09 10 2015

تخصيص 22.5 مليار ريال في الموازنة الجديدة للبعثات الخارجية

كتبت/ أماني شاهين

خصصت المملكة العربية السعودية ما يقارب 217 مليار ريال لقطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة من ميزانية العام الجديد 2015 / 2016، وهو ما يمثل 25% من النفقات المعتمدة بالميزانية، وفقا للموقع الرسمي لوزارة التعليم العالي السعودية.

وتضمنت الميزانية تخصيص 22.5 مليار ريال لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حيث بلغ عدد المبتعثين من الطلبة والطالبات الدارسين في الخارج 207 آلاف مع مرافقيهم للعام الحالي.

الابتعاث الخارجي

يذكر أن مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي انطلق عام 1426هـ علي يد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بواقع ثلاث مراحل، مدة كل واحدة منها خمس سنوات.

و انطلقت المرحلة الثالثة للبرنامج تحت عنوان "وظيفتك وبعثتك"، وتعتمد هذه المرحلة على إيجاد شراكة فاعلة في مجال الابتعاث والتوظيف بين وزارة التعليم العالي والمؤسسات والهيئات في القطاع العام .

المهندس سامي الحصين، أحد المبتعثين السعوديين، الذين إبتُعِثوا في عام 1995م لإكمال الدراسات العليا في مجال علوم الحاسب في أمريكا، يرى الحصين أن الفائدة العلمية جزء قد يكون بسيطًا بالنسبة للفوائد الأخرى للابتعاث، ومنها التعرف على الثقافات الأخرى.

ويضيف: "ربما لو تم تفعيل برامج تبادل الطلابي Exchange Student فمقابل كل طالب مبتعث من هنا يكون هناك طالب يبتعث من هناك لنا، ويمكن التواصل بينهما ليكون كل منهم مرشدا للآخر وبذلك نوفر قناة مزدوجة في اتجاهين لتبادل العلوم والثقافات".

يؤكد الحصين أن المبتعث يمكنه الاستفادة من رحلة الابتعاث بطرق عدة، كالعمل كمساعد باحث في الجامعة بدلاً من اقتصاره على المواد الدراسية فقط.

أسماء أبو طالب، مديرة المشروع النسائي في شركة الاتصالات السعودية STC، وكانت إحدى المبتعثات فتؤكد أن استفادتها من برنامج الإبتعاث كانت كبيرة جدًا، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الإدارة المالية من جامعة أكسفورد، وترى أن من إيجابيات الإبتعاث توسيع المدارك و التعلم والاستفادة من الثقافات الأخرى.

أضافت: "بعد التخرج لم أبحث عن وظيفة، بل بحثت الوظيفة عني، فقد تم الاتصال بي من عدة شركات حصلوا على بيانات الخريجين المميزين، والتحقت بوظيفة توافق طموحاتي"

سلبيات

فيما يرى الدكتور وافي المُطيري - المحاضر بكلية العلوم الإدارية والإنسانية بجامعة الجوف - أن المرحلة الأولى والثانية من برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي كانت جيدة ، لكن بها بعض السلبيات ، حيث عدم وضع حد أدنى للمعدل المقبول في الابتعاث، بمعنى أنه يضم الجميع، حتى أن غير صاحب المؤهل السابق المرتفع أو الدرجات المرتفعة الحالية يقبل في الابتعاث، وفتح المجال للدراسة في جامعات ضعيفة جداً في مستواها.

إلى جانب قلة الموظفين من المشرفين وغيرهم ممن يعملون في خدمة الطالب، خاصة في المرحلة الثانية حين بلغ العدد أضعاف سابقه، بينما في المقابل لم يتضاعف عدد المشرفين والعاملين في مجال الخدمة الطلابية في كافة المجالات في الملحقيات الثقافية.

وأضاف أن المرحلة الثالثة من الإبتعاث " وظيفتك وبعثتك"، تم تصحيح كثير من ملاحظات المرحلتين السابقتين سلبيات المرحلتين السابقتين، ونحتاج فقط أن تكون السياسة أكثر شفافية ووضوحا .

ويؤكد المُطيري أن فكرة برامج استقطاب الجامعات للمبتعثين فكرة جيدة، ويوجد 8 جامعات حكومية لديها رابط خاص بالاستقطاب، نأمل من بقية الجامعات أن تحذو حذوها في تسهيل الاستقطاب، وأن تقوم الجامعات بدور واضح وفعال في استقطاب المتميزين، مشيرًا إلى أن حجم الإنفاق الحكومي على برنامج الابتعاث كبير جدا، ونحن ممتنون جدًا لحكومتنا.

مقترحات

" الابتعاث برنامجٌ حاجيّ ؛ للاستعاضة عن الموارد البشريّة الخارجيّة بموارد بشريّةٍ داخليّةٍ مدرَّبةٍ مؤهَّلةٍ تأهيلاً علميّاً وعمليّاً"، وذلك بحسب رأي الدكتور سعيد القرني - عضو هيئة التّدريس بكلّيّة اللغة العربيّة بجامعة أمّ القرى بمكّة المكرّمة. وأضاف أنه حتى يؤتي هذا البرنامج ثماره يشتَرَط له ما يلي:

1. تشخيص حال المملكة العلميّ في مؤسّساتها وجامعاتها؛ للوقوف على احتياجاتها التّعويضيّة وعناصر قوّتها وضعفها.

2. ابتعاث الأكفأ من طلابها وموظَّفيها على وجهٍ يقيم معادلة التّكافؤ بين العامل والعمل؛ فلا يُبتعَث خاليَ الوفاض والإناء الفارغ من محتوًى مناعيٍّ قادرٍ على اكتساب العلوم .

3. وصْل المبتَعَث بوظيفته الّتي يراد له وبه أن يؤدّيها بعد رجوعه من الابتعاث، حتّى يطمئنّ قلبه للتّحصيل الجادّ المسئول ويأمن من غوائل الرّجوع من الابتعاث، ودوّامة البحث عن وظيفةٍ .








© Zawya 2015