في اجتماع سريع دام أقل من ربع ساعة اتخذت دول "أوبك بلس" قرارها - بإبقاء الحال على ما هو عليه-  أي الاستمرار بزيادة 400 ألف يومياً لشهر أبريل.

وقد رفضت أوبك في اجتماعها اليوم مرة جديدة ضغوط زيادة انتاج البترول أكثر من السقف المفترض والتزمت باتفاقها من دون تغيير مع الدول خارج المنظمة على رأسها روسيا التي أدت عملياتها العسكرية مع أوكرانيا الى ارتفاع أسعار النفط الى مستويات لم تشهد لها مثيل منذ أعوام. 

وفي بيان نشرته بعد الاجتماع الوزاري، أكدت أوبك أن "التذبذب الحالي" لا يعود الى تغيرات في أساسيات السوق التي تشير الى "أن السوق يتسم بقدر كبير من التوزان" بل إلى الاحداث الجيوسياسية. تجتمع دول إوبك بلس في 31 مارس لمراجعة سياسة الانتاج.

وينعكس مشهد الحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا بين الـ "مع" والـ "ضد" والـ"حيادي" على الأسواق، بين من يؤيد أوبك بلس بإبقاء الزيادة كما هي وبين من يعتقد أن على الدول المنتجة زيادة الإنتاج لكبح جماح الأسعار وهو ما قامت به الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية عشية الاجتماع يوم الثلاثاء عندما أطلقت العنان لبراميل نفط إضافية. 

لم تتراجع أسعار النفط على اثر هذه الخطوة، على غرار آخر مرة سحبت فيها الدول وفي طليعتها الولايات المتحدة 50 مليون برميل من الاحتياطي في نوفمبر عام 2021.  

ولا يختلف المحللون كثيرا عن هذا المشهد المثير للجدل.

أسعار بعيدة عن الأساسيات

وقال يوسف الشمري وهو الرئيس التنفيذي لشركة CMarkits لاستشارات الطاقة ومقرها لندن وهو أيضا باحث أول في "إمبريال كوليدج" بلندن لموقع زاوية عربي " لا أتوقع أن يغير التحالف اتجاههم على الرغم من الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا، روسيا هي عضو أساسي في تحالف أوبك بلس ومن مصلحتها البقاء ضمن هذا التحالف."

وأضاف "الأسعار الحالية لا تعكس أساسيات السوق، في الواقع تظهر زيادة الامدادات المستمرة فائض في الربع الثاني والثالث من هذا العام."

"أوبك بلس ليست منقطعة عن واقع السوق، هدف أوبك بلس هو أساسيات السوق وليس التحكم بالأسعار ونجحت المجموعة بإدارة السوق في 2016 و 2017 و2020. لا أزال أعتقد بأن الأسعار الحالية لن تدوم طويلا وهي بشكل كبير مبالغ فيها نتيجة المخاطر السياسية،" بحسب الشمري.

منقطعة عن الواقع؟

 أما فاندانا هاري، وهي مؤسسة فاندا انسايتس في سنغافورة فغردت على حسابها على تويتر: "أوبك بلس في خطر من أن تصبح منقطعة عن الواقع الآني لأسواق الطاقة العالمية."

 وأضافت "أن تقول أوبك بلس بأنها مهتمة بتوازن السوق واستقراره ولا تكترث للأسعار  هو أمر يصب في مصلحتها.المستهلكون والاقتصاد العالمي عرضة لأسعار البترول الحالية... بغض النظر عن التعريف الذي يعطيه أحدهم عن توازن السوق واستقراره."

(إعداد: ريم شمس الدين وقد عملت سابقاً في مؤسسات إعلامية شملت سي أن أن بالعربية ووكالة رويترز وداو جونز)  

(تحرير: ياسمين صالح  للتواصل yasmine.saleh@lseg.com) 

#تحليلمطول