منذ أكثر من 3 سنوات نظر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر نافذة طائرة هليكوبتر للقاهرة من أعلى أثناء مروره في أحد الجولات الداخلية، فوقعت عيناه على منطقة "مثلث ماسبيرو" وتعجب وقتها من وجود منطقة عشوائية بتلك الدرجة في وسط القاهرة.

 بتلك الواقعة يحكي خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية المصري، التابع لمجلس الوزراء، لزاوية عربي عن قصة تطوير منطقة تعد من أشهر المناطق في العاصمة المصرية.

تقع منطقة "مثلث ماسبيرو" غرب محافظة القاهرة، حيث يحدها كورنيش النيل غربا. 

من أهم ما يميز هذه المنطقة أنها تطل على نهر النيل، بواجهة مائية تبلغ حوالي 900 متر، بالإضافة إلى تواجد العديد من المباني الهامة بها، مثل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون المعروف  ب"ماسبيرو"  والذي سمي المثلث باسمه، ووزارة الخارجية، والقنصلية الإيطالية وفندق هيلتون رمسيس. 

تبلغ المساحة الكلية لمنطقة ماسبيرو حوالي 75 فدان، بما في ذلك كل المباني السابق ذكرها، أما المساحة المستهدف تطويرها فتبلغ 40 فدان، حيث تمتلك الدولة 10% فقط من مساحة المشروع، بينما يمتلك مجموعة من الأفراد 25% من مساحة الأرض، والمساحة المتبقية مملوكة لشركات سعودية وكويتية، وشركة "ماسبيرو" المصرية الخاصة. 

وتعتبر منطقة  مثلث ماسبيرو "غير آمنة"، بحسب تعريف الدولة المصرية. وقال صديق ان الدولة حددت 357 منطقة تحتوى على 246 ألف وحدة سكنية غير آمنة فى 27 محافظة، وأنه تم بالفعل خلال السنوات الماضية إنجاز وحدات بديلة لاستيعاب تلك المناطق مثل مناطق السكن البديل بحدائق الأهرام، ومنطقة الأسمرات، وأرض الخيالة وغيرها.

ولكن مثلث ماسبيرو بدأ في 2019. وهذه قصته.
 
الطابق 23 

في الطابق رقم 23 من مبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" تقع كافتيريا كبيرة تسمى "VIP"، كان كبار الضيوف في المبنى ينتظرون فيها لحين ظهورهم في البرامج التليفزيونية. لكنها كانت تطل من الخلف على منطقة مثلث ماسبيرو. 

وما من ضيف طل برأسه من نافذة هذا الطابق إلا ولاحظ مباني عشوائية وعشش تلاصق مباني تاريخية ورسمية مثل وزارة الخارجية المصرية. 

وبحسب وليد العطار، المخرج بالقناة الأولى بالتليفزيون المصري، إن القائمين على إدارة المبنى اضطروا إلى غلق تلك النوافذ الخلفية ووضع حواجز لعدم وصول الضيوف إليها لتجنب رؤية هذا المنظر.

وأضاف: " في 2019 حضر رئيس الوزراء ووزير الإسكان وعدد من كبار المسؤولين إلى تلك الكافتيريا ووضعوا خطة تطوير تلك المنطقة من تلك النوافذ ".

لأهل المنطقة 3 خيارات

وضعت الدولة 3 بدائل أمام سكان مثلث ماسبيرو: إما الحصول على سكن بديل، أو العودة بعد التطوير مع دفع الفرق على أقساط سنوية. أو الحصول على تعويض مادي مقابل إخلاء الموقع، وتركت الدولة ممثلة في محافظة القاهرة وصندوق التطوير الحضاري حرية الاختيار لكل المواطنين بما يناسبهم.

ويشتكي بعض المصريين من إجراءات تعسفية تجبرهم على إخلاء منازلهم أو تغيير معالم أحيائهم بهدف التطوير.

وقال عاصم الجزار وزير الإسكان المصري فى تصريحات خاصة لزاوية عربي نشرت الجمعة إن مستثمرين عرب بالإضافة إلى شركات تطوير عقاري مصرية خاصة سيشاركون في تطوير جزر نيلية تعد من ضمن المناطق العشوائية بحجم استثمار يصل إلى 200 مليار جنيه ( 10.4 مليار دولار)

للمزيد عن تغطية زاوية عربي عن العشوائيات في مصر وفرص الاستثمار فيها

وزير الإسكان المصري لزاوية عربي: مستثمرون عرب سيشاركون فى تطوير مناطق عشوائية قريبة من النيل بمصر

هل تساعد قرارات حكومية جديدة الشركات العقارية في مصر؟
 
وبحسب نائب محافظ القاهرة اللواء محمد العطار لزاوية عربى،  فإن 60% من الأهالى اختاروا الحصول على تعويض و18% اختاروا سكن بديل والنسبة المتبقية قرروا العودة بعد التطوير مع دفع فرق الثمن.

بحسب مسؤول في وزارة الإسكان طلب عدم ذكر اسمه  فإن المشروع تكلف قرابة 8 مليار جنيه  (416 مليون دولار) و جارى تسعير الوحدات الاستثمارية والتجارية في المنطقة لبيعها وفقا للسعر في المناطق المجاورة ودرجة التطوير. وتوقع المصدر أن يصل سعر الوحدة الاستثمارية التي تطل على النيل إلى 20 مليون جنيه ( مليون دولار).

تفاصيل المشروع 

وحسب تصريحات مسؤولين عن المشروع وتقرير لمجلس الوزراء صادر في أبريل الماضي فإن مخطط مشروع "مثلث ماسبيرو" سوف يقسم الأرض إلى ثلاث مناطق رئيسية: تجارية، ترفيهية، وسكنية.
 
وذكرت المصادر أن المناطق التجارية سوف تضم مول تجارى به دار سينما بالإضافة إلى سلسلة مطاعم وكافيهات تطل على النيل، و برجين إداريين.

وتضم المنطقة الترفيهية صالات رياضية ومساحات خضراء ومسارات لركوب الدراجات. 

أما المنطقة السكنية، فتضم 7 أبراج سكنية  بينهم برجين للسكن البديل وهى الشقق المخصصة لأهالي المنطقة الذين اختاروا العودة للمنطقة بعد التجديد وسداد ثمن الوحدات.

فيما تسمى باقى الأبراج السكنية ب"السكن الاستثماري" وتحتوي على شقق بمساحات أكبر وتتميز ب"فيو" أفضل  نظرا لأنها تطل على النيل . فيما يضم المشروع أيضا 4 أبراج فندقية تطل جميعها على النيل وتسمى ب" أبراج النيل ماسبيرو".

 

(إعداد: أحمد حسن، تحرير: ياسمين صالح، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#تحليلمطول

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا