قال مسؤول رفيع في صندوق النقد الدولي أنه سيلتقي مع وزيرة المالية ومحافظ البنك المركزي في تونس الأسبوع الحالي، في أول لقاء بين الطرفين منذ تشكيل الحكومة الجديدة.

وتعاني تونس من حالة اضطراب سياسي واقتصادي في أعقاب القرارات المثيرة للجدل التي أعلنها الرئيس التونسي قيس سعيد في يوليو الماضي والذي حل من خلالها البرلمان والحكومة وعين نفسه بديلا عنهما. وبالرغم من تعيين حكومة جديدة ترأسها سيدة أصبحت هي الأولى لتشغل هذا المنصب عربيا وبها حضور نسائي كبير الا ان استكمال مشهد انفراد الرئيس باصدرار كل القرارات والتعينات يثير غضب المجتمع الدولي وعدد من الأحزاب التونسية ومنها حزب النهضة الإسلامي الذي كان له أغلبية في البرلمان.

وبحسب جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، في مقابلة مع زاوية عربي  مساء الاثنين سيجرى خلال هذا اللقاء "التشاور حول التطورات الاقتصادية وأيضًا النظر بأولويات تونس بالمرحلة المقبلة" وقال أزعور أن اللقاء سيكون افتراضيًا مضيفًا: "نحن على تواصل واستعداد لدعم تونس."

 ومعلقًا على ما إذا كان صندوق النقد الدولي سيشترط عودة انعقاد البرلمان التونسي قبل إبرام أي اتفاقيات مع البلد الشمال أفريقي، لم يعط أزعور إجابة صريحة ولكنه قال أن "الصندوق حريص على رفع مستوى الحوكمة وتعزيز الاصلاح وتطوير عمل المؤسسات إن كان بتونس أو أي دولة أخرى.

وكانت الحكومة التونسية السابقة تسعى للحصول على قرض بنحو 4 مليار دولار من صندوق النقد الدولي يمتد على ثلاثة سنوات ولكن توقفت الخطوات مع حلها في 25 يوليو الماضي.

السودان ولبنان

تونس ليست الدولة العربية الوحيدة التي تمر بأزمات في الوقت الحالي، فمعظم الدول العربية تواجه تحدي بشكل أو بأخر إما بسبب ديون مرتفعة مثل مصر مثلا أو أزمة سيولة مثل الكويت وبالطبع الجميع تاثر بتداعيات كوفيد-19 ولكن دولتان تتصدران المشهد العربي في الوقت الحالي بجانب تونس بسبب عمق وطول الأزمات، وهما لبنان والسودان.

تعاني لبنان من أزمة اقتصادية تاريخية من حيث السوء ووصفت ب"كوكتيل المصائب" و"الانهيار الكبير" وأوصاف أخرى وتحدثت عنها تقريبا جميع المؤسسات الدولية وكثير من الخبراء.

وعن الأزمة اللبنانية قال أزعور ان الحكومة اللبنانية هي من بيدها الوصول لاتفاق سريع مع الصندوق عن طريق "الإسراع بوضع خطة النهوض وعرض البرنامج الإصلاحي."

الدولة الأخرى التي تعاني من وضع اقتصادي صعب جدا هي السودان والتي تمر بأزمة تضخم في الأسعار ونقص  في الوقود والخبز والأدوية أدت لمظاهرات تطالب الجيش بالتدخل وحل الحكومة بالرغم  من رفع العقوبات عنها وإزالتها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

 "أي عملية تحول، خاصة بعد زمن طويل من الأزمات، يأخذ وقت ويتطلب إرادة كبيرة،" بحسب أزعور.

وقال: "إنما اليوم، هناك فرصة للسودان...تتمثل بعودة السودان إلى الدائرة الاقتصادية، تتمثل أيضًا بجهوزية إقليمية ودولية لتأمين الدعم والاستثمار."

وأضاف أن الصندوق أوصى الدول الداعمة لبرنامج دعم الأسر "برفع مستوى التمويل" الذي سيؤمن تدريجيًا الحد الأدنى من "الحماية الاجتماعية لحوالي 80% من الشعب السوداني."

 
  (إعداد: أحمد فتيحة وقد عمل أحمد في عدد من المؤسسات الدولية منها بلومبرغ)

(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

 

 

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام