صعدت أسعار الذهب بشكل صاروخي من بداية العام الحالي حيث قفزت بنسبة تجاوزت 35% منذ شهر يناير وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي، وفق تقارير صحيفة عربية وعالمية.

وبلغ سعر أوقية الذهب 1,903.15 دولار عند الساعة 5:26 من مساء يوم الخميس الماضي بتوقيت دبي، بحسب بيانات CNBC عربية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

قال رجب حامد المدير الشريك لمجموعة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة المتخصصة في شراء وبيع الذهب والمجوهرات في اتصال هاتفي مع موقع زاوية عربي من الكويت إن الذهب ينظر إليه وتحديدا خلال فترة الأزمات السياسية والاقتصادية على أنه ملاذ آمن لاسيما وأن الأسواق المالية تكون غير مستقرة، وبالتالي لا توجد هناك فرص استثمارية مناسبة للباحثين عن الاستثمار سواء من الأفراد أو الشركات.

وأضاف رجب أن الناس تلجأ خلال الأزمات إلى شراء الذهب من أجل ضمان الحفاظ على قيمة أموالها، وهو ما حصل على سبيل المثال عند بدء الحرب التجارية بين الولايات  والصين وتبادل فرض الرسوم والضرائب بين البلدين على السلع، ومن ثم عند حدوث أزمة انتشار فيروس كورونا التي لا يزال العالم يعاني من آثارها السلبية حتى الآن.

خلفية سريعة عن الحرب التجارية بين أمريكا والصين

أعلن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي في أغسطس 2019 بأنه سيفرض رسوم بنسبة 10% على ما قيمته 300 مليار دولار من السلع الصينية المصدرة إلى بلاده، قبل أن تعلن الصين في وقت لاحق عن اتخاذ إجراءات مماثلة على بضائع أمريكية، وذلك بحسب تقارير صحفية عالمية.

أكبر المشترين

قال رجب إن: "صعود أسعار الذهب بشكل صاروخي حصل بفعل الإقبال والشراء الكبير من قبل الأفراد، صناديق الاستثمار العالمية، والبنوك المركزية التي سعت إلى زيادة احتياطاتها من هذا المعدن بسبب حالة الهلع والخوف في ظل الضبابية القائمة وعدم وضوح الرؤية الاقتصادية جراء التداعيات الناجمة عن كورونا وعدم معرفة ما الذي سيحدث خلال الفترة المقبلة".

ورأى أنه: "دائما عندما يكون هناك عدم وضوح فيما يتعلق بالرؤية الاقتصادية المستقبلية تقوم صناديق الاستثمار العالمية بتكثيف معدلات شرائها من الذهب بشكل كبير، وهو ما دفع الطلب على الذهب إلى مستويات غير مسبوقة منذ مدة طويلة".

خلفية سريعة عن مشتريات صناديق الاستثمار العالمية

أشار تقرير نشرته العربية بتاريخ 19 سبتمبر الماضي إلى أن صناديق الاستثمار العالمية أضافت مشتريات جديدة من سبائك المعدن الأصفر خلال الفترة الماضية بنحو 50 مليار دولار في أكبر إقبال على شراء سبائك الذهب منذ القرن 19.

عوائد عالية

أوضح رجب أن الذهب شكل بالنسبة للمستثمرين من الأفراد، الشركات، والصناديق الاستثمارية فرصة استثمارية جيدة جدا على مدار الأشهر القليلة الماضية، حيث تمكنت هذه الجهات من تحقيق عوائد وأرباح عالية بنسبة لا تقل عن 20% جراء استثمارها بالذهب.

أبرز أسباب الشراء

أشار رجب إلى أنه: "من ضمن الأسباب والعوامل التي أدت إلى زيادة الإقبال على شراء الذهب إلى جانب كورونا والقلق الاقتصادي العالمي هي خفض أسعار الفائدة، وضعف أداء الدولار مقابل العملة الأوروبية، فضلا عن تراجع الكثير من المؤشرات المرتبطة باقتصادات الدول الكبرى والتي تعكس وجود أزمة حقيقية بالتزامن مع زيادة معدلات التضخم، ارتفاع مستويات البطالة والديون، تراجع معدلات النمو بشكل لافت خلال النصف الأول من العام الحالي".

الارتفاع سيتواصل

قال رجب إن ارتفاع أسعار الذهب سيتواصل خلال الفترة المقبلة بسبب استمرار حالة عدم اليقين والقلق الاقتصادي، مرجحا في الوقت نفسه أن يلامس سعر أوقية الذهب 3,000 دولار بناء على معطيات كثيرة سبق وأشارت إليها تقارير اقتصادية عالمية منها مثلا عدم وجود لقاح لكورونا حتى الآن وتزايد أعداد الإصابات والوفيات بهذا الفيروس حول العالم، الانتخابات الأمريكية، تذبذب أداء الأسهم والسندات، ضعف الاقتصاد العالمي، وتزايد الأزمات السياسية، العسكرية، والاقتصادية في مناطق مختلفة حول العالم، وهي عوامل من شأنها دفع أسعار الذهب إلى مزيد من الارتفاع كونه يبقى الملاذ  والاستثمار الآمن الذي يزيد سعره عند وقوع الأزمات ولا ينخفض بعكس الكثير من السلع.

وفي نفس الإطار، توقع تقرير لبنك الاستثمار العالمي يو بس اس أن يواصل الذهب ارتفاعه خلال الفترة المقبلة، حيث قالت يو تشو غوان كبيرة محللي البنك إن مصرفها رفع توقعاته لسعر الذهب العام المقبل من مستوى 1,850 دولار للأوقية إلى 2,100 دولار للأوقية مع ارتفاع الإقبال على المعدن الأصفر، بحسب موقع سي إن بي سي.

وبحسب وكالة بلومبرج، قال بنك أوف أميركا في أبريل الماضي إن سعر الذهب قد يصل إلى 3,000 دولار على مدار الأشهر الـ18 المقبلة.

(إعداد: محمد الحايك. وقد عمل محمد في السابق في عدة مؤسسات، منها صحيفة الراي الكويتية، وقناة أخبار المستقبل الفضائية اللبنانية)

(تحرير: تميم عليان، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي وتستخدم لغة عربية بسيطة.

© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا