تقيم مصر احتفالية كبيرة مساء يوم الخميس لافتتاح طريق الكباش الأثري في الأقصر بعد تطويره، على غرار حفل نقل المومياوات المهيب في أبريل الماضي، في رهان على أن تحرك مثل هذه الفعاليات حركة السياحة الوافدة للبلاد، والتي تضررت بشدة العام الماضي بسبب كورونا.

كانت السياحة المصرية تعرضت لضربة قوية في 2020 بسبب جائحة كورونا، وتراجع عدد السياح إلى 3.5 مليون سائح مقابل 13.1 مليون في 2020، كما انهارت الإيرادات السياحية إلى 4 مليار دولار مقابل نحو 13 مليار دولار في نفس فترة المقارنة بانخفاض حوالي 70%، بحسب بيانات وزارة السياحة والآثار المصرية.

واستعادت السياحة بعض عافيتها في النصف الأول من العام الجاري حيث ارتفعت الإيرادات إلى ما بين 3.5 و4 مليار دولار، وارتفع عدد السياح إلى 3.5 مليون سائح، بحسب تقرير سابق لرويترز.

>

إكسبو بنكهة مصرية

وقال معتز صدقي مدير عام شركة ترافكو للسياحة المصرية، في اتصال مع زاوية عربي: "مصر كانت تفتقد سياحة الأحداث الكبيرة التي تنظمها الدولة، على غرار الإكسبو أو البطولات الرياضية العالمية، وهذا النوع من الفعاليات يلقى اهتمام كبير في وسائل الإعلام الغربية ويسهم في الترويج للسياحة".

"نحن نتحدث عن 150 قناة ستنقل هذا الحدث، نتمنى من الحكومة أن تقيم مثل هذه الأحداث كل سنة"، بحسب ما قاله صدقي الذي يشغل أيضا نائب رئيس لجنة السياحة في غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة.

وطريق الكباش يربط بين معبدي الكرنك والأقصر، بطول 2,700 متر، ويتكون من رصيف من الحجر الرملي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش.

وقد بدأت أعمال الكشف عن هذا الطريق في نهاية الأربعينات من القرن الماضي، واستمرت سنوات طويلة، لكنها توقفت بعد ثورة يناير لنقص الأموال، قبل أن تستأنف الدولة أعمال الاستكشاف وتطوير الطريق مرة أخرى في 2018.

وكانت مصر نقلت 22 مومياء ملكية في أبريل الماضي في موكب ضخم من المتحف المصري في ميدان التحرير، إلى مقرهم الجديد في المتحف القومي للحضارة.

وتعتزم مصر افتتاح متحف جديد للآثار والمعروف باسم "المتحف المصري الكبير"، بالقرب من منطقة الأهرامات، العام المقبل، وتعول عليه كثيراً في جذب المزيد من السياح.

السياحة الشاطئية.. أين؟ 

لكن بحسب ما قاله صدقي، فإن الاحتفالات الخاصة بالآثار المصرية، تساعد فقط في جذب السياحة الثقافية، بينما تمثل السياحة الشاطئية حاليا حوالي 80% من الوافدين، وبشكل أساسي في سيناء والبحر الأحمر، على حد قوله.

"السياحة الشاطئية أرخص للسياح، لأنهم يأتون في طيران مباشر إلى المدن الشاطئية في سيناء أو البحر الأحمر، لكن زيارة المواقع الأثرية تكون مكلفة، خاصة أن سعر الطيران الداخلي للأقصر مرتفع"، وفق ما قاله صدقي.

"السائح يأتي من بلده على شرم الشيخ مباشرة على سبيل المثال، فيكون سعر الطيران رخيص، لكن رحلات مصر للطيران الداخلية للأقصر ذهاب وعودة، تكون مرتفعة، وبالتالي يتجنبها السياح، والحل هو أن يكون هناك خطوط متعددة للطيران المباشر من الدول الأجنبية إلى الأقصر وأسوان بأسعار رخيصة"، وفق ما قاله صدقي.

وبرغم ذلك يرى صدقي أن السياحة الثقافية تشهد بعض التحسن، "هناك بعض منظمي الرحلات الدولية، بدأوا يضعون الأقصر وأسوان في برامجهم السياحية، ويوجهون خطوط طيران مباشر لها، مثل أسبانيا وإنجلترا، وبالفعل تلقى إقبال كبير لأنه طيران رخيص والجو الدافئ في الصعيد جاذب جدا".

وأشار صدقي إلى أهمية خط الطيران الجديد الذي أطلقته شركة مصر للطيران –الناقلة الوطنية- بين شرم الشيخ والأقصر، في أكتوبر الماضي، وقال إنه سيساعد في "ربط السياحة الشاطئية بالثقافية".

وقال صدقي إن السياحة في مصر تشهد في الوقت الحالي تحسن كبير خاصة في منطقة البحر الأحمر، "مرسى علم، في الصدارة، وبعدها الغردقة وشرم الشيخ، وهناك إقبال كبير، ونتوقع أن تكون هناك انطلاقة أكبر في الفترة المقبلة، مع زيادة توزيع اللقاحات وفتح الطيران".

(إعداد عبدالقادر رمضان ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير: ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

#تحليلسريع

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام