي في القطاع العام أكثر من مجرد فهم التكنولوجيا. فهي تعني أيضًا فهم كيفية عمل الحكومات. فنتيجة الأنظمة، والإجراءات المتبعة، والمحاسبة الصارمة، لدى المؤسسات العامة احتياجات خاصة. ويُساعد أخصائيو نُظم المعلومات من خلال تصميم حلول ذكاء اصطناعي تلبي تلك الاحتياجات، وتوجيه المؤسسات من أجل إجراءات تحوّل سلسة وناجحة".
· د. مازن شاووش، أستاذ مساعد في قسم نظم المعلومات وإدارة العلميات في كلية الأعمال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن: قدّم رؤى جوهرية حول حوكمة البيانات، والخصوصية المؤسسية، والقيادة الاستراتيجية اللازمة لنجاح التحوّل الرقمي.
"تجلب نُظم المعلومات أبعادًا اجتماعية وفنية للابتكار. ويتفاعل الذكاء الاصطناعي مع الأُطر والإجراءات والسياسات التنظيمية، وأساليب العمل. ويدرس خبراء نُظم المعلومات هذه العناصر معًا، بما يوفر رؤى حول الخصوصية، والحوكمة، وتصميم الأنظمة. وتضمن هذه النظرة الاجتماعية والفنية الأداء الكفؤ لحلول الذكاء الاصطناعي ضمن البيئات المؤسسية الحقيقية".
· د. شادي عون، رئيس قسم نُظم المعلومات في جامعة كارنيجي ميلون في قطر: ركز على الأبعاد الأخلاقية والتنظيمية للذكاء الاصطناعي، فضلاً عن التعليم، لضمان توافق التبني التكنولوجي مع مبادئ الاستدامة والمنفعة المجتمعية.
وقال: "يؤدي أخصائيو نُظم المعلومات دورًا حيويًا من خلال اتساق الأهداف التنظيمية، والعوامل الاجتماعية والثقافية، والاحتياجات التكنولوجية، بما يُساهم في توليد مُخرجات فاعلة، وقابلة للقياس، ومسؤولة للذكاء الاصطناعي. ومن هنا، فإن تطوير القدرات الأساسية، البشرية والتكنولوجية، ضروري بالنسبة لنا حتى نتمكن من بناء نُظم معلومات أخلاقية، تتمحور حول الإنسان، وتراعي الثقافة. ويُعد تعليم نُظم المعلومات أساسيًا في صقل المواهب المستقبلية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقتنا، وتوجيه الابتكار والتنظيم في سياق الذكاء الاصطناعي".
قيادة المستقبل الرقمي لدول مجلس التعاون
وفي نظرةٍ استشرافية للمستقبل، أكّد أعضاء هيئة تدريس نُظم المعلومات في جامعة كارنيجي ميلون في قطر عزمهم على مواصلة هذا الحوار وتوسيعه عبر مبادراتٍ وشراكاتٍ وفعالياتٍ دورية. واختتمت فاتاناساكداكول قائلة: "يتمثّل هدفنا في العمل سويًا لتحديد التحديات، وقيادة التحوّل الرقمي والتحوّل في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يضمن أن تخدم التكنولوجيا الناس في كافة أرجاء دول مجلس التعاون الخليجي".
نبذة عن جامعة كارنيجي ميلون في قطر:
على مدار 125 عامًا، رسخت جامعة كارنيجي ميلون مكانتها الرائدة في الابتكار والتعاون العلمي والبحوث الأكاديمية، وبصفتها جامعة مرموقة عالميًا فإنها تتجاوز حدود التعليم التقليدي لتُحدث تأثيراً عميقاً على جميع المستويات.
في عام 2004، بدأت جامعة كارنيجي ميلون شراكة استراتيجية مع مؤسسة قطر لنقل خبرتها التعليمية الرائدة إلى منطقة الشرق الأوسط. واليوم، يدرس أكثر من 450 طالبًا للحصول على شهادات البكالوريوس في تخصصات مستقبلية تشمل الذكاء الاصطناعي، والعلوم البيولوجية، وإدارة الأعمال، وعلوم الحاسوب، وأنظمة المعلومات.
ومع نمو واتساع شبكة خريجي جامعة كارنيجي ميلون في قطر، يزداد تأثيرهم في المجتمع، إذ يشغلون مناصب مرموقة في مؤسسات رائدة وشركات مبتكرة. وهم يسعون جاهدين لتحسين العالم من حولهم على اختلاف مواقعهم وأدوارهم سواءً كانوا باحثين أو مبدعين أو رواد أعمال أو محللين أو معلمين.








