يجتمع الفيدرالي الأمريكي لبحث مصير الفائدة، بعد أسبوعين داميين في القطاع المصرفي على إثر انهيار بنك سيليكون فالي فيما أنقذت الحكومة في سويسرا بنك كريدي سويس من الانزلاق إلى الهاوية.

الانهيار الذي طال البنك المصنف رقم 16 في أمريكا ووصف بأنه أكبر عملية انهيار  مصرفي منذ أزمة 2008، تلاه انهيار بنكين آخرين هما "سيغنتشر" و"سيلفر غيت"، ربما يدفع الفيدرالي للتراجع عن سياسته التشددية في قراره المرتقب يوم الأربعاء خاصة وأن رفع أسعار الفائدة كان سبب رئيسي في الانهيار لكن لا يزال التضخم المرتفع يمثل تحدي واضح، وفقا لما قاله محللون لزاوية عربي.

في 12 مارس، وبعد اندلاع أزمة سيليكون فالي، نقلت رويترز عن محللين في جولدمان ساكس إنهم لم يعودوا يتوقعون أن يرفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في اجتماعه في 22 مارس، وذلك في تحول لتوقعات سابقة برفع نسبته 0.25%.

وأرجع المحللون تغيير نظرتهم إلى "حالة من عدم اليقين بشأن المسار بعد مارس، في ضوء الضغط الأخير في القطاع المصرفي" بحسب رويترز.

لكن علي متولي، الباحث المساهم بوحدة أبحاث الإيكونيميست بلندن، يرى أن احتمالية أن يتراجع الفيدرالي الأمريكي عن رفع سعر الفائدة وأن يحول مساره للتثبيت تظل "احتمالية ضعيفة تقريبا 20%" لكنه بدلا من ذلك يتوقع أن يتجه الفيدرالي لتحريك أسعار الفائدة ما بين 25 – 50 نقطة أساس في الاجتماع الذي بدأ الثلاثاء.

كان الفيدرالي رفع سعر الفائدة مطلع فبراير 25 نقطة أساس، وهي أقل معدل زيادة منذ مارس الماضي حين بدأ فيها معركته مع التضخم.

واتفق مع متولي، الخبير المصرفي المصري هاني الفتوح، متوقعا أن يواصل الفيدرالي الأمريكي سياسته التشددية "وربما يكون رفع معدل الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس مناسبا" وذلك في إطار متابعة تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول.

وتصريحات باول، التي جاءت قبل أيام من انهيار سيليكون فالي، كانت  تشير إلى إمكانية تشديد إضافي في رفع أسعار الفائدة، لتعود إلى 0.5%.

ويري أحمد معطي - المدير التنفيذي لشركة VI Markets في مصر (وهي شركة كويتية متخصصة في مجال الأسواق المالية العالمية) أن البيانات الاقتصادية الأخيرة للاقتصاد الأمريكي ترجح طول أمد تشديد السياسة النقدية بغض النظر عن نسبة التحريك المتوقعة في أسعار الفائدة.

 ورجح معطي، أن يحرك الفيدرالي أسعار الفائدة بواقع  25 نقطة أساس.

معركة التضخم 

اتفق كل من متولي ومعطي على أن التضخم لا يزال تهديد لمستهدفات الفيدرالي، وهي معركته الأساسية والتي ستدفعه بشكل كبير إلى الاستمرار في رفع الفائدة.

وخلال فبراير تباطأ معدل التضخم السنوي في أمريكا إلى 6% مقابل 6.4%  في يناير، وهو أدنى مستوى للتضخم السنوي منذ سبتمبر 2021.

وفي حديثه لزاوية عربي، قال متولي إن استمرار معدل التضخم عند مستوى أعلى من المستهدف (بحوالي 3 أضعاف) يزيد من احتمالية رفع الفائدة، خاصة وأن التضخم سيتأثر سلبا بتثبيت الفائدة مع ضعف وتيرة انخفاض التضخم السنوي.

وقال أحمد معطي إن تشديد السياسة النقدية التي تبناها الفيدرالي على مدى العام الماضي "لم تأتِ ثمارها بعد ولا زال بعيدا عن مستهدفه للتضخم 2%".

بين كفتين

وما بين الضغوط التضخمية وضغوط الأزمات الأخيرة ببنوك أمريكية يقول علي متولي، إن "(الفيدرالي) هيحتاج يفكر في معالجة للتضخم من غير ما يضر القطاع المصرفي".

وأشار علي متولي، الباحث المساهم بوحدة أبحاث الإيكونيميست بلندن، إلى أهمية الأخذ في الاعتبار أن توقع السوق أحيانا ما يكون الهدف منه الضغط على صانع القرار لـ "تخويفه من مزيد من خسائر البنوك"  أو خوف مستثمرين على محافظهم في سوق المال وليس توقع علمي مبنى على أسس، "باختصار توقع متحيز".

وأضاف  ".. البنوك المنهارة غلطت (أخطأت) في حساب المخاطرة بتاعتها فمش كل البنوك هتقع بسبب زيادة الفائدة.. (وبالتالي) يمكن أن يتفاعل الفيدرالي بتحريك الفائدة ولكن بمقدار الـ  25 نقطة أساس واتجاهه للتثبيت مع بداية الربع الثاني".

تأتي توقعات المحللين، متماشية مع نتيجة استطلاع للرأي نشرته رويترز الاثنين، وتوقع فيه 76 من أصل 82 اقتصادي أن يرفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة 0.25% هذا الأسبوع.

(إعداد: دعاء عبد المنعم، تحرير: شيماء حفظي، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#أخباراقتصادية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا