17 05 2013
«جويك» و«اليونيدو» تطلقان الكتاب الدولي للإحصاءات
أطلقت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) من مقرها في الدوحة أمس الكتاب السنوي للإحصاءات الصناعية 2013 الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وذلك في حفل أقيم برعاية وحضور سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة القطري، وأيضا بحضور سعادة الشيخ حمد بن جبر رئيس جهاز الإحصاء في دولة قطر وعدد من سفراء دول مجلس التعاون ورؤساء الأجهزة الحكومية والرؤساء التنفيذيين ومديري عدد من كبرى الشركات العاملة في دولة قطر.
وأكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة رئيس مجلس إدارة قطر للبترول والعضو المنتدب أنه سعيد بالمشاركة في حفل إطلاق الكتاب السنوي الدولي للإحصاءات الصناعية الذي تعده منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ويتم الإعلان عنه للمرة الأولى من دولة قطر.
إعادة التوازن
وقال السادة: «لا تزال الكثير من الدول تحاول جاهدة تجاوز آثار الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت العالم بنهاية العام 2008.. وتجاهد هذه الدول لإعادة التوازن إلى عناصر نموها الصناعي بعد أن أدت الأزمة إلى فقدان الكثير من الوظائف في القطاعات التصنيعية والتحويلية وبالتالي إلى تراجع مستويات الإنتاج».
ورحب السادة بدخول دولة قطر إلى قائمة الاقتصادات الصناعية المكونة من الدول التي تبلغ القيمة المضافة للتصنيع فيها أكثر من 2500 دولار دولي للفرد الواحد، بالإضافة إلى كل من الأشقاء: دولة الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين»، منوها بأن دولة قطر تولي «اهتماما بالغا لقطاع الصناعات التحويلية انطلاقا من الرؤية والثوابت التي حددها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لمستقبل أفضل لهذا الوطن وأبنائه».
وأشار سعادته إلى عمل «حكومة قطر من خلال سياسة اقتصادية واضحة على بناء قاعدة إنتاجية صناعية عريضة لتنويع مصادر الدخل، ومواصلة النمو الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على القطاع الهيدروكربوني كمصدر وحيد للدخل.
وقال: «كما نعمل على تحقيق الاستغلال الأمثل لمواردنا الطبيعية من خلال تنمية القطاع الصناعي والتحويلي وتمكينه من الاندماج في النظام الاقتصادي العالمي خاصة في مجالي البتروكيماويات والمواد الكيميائية المتخصصة».
تحول الاقتصاد القطري
وشدد د.السادة على «قدرة الاقتصاد القطري للتحول من الاعتماد في نموه على القطاع الهيدروكربوني إلى مساهمة كبيرة وفاعلة للقطاعات غير النفطية يشكل مظهرا هاما لقوة أدائه وتنافسيته، وقدرته على تحقيق النمو المستدام».
وفي مجال البيانات والإحصاءات الصناعية اعتبر الدكتور السادة أن «القطاع الصناعي حول العالم يزداد اعتمادا -يوما بعد يوم- على المعلومات والإحصاءات والمؤشرات الرئيسية من أجل تحقيق مزيد من النمو الاقتصادي. ولا شك أن النجاح في توسيع وتعميق القاعدة الصناعية والتحويلية في أية دولة يعتمد اعتمادا تاما على وجود قاعدة بيانات وإحصاءات دقيقة وموثوقة».
وأوضح السادة أنه من هذا المنطلق تأتي أهمية الكتاب السنوي الدولي للإحصاءات الصناعية الذي يتخصص بنشر الإحصاءات الصناعية على المستوى العالمي، ويقدم خلاصة المؤشرات الرئيسية للإحصاءات الصناعية، ويوفر المعلومات المفصلة عن هيكل ونمو الصناعة التحويلية في العالم.
وقال: «يتزامن الكتاب السنوي الذي نحتفل بإطلاقه من الدوحة، مع زيادة ملحوظة في التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في مجال الإحصاءات الصناعية.. خاصة في ما يتعلق بمساهمات إدارات الإحصاء الوطنية والوزارات المعنية في دولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. وإننا على أمل باستمرار هذا التعاون من أجل تعزيز القدرات الإحصائية الوطنية والإقليمية في دول المجلس».
واختتم سعادة وزير الطاقة معبرا عن تقدير حكومة دولة قطر لجهود منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ودعمنا لأهداف (اليونيدو) في رفع مستويات النمو الصناعي وفي تشجيع التنمية الصناعية للحد من الفقر والعمل على تحقيق الاستدامة البيئية، وقال «كما يسعدني أن أعبر عن بالغ تقديري لجهود منظمة الخليج للاستشارات الصناعية في هذا الصدد.. ولما بذلوه في تنظيم هذا الحدث».
وفي الختام تسلم سعادة الوزير السادة درعا تكريمية من الأستاذ عبدالعزيز بن حمد العقيل الأمين العامة لـ «جويك»، كما تسلم السيد أوبديا درعا تقديرية.
حمد بن جبر لـ «العرب»: إطلاق الكتاب من قطر إنجاز بكل المقاييس
أعرب سعادة الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني رئيس جهاز الإحصاء عن سعادته بإطلاق الكتاب السنوي الدولي للإحصاءات الصناعية لعام 2013 من دولة قطر، مؤكداً على أن هذا الأمر يعتبر إنجازا بكل المقاييس ويعكس اهتمام دولة قطر وتركيزها على الصناعات.
وقال الشيخ حمد بن جبر: «هذه المؤشرات الجديدة والمقارنات الموجودة في الكتاب تدعم توجه الدولة والتركيز على الخطط المستقبلية في تطوير قطاع الصناعة بشكل عام بالإضافة إلى المشتقات ذات القيمة الكبيرة من خلال الصناعات القوية».
وأوضح سعادة رئيس جهاز الإحصاء أن التنافسية القوية من منظور وجهة نظر قطر تساعد على تطوير هذه الصناعات إلى المراحل المتنوعة، وما يضع قطر على خريطة الدول الصناعية الكبرى، مؤكداً على أن الإحصاءات الصناعية لها أهمية كبرى في دول مجلس التعاون وقطر على وجه الخصوص، ولذلك فإن تطوير هذا القطاع من مختلف الجوانب يساعد على التطوير المستمر في عملية التنمية الصناعية.
وأعلن سعادة الشيخ حمد بن جبر آل ثاني أن القطاع الصناعي في العالم كله يعتمد على المعلومات والإحصاءات الدقيقة والمتطورة من يوم إلى آخر، وذلك من أجل المساهمة في تحقيق مزيد من النمو الاقتصادي في البلدان، مؤكداً أن التوسع في عملية الاعتماد على البيانات الدقيقة والموثقة يساعد كثيرا على التقدم في هذا المجال وهو ما يركز عليه جهاز الإحصاء في قطر بالتعاون مع كافة الهيئات والمؤسسات المرتبطة بهذا المجال.
وأشاد سعادة الشيخ حمد بن جبر بجهود دولة قطر ودعمها لأهداف (اليونيدو) في رفع مستوى النمو الصناعي للحد من الفقر والعمل على تحقيق الاستدامة البيئية، مشيراً إلى أن الجهد الكبير الذي تقدمه منظمة الخليج للاستشارات الصناعة في هذا الصدد ملحوظ ويجب أن نقدم لهم الشكر عليه ونطالبهم أيضاً بمزيد من العمل في هذا المجال سعيا وراء تحقيق الأفضل باستمرار.
العقيل: «جويك» تدرك أهمية الإحصاءات الصناعية
أشار عبدالعزيز بن حمد العقيل، الأمين العام لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية، إلى الأهمية المتزايدة للإحصاءات الصناعية في دول المجلس التي تعاني من عدم إعطائها الاهتمام الكافي، وذلك رغم أهميتها في مساندة القرارات الاقتصادية والاستثمارية بشكل واسع.
وأضاف العقيل أن الدراسات السابقة بينت أن العديد من بلدان المنطقة تعاني من عدم توافر قواعد بيانات تفصيلية يعتمد عليها عن الأنشطة الصناعية وعن المؤشرات ذات العلاقة، بسبب غياب المنهجيات المناسبة لجمع وتحليل تلك البيانات ونشرها في الوقت المناسب»، معتبراً أن عدم القدرة على توفير إحصاءات صناعية محدثّة يؤثر سلباً على قدرات صانعي القرار في القطاعين العام والخاص في المجالات الصناعية والاستثمارية».
وأشار العقيل إلى أن «جويك» أدركت «ضرورة العمل على تطوير هذا القطاع المهم من الإحصاءات، فقد عملت المنظمة وبشكل مشترك مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وشعبة الإحصاء في الأمم المتحدة في نيويورك ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، على تنظيم العديد من ورش العمل التدريبية حول الإحصاءات الصناعية والتصانيف في دول مجلس التعاون، وتجاوباً مع الطلبات الموجهة من الدول سيتم تنظيم ورش أخرى هذه السنة في بعض الدول الخليجية».
وشدد العقيل على أن «الحاجة لا تزال ملحة لتوسيع الأنشطة الهادفة لبناء القدرات في المنطقة في سياق التوجه لتحسين نطاق توفير الإحصاءات الصناعية وجودتها ومدى تطبيقها للتصنيفات والتوصيات الدولية ذات العلاقة بالإحصاءات الصناعية».
وأوضح العقيل أن «جويك» تأمل أن «تساعد هذه الورش في رفع مستوى معارف ومهارات العاملين من الأجهزة الإحصائية ووزارات الصناعة في المنطقة بما يمكنّهم بشكل أفضل من تجميع ومعالجة ونشر الإحصاءات المتعلقة بالأنشطة الصناعية في المنطقة، وبما يساعد كذلك على معالجة الخلل والتباينات القائمة في البيانات المتوافرة من خلال توحيد التصانيف والمعايير الدولية المعتبرة»، لافتاً إلى أن هذا «سيسهل على خبراء «اليونيدو» تحديث قاعدة البيانات الدولية للإحصاءات الصناعية وذلك من خلال البيانات التي تقوم إدارات الإحصاء الوطنية والوزارات في دول المجلس بتزويدهم بها بشكل منتظم، والتي تسمح بالمقارنة بين مختلف البلدان ومجموعات الدول في كل مرحلة من مراحل التنمية».
الكواري: تقدم المؤشرات الصناعية سبب اختيار قطر لإصدار الكتاب
أكد سعيد بن مبارك الكواري، عضو مجلس إدارة منظمة الخليج للاستشارت الصناعية، أن دولة قطر يسعدها ويشرفها أن يتم إعلان إطلاق الكتاب الجديد منها.
وقال: «شرف كبير أن يتم اختيار قطر خلال هذا العام من أجل إصدار هذا الكتاب وهو ما يؤكد على الثقة الصناعية التي تحظى بها قطر خلال هذه الفترة».
وأضاف الكواري: أن الكتاب يتحدث عن الإحصاءات الصناعية في دول العالم وفقا للمنجزات في كل دولة، وتم اختيار قطر بسبب التقدم الكبير الذي تحظى به في المؤشرات الصناعية، بالإضافة إلى اعتبارها أنها في منطقة الأمان في الاقتصاد الصناعي الذي يعتمد بشكل كبير على الدخل القومي والمناجم والصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال الكواري: «دخول قطر في منطقة الأمان بسبب عدم تأثرها بالأزمات الاقتصادية العالمية، وهو ما ليس موجودا في الكثير من الدول الأخرى؛ ولذلك جاءت الثقة في الاقتصاد الصناعي القطري من كافة المنظمات العاملة في هذا المجال، وبالتالي فإن انطلاق الكتاب الدولي السنوي من قطر ليس غريبا بل هو إنجاز يحسب للدولة بلا شك ولجميع القائمين على الصناعة».
وأوضح الكواري أن دولة قطر تقدم حوافز كثيرة ومتميزة تساعد المستثمرين وأصحاب المشاريع الصناعية على المنافسة في سوق مفتوحة، كما تساعدهم على تطوير هذه المنشآت من وقت إلى آخر ليكونوا في حالة تنافسية مستمرة. وقال: «البيانات والمؤشرات والمقارنات مع دول العالم الأخرى تساعد أيضاً على التطوير والتقدم باستمرار في هذا المجال، خاصة أن المجال الصناعي في دولة قطر له إسهامات كثيرة».
«شيام أوبديا»: الاقتصاد القطري الأكثر تقدماً خليجياً
قدم السيد شيام أوبديا رئيس وحدة الإحصاءات الصناعية في «اليونيدو» عرضاً حول الكتاب السنوي للإحصاءات الصناعية 2013، وأبرز أنه دليل منهجي لعرض الإحصاءات لوضع التصورات العالمية وتسهيل المقارنة بين البلاد، كما أنه كتيب لمجتمع الأعمال وصناع القرار ومستخدمي البيانات للاطلاع على معدل ونمو وهيكل الصناعة التحويلية في جميع أنحاء العالم.
وتوقف خبير اليونيدو عند البيانات الخاصة بالقطاع الصناعي في دول مجلس التعاون الخليجي، فأشار إلى أن أربع دول من دول المجلس تصنف من الدول الصناعية، واثنتين من بينها تصنفان في فئة الاقتصادات الصناعية الناشئة، وأوضح أن المملكة العربية السعودية تؤمن قرابة نصف الإنتاج الصناعي لدول المجلس، في حين أن الاقتصاد القطري هو الأكثر تقدماً في مجموعة دول المجلس.
وحول معدل النمو السنوي أوضح أوبديا أن بيانات الكتاب السنوي كشفت أن عمان تحتل المرتبة الأولى بمعدل %7.6، تليها السعودية بمعدل %5.7، ثم الكويت %5.6، فالإمارات %5.2، ثم قطر %5.1، وأخيراً البحرين %4.0.
وعن بيانات القيمة المضافة للصناعة التحويلية للفرد أوضح الخبير أن قطر جاءت في المرتبة الأولى مع 4122 دولارا أميركيا، ثم الإمارات بمعدل 3087 دولارا، فالكويت مع 2323 دولارا، ثم البحرين مع 1884 دولارا، فالسعودية مع 1405 دولارات، وأخيرا عمان مع 1362 دولارا.
وختم أوبديا باستعراض وسائل التعاون القائمة بين «اليونيدو» و «جويك»، وأبرزها البرنامج التدريبي في مجال الإحصاءات الصناعية في الخليج، وتقييم قاعدة البيانات «جويك»، ومشروع المساعدة الفنية في سلطنة عمان الذي سينطلق قريباً، إضافة إلى إدراج مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي في قاعدة بيانات «اليونيدو» في الكتاب السنوي للإحصاءات، وتبادل البيانات الإحصائية وخدمات الخبراء.
© Al Arab 2013